سام برس / خاص
نشرت صحيفة لندنية معلومات في غاية السرية  حول مفاوضات السعودية مع الرئيس صالح و الفخ المحكمّ الذي اوقعه الإماراتيون فيه.
هذه التفاصيل التي يُكشف عنها لأول مرة ،صدمت معظم المتابعين والسياسيين،ومثّلت لهم مفاجأة من العيارالثقيل ،لم يكن يتوقعها أحد.

المعلومات التي أنفردت  بنشرها صحيفة "رأي اليوم " من خلال مقال هام للكاتب والإعلامي المؤتمري البارز عبدالكريم المدي،تضمن معلومات دقيقة ومثيرة ، ولأهميتها يعيد الموقع نشر المقال نصّا  :

((قبل وأثناء انطلاق عاصفة العدوان السعودي على اليمن جرّبت الرياض كل شيء مع الرئيس صالح لإ قناعه بالتحالف معها ومع هادي ضد أنصار الله " الحوثيين"، أو كحد أدنى الصمت والنأي بنفسه عمّا يحدث..

وكان من ضمن محاولاتها المباشرة معه إرسال " محمد آل جابر" سفيرها في صنعاء، قبل أن يحزم أمتعه ويغادر البلاد،إلى منزل صالح مرتين،ورغم ردّ الأخير الحازم له في الزيارة الأولى، إلا أنه عاود الكرّة وتلقى ردا أقسى ،ولم تشفع له الإغراءات التي قدمها في الزيارة الأخيرة والتي لم يكن ينقصها تقريبا إلا ضمانهم إدخاله الجنة.
ونستطيع القول إن أهم ما قُدّم خلال حجة وداع آل جابر :

1-  تمكين صالح من الحكم ، إمّا من خلف الستار، أو من خلال نجله الجنرال أحمد.
2- تمليكه قصر أسطوري في المغرب أو فرنسا وصرف أكثر من مئة مليون دولار كميزانية لتغطية متطلباته ورواتب الخدم والحشم.
3- دعم حزب المؤتمر ماليا وإعلاميا وسياسيا ،داخليا وخارجيا.
4-إيقاف كل أشكال الدعم لخصوم " الزعيم" الإفتراضيين والحقيقين.

5- ضم اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي، على أن يكون عرّابه صالح ،وغيرها من العروض.
وربما أن الذي جعل السعوديين محتارين أكثر أمام هذا الرجل وكارهين له أكثر أيضا ، هو عرضهم الذي كان عبارة عن :
تقديم قلم وورقة له كي يكتب مطالبه وشروطه التي تُعتبر نافذة ومجابة تلقائيا، فكتب عليها : " أتحالف مع اليمن " ...إنتهى.

وهكذا تتالت الاخفاقات السعودية معه ، ومن المفيد أن نأتي الآن إلى  آخر إخفاق ،أو قُل طلقة كانت في جُعبتها وأطلقتها من خلال السفير" آل جابر"، والمتمثّلة.. بأن كل العروض السابقة تظل قائمة وفي حكم النافذة مقابل بقاء " صالح " على الحياد وله أن يأخذ وقته الكافي ولا يستعجل في الرد .. ومع هذا جاء رده حينها سريعا : " احترم نفسك.. واخرج " .

والأمر نفسه مُرِس مع العميد أحمد علي في الإمارات بما في ذلك تجهيز طائرة خاصة نقلته إلى الرياض وهناك قالوا له : أنت فارس الرهان، والمطلوب فقط ،التحالف مع أشقائك العرب ضد " فارس" المتمثلة بحوثيّ صعدة في اليمن، وإذا لم تتحالف فلتقف على الحياد..لكنه لم يرفض هذا فحسب، بل رفض حتى مجرد الخوض في النقاش، لينهي أصحاب السمو اللقاء بدون أي دبلوماسية .. ويُفضُّ اللقاء الذي غادر بعده السفير أحمد عائدا إلى أبوظبي بدون توديع أو أي حفاوة، عكس ما قُبِل به عند الوصول.

وفي أبوظبي أُستُئْنِفت الإغراءات والتهديدات معا ومن ذلك الإلحاح عليه بإصدار بيان من سطرين يؤكد فيه
وقوفه مع التحالف العربي،أو على الأقل الوقوف على الحياد.

وحينما أستنفِدت معظم الخيارات، رمى الإماراتيون بآخر كرت كان بحوزتهم ( إقناع الرئيس صالح بإرسال أفراد عائلته للإقامة فيها كي يكونوا في مأمن من الصراعات ،وبغض النظر عن أي مواقف أو تباينات سياسية..)
وقد طُرِح عليه هذا الكلام طبعا بطريقة لا تسمح لذرة شك من أن تتسرّب إلى نفسه وتجعله يحاكم نواياهم ،لذلك التفوا عليه من نقطة حساسة ( علاقته الشخصية التي كانت وطيدة جدا بالرئيس المرحوم زايد بن سلطان) ،حيثُ شرحوا له مدى تقديرهم ووفائهم لتلك العلاقة وضرورة إستمرارها كمبدأ ثابت بالنسبة لهم يحتّم عليهم إستقبال أسرة الزعيم وإبقائها في ضيافتهم حتى تستقر أوضاع اليمن .

تردد الرجل بداية وفي النهاية وقع في الفخّ وأرسل (54) شخصا غالبيتهم أطفال ونساء ،لكن وبمجرد وصولهم هناك خضعوا لما يشبه الإقامة الجبرية حيثُ منعوا من السفر ،وعندها أستفاق الراقص على رؤوس ثعابين الداخل والخارج من غيبوبة تلك الخدعة..
ليجدد رفضه لأي مقايضة سياسية مقابل أسرته أو غيرها ،خاصة بعد أن خيروه بين التحالف معهم ضد الحوثيين،وبالتالي منحه هو وأسرته كل الإمتيازات وتمكينها من الحركة بحرية أو السفر ألى أي بلد آخر، أو رفضه وتقّبُّل نتائج الرفض، وهنا قال : "بلغوهم بأنني لن أتحالف مع العدوان ضد بلادي تحت أي ظرف كان، ويبقى لديّ في اليمن اثنان من أولادي إن كانوا يُريدون أرسلهما لهم سأفعل أما ذراعي فلن يلويه أحد ".

توضيح أخير :

العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح ،مايزال من بداية العدوان وحتى اليوم تحت الإقامة الجبرية في الإمارات وممنوع من السفر،وأي تحرُّك له في إطار المكان الذي يُقيم فيه لا يتم إلا تحت حراسة أمنية مشددة ، والحال نفسه مع بقية أفراد أسرة الرئيس صالح ))

حول الموقع

سام برس