بقلم /عارف الشرجبي

 تسريبات مشبوهة ومغرضة تناولتها بعض وسائل الإعلام والقنوات الفضائية وفي مقدمتها قناة ألافك (الجزيرة ) عن عودة السفير احمد على عبد الله صالح الى اليمن لاستلام الحكم كما جاء في تلك التلفيقات الكذوبة كأصحابها.

 تلك التسريبات لم تأت من فراغ ولم تكن أخبار مجردة خالية من الدس الرخيص وإنما جاءت للوقيعة بين طرفي المعادلة السياسة في تحالف إنقاذ الوطن (المؤتمر الشعبي العام ومكون أنصار الله) بعد أن فشل تحالف العدوان وعملائه المأجورين عن تحقيق أي نصر على الأرض بل وتكبدهم الهزائم على أيدي الجيش واللجان الشعبية فعملوا على نشر مثل تلك التسريبات السخيفة ضنا منهم أن نشر أخبار عودة السفير احمد على سيعمل على إشعال فتيل ألازمه بين المؤتمر وانتصار الله وهو الأمر الذي اثبت غباء مروجي تلك الشائعات بل وحقدهم المتنامي على اليمن وأهله.

أما الهدف الأخر من تلك التسريبات إن مروجوها أرادوا الإساءة للسفير احمد علي وتشويه مواقفه الوطنية الناصعة البياض التي لا يختلف عليها اثنان ويبدو أنهم قد تجاهلوا طبيعة تفكير وتعاطي السفير احمد على من القضايا الوطنية الكبيرة والصغيرة أيضا وإلا لما فكروا بتأليف هذه الكذبة التي تنم عن غباءهم المستفحل وتخبطهم الأعمى كالذي أصابه مس من الشيطان.

 لاشك أن الذي يعرف احمد علي أو تابع مسيرته العملية المشرفة سواء في قيادة الحرس الجمهوري أو سفيرا في وزارة الخارجية سيدرك أن شخص بمكانة وأخلاق ووطنية هذا الرجل لا يمكن أن تغريه المناصب فما بالكم إن كانت ستصل إليها   على ظهر دبابة العدوان والغزاة كما يروج البلهاء.

 رجل بوطنية احمد علي لا يمكن أن يتغير عن تلك المبادئ الوطنية التي سار عليها وتعلمها من مؤسس النهج الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة الزعيم علي عبد الله صالح الذي رفض الصعود الى كرسي الحكم قبل نحو أربعين عاما إلا عبر انتخابات مجلس الشعب التأسيسي رغم إصرار وتأييد معظم قيادات وحدات الجيش والامن ووجهاء البلد حينها وإجماعهم بأنه الأجدر بتولي الحكم بعد تلك الأحداث المأساوية الدامية التي مرت بها بلادنا.

 لقد أكدت الأحداث التي جرت منذ 2011 وحتى الان إن السفير احمد علي بل وال عفاش جميعا لا يراهنون على التمسك بالمناصب أو السعي خلفها إذا كان الأمر سيتسبب للوطن  بالانقسام أو مزيد من التعقيدات.

 لقد كشفت الأحداث الجارية عن المعدن النفيس للسفير احمد علي مما جعله الأقرب الى الناس وذلك لتمسكه بالثوابت الوطنية والدستور والقانون بعيدا عن اللعب على التناقضات أو اقتناص الفرص لتحقيق أي مكاسب شخصية أن لم يكن مردودها سيعود بالخير على الوطن بشكل عام ناهيكم عن تكوينه النفسي والأخلاقي الرافض لأي شكل من أشكال استغلال الفرص على حساب الوطن ومصالحه العليا ولعل ما حدث في مسجد دار الرئاسة في 2011 ومحاولة الطامعين في الوصول الى السلطة اجتثاث الدوله بكل رموزها ومسئوليها اصدق دليل على عقلانية السفير احمد على ونزاهته ورباطة جأشه حين تمالك نفسه وامتنع عن ردة الفعل رغم فداحة الجريمة التي تمنحه أو أي شخص آخر في موقعه كل عوامل ومبررات ردة الفعل الغاضب التي تعطيه صكا على بياض للإطاحة بكل من وقف خلف تلك الجريمة الشنعاء التي لم يشهد لها التاريخ مثيل خاصة وقد كان مسرحها بيت من بيوت الله وفي جمعه رجب الحرام إلا أن العميد احمد علي حينها اثبت انه رجل دوله ملتزما بالتوجيهات والأوامر الأعلى.

