بقلم / حمدي دوبلة
محمد علي كداشي مواطن بسيط من ابناء منطقة وادي ظمي بمديرية حيس كان على دراجته النارية عندما استهدفته الطائرة السعودية وهو في الطريق الرئيسي على مقربة من قريته القطنة.. كان هذا الحادث الغريب قبل اكثر من 6اشهر لكن صديقي وزميل دراستي الابتدائية والذي نجا باعجوبة من الموت المحقق رغم جراحاته البليغة لم يفهم اهداف ذلك الاستهداف الى اليوم لكن مابات يدركه جيدا انه لم يعد كما كان عليه حاله قبل ذلك اليوم المشئوم ابدا.

اصبح "الكداشي" وهو في اوائل عقده الرابع شبه معاق اذ فقد احدى يديه وبات جسده مليئا بالعمليات الجراحية التي خضع لها لاخراج شظايا الصاروخ السعودي من كل مكان في جسده النحيل كما فقد عمله الحر الذي كان يعتاش منه واسرته ولم يعد يفكر الا في تامين مصاريف العلاج وتغطية اسفاره المتكررة الى العاصمة صنعاء لمتابعة حالته الصحية وانقاذ مايمكن من اجزائه التي قد تعينه في مواجهة حياته المستقبلية.

بطبيعة الحال لايعلم سلمان ولا نجله ولي العهد ولاحتى الطيار الذي استهدف هذا الرجل البرئ بالصواريخ ماذا حلً بهذا المسكين كما يجهل كثير من الناس هنا ماذا يعانيه عشرات الالاف من جرحى العدوان الغاشم من الام ونكبات لاتحصى ولاتعد على مختلف المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية خاصة وان المستشفيات والمرافق الصحية تعج بهؤلاء الضحايا الذين يتزايدون بشكل يومي بسبب طيش وجنون النظام السعودي وعبث طائراته العسكرية بارواح الناس واقواتهم وقصف منازلهم ومزارعهم وحتى قواربهم التقليدية الصغيرة في عرض البحر وبكل وحشية وبشاعة قلً نظيرها في تاريخ الحروب والصراعات بين ابناء البشر.

هذه التضحيات الجسيمة التي يجود بها اليوم كل اليمنيين نساء ورجالا صغارا وكبارا يجب ان تكون محل اجلال واكبار القيادة السياسية الصامدة هي الاخرى في وجه هذه الهجمة العدوانية الشرسة التي اصبحت تستهدف الوطن وابنائه جميعا دون استثناء حتى اولئك الذين جرفتهم الاهواء والمصالح الضيقة الى صفوف العدو ولم يعودوا في مأمنٍ من بطشه ويعلمون ذلك جيدا لكنهم مازالوا في غيًهم يعمهون.

لافضل لاحد على احد اولأي جماعة على اخرى في مقارعة العدوان والتصدي لمؤامراته الخبيثة فالشعب اليمني المكافح الصبور قدم للعالم ملحمة نادرة في الصمود والثبات ووصلت التضحيات الى كل بيت يمني ودفع كل فرد في هذه الامة العظيمة ثمنا باهضا وهو يدافع عن وطنه وكرامته وكبريائه وان شعبا كهذا جدير بان يحظى باهتمام ورعاية استثنائية من قبل حكامه وساسته وبحيث تليق بعظمته وعظيم تضحياته.

على القيادة اليوم ان تشمر السواعد وتستحذ الهمم وان تستنهض الطاقات ومضاعفة الجهود لمعالجة التداعيات الكارثية للعدوان والحصار والحد من اثار الحرب الاقتصادية الشعواء التي يتعرض لها الوطن والعمل الدؤوب لتخفيف المعاناة الانسانية المتفاقمة جراء غياب المرتبات وانتشار الامراض والاوبئة وكذا رفع مستوى الرعاية المقدمة لجرحى العدوان ولأسر وابناء الشهداء الابرار"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"
"يوميات الثورة الثلاثاء 2017/8/8"

حول الموقع

سام برس