بقلم / عبدالملك العفاري
أنت تكون قائدا أنت أمام خيارين لا ثالث لهما .. الخيار الاول هو أن تؤدي واجباتك وتتحمل مسؤولياتك وترعى رعيتك وتقدم مصلحتهم على مصالحك الشخصية .. كالأب في أسرته يبذل قصار جهده في سبيل أن تكون أسرته هي الافضل في المجتمع ..

الخيار الثاني وهذا الخيار تلجأ إليه كقائد في حاله عدم تعاون رعيتك أو من تقودهم وترأسهم وأيضا في حالة وجود ضمير عالي لديك كقائد وهذا الخيار هو أن تقدم استقالتك وهو الحل الاخير ..
الموضوع وللأسف عندنا مختلف جدا في اليمن بشكل خاص وفي العالم العربي بشكل عام فنجد هناك خيار ثالث للقادة وهو عدم تحمل مسؤولياتهم وعدم أداء الواجبات الملقاة على عاتقهم وعدم تقديم استقالتهم والغنيمة الغنيمة ..

نعم الشعوب تصنع القادة ولكن الشعوب المتعلمة والواعية هي من تصنع القادة العظماء والمخلصون .. والشعوب المتفرقة والممزقة الغير واعيه تصنع القادة المتوحشون المتطرفون ..

نعم المسؤولية جماعية ومتكاملة بين الشعوب والقادة لكن من يتحمل الجزء الأكبر منها هم القادة فالطريق الاسهل والاقل كلفة للتغيير للأفضل والتقدم والتطور والمستقبل الزاهر يصنعه القادة ومثل هؤلاء القادة تجلبهم المعجزات كما وجد الانبياء من قبل .. والطريق الاصعب والاكثر كلفة للتغيير للأفضل تصنعه الشعوب ومثل هؤلاء الشعوب تخلقهم الحروب والظروف الصعبة التي توحدهم كالجسد وتلم شتاتهم وتوحد صفهم ليجمعوا اخيرا على قائد واحد ولربما ينبثق من بينهم تلقائيا ليقودهم ويصنع المستقبل الذي ينشدونه جميعا.

انتهى عصر المعجزات والانبياء المرسلين ولم نعد نرى سوى الحروب والفوضى بل لقد اصبح واقعا نلمسه منذ العصور الوسطى والنهضة الاوروبية  ومرورا بالحربين العالمية الاولى والثانية وحتى هذه اللحظة.

لست موقنا بسيرنا كيمنيين بشكل خاص وكعرب بشكل عام نحو هذه التجربة وليس متوقعا ظهور الانبياء من جديد كما ليس من المتوقع أن تجدنا نصبح يوما ما في ليلة وضاحها متحدين وجسد واحد .. وانما ترقبوا الواقع والحقيقة ليثبتوا إلى أين نسير؟!.

حول الموقع

سام برس