 فبالرغم من ألمه وفجيعته على والده وقائده ورئسيه الرئيس علي عبد الله صالح ورغم أن الدستور والقانون يمنحانه الحق والغطاء الكافي للرد بكل قسوة وقوة ولو من باب الدفاع عن رئيس الدولة وكبار المسئولين الذين تم استهدافهم معه في مسجد دار الرئاسة إلا انه لم يفعل بهم شيئا .

 مواقف كثيرة أثبيت أن السفير احمد علي ليس ممن يتمسكون بسفا سف الأمور على حساب القضايا الوطنية الكبرى وكنا نتمنى على أصحاب الشائعات المفبركة ان يتعلموا ويعوا الدرس جيدا وان لا يكرروا هذه الهواية السمجة التي هم عليه ألان.

 قبل أربعه أيام من سفر احمد علي الأخير الى دوله الإمارات سنحت لي الفرصة بان التقي به في مكتبه بصنعاء فدار بيننا حديثا لمدة نصف ساعة تقريبا فسألته ضمن الحديث الذي دار عن رأيه بالحملة الشبابية المطالبة بعدم التمديد لـ " هادي " وكذا التحضير لإجراء انتخابات رئاسية بحسب بنود المبادرة الخليجية التي حددت فتره انتقالية لمدة عامين فقط كانت قد انتهت حينها  ولان من ضمن شعارات وأهداف الحملة التي كنت قد انتخبت ناطقا باسمها الدعوة لترشيح وانتخاب السفير احمد على فقد كان لابد أن نسمع وجهة نظره فيما نصنع في الميدان خاصة والأمر يتعلق به ولم نكن قد أخذنا رأيه فيما قمنا ونقوم به فرد علي قائلا علينا كيمنيين أولا أن نبحث كيف نجنب اليمن ويلات الانقسام وان نبحث عن سبل تحقيق الأمن والاستقرار بدلا من البحث عن المناصب أو الكراسي وقال رغم تحفظي الكبير على أسلوب قيادة البلد والتخبط والعشوائية التي تدار بها الأوضاع ورغم الخروج الواضح على بنود المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة والتي تنبئ بدخول البلد في نفق وطريق مسدودة قد ندفع ثمنه جميعا إلا إنني أرى أن البلد لا تحتمل مزيد من التازيم او التحشيد والتحشيد المقابل والا ما الفرق بيننا وبين الآخرين الذين نقول أنهم يسعون خلف مصالحهم على حساب الوطن.

 وأضاف لا يمكن أن نقبل أن نبني سعادتنا ونسعى لحقق مصالحنا الشخصية إلا إذا كان ذلك ضمن المصلحة العامه لكل اليمنيين ولا تتعارض مع مصالحهم ولذا علينا أن نمد أيدينا للآخرين ونشدهم لنعمل جميعا لتضميد الجراح ولملمة الشتات وتقريب وجهات النظر وعلينا أن نسير على نهج رموز الوطن الذين ضحوا لأجله ولا ننسي تضحيات الزعيم (صالح) وعزيز اليمن الأستاذ الشهيد عبد العزيز عبد الغني ونتعلم روح التضحية في سبيل الوطن كما فعل هؤلاء العظماء. بهذه العبارات ختم حديثه ونهض بكل هدوء ومد يده قائلا أراك على خير.

 وبعد أربعة أيام تفاحئت بخبر وصوله الى دوله الإمارات لممارسه مهامه سفيرا لليمن هناك لتدخل البلد بعد ذلك في دوامة من العنف والصراع الذي كان قد حذر منه وتحاشاه ..هذا هو السفير الإنسان احمد على الذي أخاله اليوم وهو يتمزق ألما لما يحصل لبلده التي تسكن جوارحه وحنايا أضلعه.

حول الموقع

سام برس