سام برس

قلوبنا على اليمن قي يوم التحشيد العظيم.. الاحتقان يتضخم واي تحرك غير مسؤول قد يحدث الانفجار.. هل يلجأ الرئيس صالح للتهدئة في خطابه المنتظر؟ وهل يسحب الحوثيون تهديداتهم؟ وهل يتم نزع فتيل الفتنة؟
 
انظار اليمنيين جميعا.. ودول التحالف العربي بقيادة السعودية التي شنت الحرب عليهم، وبعض الشرفاء العرب، تتجه كلها الى العاصمة صنعاء، وميدان السبعين على وجه الخصوص، حيث يستعد حزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس علي عبد الله صالح وانصاره الى تنظيم مهرجان جماهيري بمناسبة ذكرى تأسيسه، اي الحزب، وهو مهرجان يمكن ان يسجل الرقم القياسي من حيث اعداد المشاركة الشعبية.

لا يختلف اثنان على ان المهرجان استعراض للقوة الحزبية والشعبية، وقدرة الرئيس علي عبد الله صالح على التحشيد، لاثبات ضخامة حجم شعبيته في مواجهة حليفه وشريكة في التصدي للعدوان، اي حركة “انصار الله” الحوثية، حيث تفاقمت الخلافات بين الحليفين في الفترة الاخيرة لاسباب متعددة.

حركة انصار الله الحوثية تتهم الرئيس صالح، ودون وجود اثباتات موثقة، بأنه تفاوض سرا على صفقة تسوية مع دولة الامارات العربية المتحدة، تعيده الى السلطة في اليمن، مقابل انشقاقه على الحوثيين، والانخراط في الحرب ضدهم، ولكن حزب المؤتمر ورئيسه ينفيان هذه الصفقة، ويؤكدان انهما منخرطان في الحرب ضد العدوان.

حزب المؤتمر يتهم اللجنة الثورية التابعة لانصار الله، حسب ما جاء على لسان عارف الزوكا، الامين العام لحزب المؤتمر، انها استولت على ثلاثة مليارات دولار، وباتت تسيطر على كل صغيرة وكبيرة في البلاد، وتهميش “المؤتمريين” وتمنع وزرائهم من الدخول الى الوزارات التي يشغلونها في اطار تقاسم السلطات، وتحول دون تعيين قائد للحرس الجمهوري.

في ظل هذه الاتهامات المتبادلة وصلت الخلافات الى ذروتها، ووصلت درجة الثقة بين الحليفين الى ما دون الصفر، وبدأ كل طرف يستعرض قوته من خلال حشد انصاره في الميادين العامة وسط صنعاء لاظهار قوته وشعبيته.

الخلاف وصل الى حافة الانفجار عندما هددت اللجنة الشعبية المسلحة للحوثيين بالانتقام والثأر من الرئيس صالح لانه وصف قواته بالميليشيات، وطالبته بالاعتذار، او المواجهة، واصدر السيد محمد الحوثي رئيس اللجنة الثورية تعليماته الى انصاره بالتحشيد على مداخل صنعاء الاربعة لمنع او عرقلة مهرجان السبعين لحزب المؤتمر.

السيد ياسر العوضي، امين عام حزب المؤتمر، قال امس ان انصار حزبه جاهزون لكل الخيارات، وترددت انباء ان حزب المؤتمر حشد اكثر من ثلاثين الفا من مسلحيه في العاصمة استعدادا لاي مواجهة مع “الحليف” الحوثي.

الاجواء متوترة،  ودول التحالف العربي التي تشن العدوان على اليمن تصلي من اجل صدامات بين الحوثيين وحليفهم صالح، تؤدي الى فرط هذ التحالف الذي صمد في وجههم عامين ونصف العام، وافشل كل مخططاتهم، ولم يتردد الدكتور انور قرقاش، وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية، من التعبير عن امنياته في تغريدة له على التويتر في ان يتفرط عقد هذا التحالف، وان لا يعود حزب المؤتمر اليه مطلقا.

الوساطات مستمرة لمنع حدوث الصدام الدموي المتوقع بين الجانبين، ويبدو انها بدأت تعطي بعض النتائج الايجابية، فقد دعا السيد محمد الحوثي، رئيس اللجنة الثورية (اعلى سلطة سياسية قيادية لانصار الله) الحركة العسكري الى الترفع عن الاخذ بحقها من الرئيس صالح لانه وصف هذه اللجان بالميليشيات، لانه لا يمكن القبول بأن تنزلق البلاد الى اتون الصراعات الداخلية، ويجب التركيز على العدوان، واكد على ضرورة وضع مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات والتغاضي عن اي حق، وطالب العقلاء في المؤتمر الشعبي العام ان يقوموا بواجبهم في توجيه خطاب سلمي وتجنب الاساءة والتصعيد.

خطاب السيد محمد علي الحوثي جاء تصالحيا، ويهدف الى التهدئة، وهذا عين العقل، لان التصعيد والانزلاق الى المواجهات المسلحة، ستحلق ضررا كبيرا في صفوف الجانبين، وسيصب في مصلحة “عاصفة الحزم”، والتحالف العربي السعودي الذي اطلق غارات طائراتها التدميرية التي الحقت الخراب باليمن، وقتلت اكثر من عشرة آلاف من ابنائه، وجوعت اكثر من 17 مليونا، ولعبت دورا كبيرا في نشر الاوبئة، والكوليرا خاصة.

غارات طائرات “عاصفة الحزم” عشية مسيرات ميدان السبعين، وتحشيدات الحوثيين التي ضربت اهدافا للحليفين في صنعاء وسنحان، جاءت تذكر بحقيقة العدوان المأساة التي يستهدف اليمن حاليا، تذكر الحليفين المتصارعين تحشيدا في الميادين.

نحن في هذه الصحيفة “راي اليوم” الذي وقفنا منذ اليوم في خندق الشعب اليمني في مواجهة العدوان، ودون اي تردد نتمنى ان يسود العقل، وتنتصر الحكمة واهلها على العناصر المتشددة في الجانبين، وبدء حوار حقيقي ومسؤول لتسوية كل الخلافات العالقة، لان البديل هو خسارة الطرفين واليمن بشكل عام.

نضع ايدينا على قلوبنا في هذه الصحيفة، ونأمل ان يمر هذا اليوم بسلام ودون اي صدامات لان دماء اليمنيين، كل اليمنيين، عزيزة وغالية بالنسية الينا، مثلما امل ان يكون خطاب الرئيس علي عبد الله صالح في هذه المسيرة التاريخية مسؤولا يهدىء ولا يصعّد، يوفق ولا يفرق، والشيء نفسه يقال ايضا لانصار الله، الاحتقان تضخم في الايام الاخيرة، وبات الانفجار ينتظر الشرارة.

حما الله اليمن واهله الطيبين الاصلاء من شرور الفتنة واصحابها، وما اكثرهم هذه الايام.
“راي اليوم”

حول الموقع

سام برس