بقلم / حمدي دوبلة
بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تضمنت مشاهد مؤلمة لعدد ليس بالقليل من ضيوف الرحمن وهم يركضون في ثياب الاحرام فرارا امام سيارات الامن السعودي التي راحت تطاردهم بكل حزم وقسوة وهي ترفع  اصوات ابواقها المزعجة التي تستخدم عادة اثناء ملاحقة  المجرمين وعصابات السرقة ومرتكبي الجنايات .

لم تحترم السلطات السعودية حرمة المكان الطاهر في الشوارع والازقة المحيطة بالبيت الحرام ولا قدسية وعظمة المناسبة ولم تعر اي اهتمام او اعتبارللمنظر المهيب الذي يبدو عليه الحاج في ثوب احرامه وقد جاء ملبيا دعوة الخالق العظيم وتجشم في سبيل الوصول الى الديار المقدسة مالا يُعد ولايحصى من الصعاب والعراقيل وبذل مالايعلمه الا الله  من المال والجهد قبل بلوغ هذه الغاية العظيمة لكن كل ذلك لم يوقف شرطة النظام السعودي من ممارسة كل اشكال الاهانة والاذلال لضيوف الرحمن وهم في جواره وفي كنف بيته العتيق الذي من دخله كان آمنا كما يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم كتابه العزيز.

تذكرت وانا اتابع هذه المشاهد المبكية  رواية حدثني بها عجوز يمني عن كيفية ادائه فريضة الحج منذ سنوات طويلة رغم فقره وعجزه عن دفع الرسوم المفروضة من قبل نظام آل سعود مقابل الحج  حينها دخل هذا الرجل الى الاراضي السعودية في رمضان لاداء العمرة  التي رسومها المالية اقل بكثير عن رسوم الحج وقرر بعد ادائه العمرة البقاء متخفيا في جنبات البيت الحرام لاكثر من ثلاثة اشهر حتى يحين موسم الحج فيؤدي  الركن الخامس من الاسلام ثم يعود الى دياره مطمئن البال والسريرة ولكنه وقبل ساعات من حلول العشر المباركات من شهر ذي الحجة فوجئ كمايقول بضابط امن سعودي يقف على راسه مطالبا اياه بابراز الاوراق وسندات دفع الرسوم وغيرها من الوثائق الرسمية التي تؤكد قانونية وصوله الى الديار المقدسة ..

يوضح هذا الرجل لقد شعرت ساعتها بالخذلان والاحباط وان حلمي بالحج قد تبخر وان  العناء الطويل قد ذهب سدىً..فنظرت الى ذلك  الضابط  وعيوني ترقرق بالدموع ياسيدي تخفيت 3اشهر وتعرضت للكثير من الالم والمصاعب والمعاناة من اجل اداء الفريضة لكنني اعدك بانني سأمسك برقبتك يوم القيامة واقول يارب عانيت كثيرا لأحج بيتك الحرام وحين لم يبق لي الا ساعات على اداء فريضتك منعني هذا الرجل وحرمني بلوغ هذه الغاية  ..

يقول صاحبنا ماان نطقت بهذه الكلمات الا ورايت الضابط قد احمًر وجهه وارتعدت فرائصه واذا به يطلق سراحي ويسالني الدعاء.

كانت هذه الحادثة في عهد الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز ويومها كان لايزال النظام السعودي وبعض مكوناته يمتلك شيئا من المزايا والصفات الايجابية في احترام الانسان وتعظيم شعائر الله اما الان وقد بلغ هذا النظام ادني مراتب السقوط والانحلال الاخلاقي وقام بارتكاب كل الجرائم والمنكرات سواء بسفك دماء الابرياء من المسلمين وتخريب مقومات حياتهم و بصد الناس عن حج البيت الحرام ونشر الخراب والفساد في الارض فكل شئ مشين ومسيئ لكل القيم الانسانية والدينية صار متوقعا من هذا النظام الوحشي ومن قبل اركانه من عتاولة الطغيان والفجور ولو كان ذلك متعلقا بالمقدسات والاستهانة بشعائرالله وبضيوفه الكرام بصرف النظر عن طريقة وكيفية بلوغهم تلك الديار المقدسة.

"يوميات الثورة الثلاثاء 2017/9/5"

حول الموقع

سام برس