عبدالله الصعفاني
أود ان اقرع في الطاولة على كلمات السؤال: كيف يدير المفاوض اليمني حواره مع المانحين؟!.. فأذهب إلى وصفه " بالطيبة " لكن قرعاً آخر يشد أذني من بعيد ويردد انشودة "ولا طيب ولا حاجه ذا اهبل وعبيط "..

-المفاوض في البلدان التي تبحث عن الدعم الدولي يتسم عادة بالبراعة والقدرة على الاقناع.. يجيد شرح الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلاده وتأثير ذلك على السلام الإنساني والأمن الإقليمي.. وقبل وبعد ذلك يبدي من التفاوض مايؤكد قدرة على الاقناع في مفهوم النزاهة والشفافية في ادارة اموال المانحين.

-أما عندنا فينطبق القول إننا أمام سلاح بيد عجوز. . فمنذ مؤتمر لندن لأصدقاء اليمن وحتى ساعته وحينه والحكومة تلوك الفشل في استيعاب أموال المانحين.. فضلاً عمَّا صار معروفاً من أن مانحين سبق وفضلوا إدارة مشاريع بأنفسهم في تأكيد أن وراء الأكمة ما وراءها.

- مشكلة المفاوض اليمني أنه لا يجيد غير القول "هاتو لي فلوس واعرفوا امور" غير مدرك أن الآخرين اذكياء ويرصدون الشاردة والواردة حتى ان بعضهم يتذاكى فيقبض ما قدمه باليد اليسرى بيده اليمنى.. ولسان حاله.. رزق الهبل على المجانين.. أو العكس.

-ومن يمتلك في هاتفه خدمة الأخبار القصيرة الصادرة عن مؤسسات إعلامية حكومية متخصصة في أخبار.. استقبل.. ودّع..أشاد.. سيلاحظ كيف أن الأخبار النمطية الفارغة من المعنى تسيطر على الحالة اليمنية خاصة عندما يتسابق الجميع لمنح الدروع لكل من دبّ وهبّ.. فيما النتيجة العامة لم ينجح أحد..!

-سفراء ومسئولون عرب وأجانب يصرحون كثيراً لكنهم لا يقولون شيئاً فإذا بنا نتلقف تلك التصريحات بنشوة ذلك الذي اصطاد الأسد.. وهي ظاهرة لا تليق ببلد يحتاج إلى دعم حقيقي من الآخرين بواسطة مفاوضين اذكياء وإدارة مقنعة ومحترفة وليس هؤلاء الذين يحتاجون لخوض دراسات في فن التفاوض..

حول الموقع

سام برس