جميل مفرح
للأسف الشديد بات لابد لنا من الاعتراف وإن بحسرة، بأن السياسة استطاعت ن تقتل فينا كثيراً من القيم وتروم مساحات كبيرة من مشاريع كبيرة من مشاريع كبيرة من مشاريع رغم ما تبذله أنفسنامن محاولات تماسك ومواجهة لفعل وآثارالسياسة!!استطاعت السياسة فعلاً أن تحول المساحات المخصصةفي نفوسنا وقلوبنا للجمال ولوازمهوللحب وتوابعه إلى قفار متصلبة غير منتجة إلا لكل شائك وقبيح.. وكأننا لمنخلق سوى لذلك!!
لم يكن اليمنيون طوال تاريخ وجودهم، كما هم الآن قساة غلاظاً ماكرين، وذلك بالطبع بفعل وجود شيءاسمه سياسة، لم يسبق لليمنيين أن تشرذموا وسعواإلى فرقة وشتات واختاروا الخديعة والإيقاع كوسائل حياة، كما هم الآن، وذلك لعمري بسبب السياسة،لا أتذكر أنه رصد في صفات الإنسان اليمني الحقدوالحسد والبغضاء والمكابرة والخروج عن أنساق الحياة الاجتماعية والتكافلية كما يحدث الآن.. وهذابفعل وتأثير السياسة والعمل السياسي، نعم ما دخلت لسياسة في أمر إلا أفسدته..أتذكر قبل بضع سنوات كانت ذكرى الثورة اليمنيةومثلهما ذكرى إعادة تحقيق الوحدة 22 مايو ومثلهاأيضاً عيد الجلاء 30 نوفمبر.. كانت هذه المناسبات تمثل أعياداً هامة تعود الإنسان اليمني وليس الجانب الرسمي وحسب، أن يحتفل بها ويشهد مناسباتهابطريقة لا يمكن أن تكون بذات كيفية الحياة الطبيعيةولا هي بذات ما يحصل في ذكرى هذه الأعياد في الوقت الراهن.يمر مايو وسبتمبر وأكتوبر فلا نعلم ذلك إلا حين نتقبل أبناءنا في إجازة المناسبة أو حين تذكرنا ذلك وسائل الإعلام بشكل بسيط وغير معهود وكأنها تحتفي بهذهالمناسبات على استحياء!!
ماالذي يحدث لنا؟! من فعل ويفعل بنا كل هذا؟! لماذانستسلم ونتنازل عن أعيادنا وفرحتنا؟! طبعاً ذلك
يحدث لأن السياسة أرادته لنا أو فرضته علينا، ومع ذلك لانفتأ ندعي أننا لا نمارس السياسة!! ياللحزن..
ياللحسرة..يا للألم..يالكل هذا العناء الذي يقدنا من أقصانا حتى أقصانا!! لماذانرضى لأنفسناأن ننال عقابادون أن نستحق ذلك العقاب، أودون أن نفعل ما يستحق ذلك العقاب؟!أكل ذلك فقط لأننا يمنيون؟ وهل غدت يمنيتنا لعنةعلينا؟!من المناسبات التي قضت عليها السياسة أيضاً معرض صنعاء الدولي للكتاب الذي انطلق الأحد الماضي تمضي هذه المناسبة وكأنها شرلابد منه وأسأل وأتساءَل لماذاغدت هذه المناسبة بهذا البرود بعد أن كانت مهرجاناًسنوياً يحتفي به الصغار قبل الكبار، المواطنون قبل الجهات الرسمية؟! لماذا لم نعد نعطي كل شيء حتى ولو أقل ما يستحقه من القدر والاهتمام.. سواء على الجانب الشعبي والجماهيري أو على الجانب الرسمي والحكومي.. أين وسائل الإعلام؟ لماذا لا تقوم بدورها الطليعي الهام في هذا الجانب؟!هل تصدقون أنني كنت أتحدث إلى صديق يعمل مديراًللبرامج في إحدى قنواتنااليمنية، وحين قلت له سأكون غداً في معرض الكتاب أبدى استغرابه واندهاشهوتساءل: ليش متى المعرض؟! ومثلة آخر مدير أخبار في قناة أخرى لا يعرف أن معرض الكتاب قائم وأن هناك أنشطة ثقافية وفعاليات هامة على هامشه.
ًكان مثل هذا النبأ يظل حديث الشارع ويسأل عنه ويهتمبه الأقصون قبل الأدنين..أمااليوم فقد غداهامشاً لا ذكر له شأنه شأن أعيادناومناسباتناالأخرى..ترى مالذي يجري!! هل حقاً قتلت السياسة فينا كل جميل؟!

حول الموقع

سام برس