اسكندر المريسي
اعتبر متابعون اعتراف وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن الأزمة المالية التي تتخبط بها واشنطن قد تضعف الولايات المتحدة في العالم أمراً طبيعياً بالنظر للواقع الراهن، فإن أميركا في العالم ليست قوية كما يصورها الإعلام الدولي فقد كانت في الأزمة السورية واضحة من ناحية الضعف حريصة على البحث عن حلفاء لدعم دورها المضاد للنظام في دمشق.
وبالتالي فإن نشوب الأزمة المالية ليست المرة الأولى ولا هي بالتأكيد الأخيرة، حيث سبق وأن حدثت أزمات مالية مر بها الاقتصاد الرأسمالي إلاَّ أن طبيعة ذلك الاقتصاد معبد بسلسلة من الأزمات وعقب كل أزمة يتم معالجتها تبرز أزمة جديدة، حيث تسببت تلك الأزمة المالية بشلل للإدارات الفيدرالية دونما بروز أي بوادر لتفاديها أو وضع الحلول الممكنة لها.
وهو ما يعني بحسب مراقبين أن نهاية الاقتصاد الرأسمالي الانهيار الوشيك لأن الأزمة طبيعة مركبة بذلك الاقتصاد القائم على إنشاء الآلة الصناعية داخل المركز ثم صناعة الآلة الحربية خارج ذلك المركز لغزو القارات ونهب ثروات الدول والشعوب تحت دوافع ومبررات البحث عن مصادر الثروة حتى أن الاستعمار القديم والجديد بكافة أشكاله وأنواعه كان المحرك والعامل السياسي له دوافع اقتصادية بدرجة أساسية.
فغزو أميركا للعراق كان من أجل النفط العراقي بغض النظر عن ذريعة أسلحة الدمار الشامل وقد كان تجمع دول الحادي والعشرين من آسيا والمحيط الهادئ في القمة التي عُقدت كانت مكرسة لبحث الآثار والنتائج السلبية التي خلفها الاقتصاد الرأسمالي، لأن الولايات المتحدة شهدت خلال السنوات الماضية أزمات مالية متوالية وتكررت بشكل دوري ومنتظم لتأتي الأزمة المالية الجديدة تأكيداً على حقيقة أن الاقتصاد الرأسمالي، كما أشرنا طريق معبد بالأزمات اللامتناهية لا تتوقف تأثيراتها السلبية على دول معينة ولكن شملت مركز واطراف الاقتصاد الرأسمالي اكان ذلك داخل اميركا او الدول التي تطبق ذلك الاقتصاد.
لأن الأزمة القائمة في السياسة الدولية تعبير مكثف عن الازمات الموجودة في الاقتصاد الرأسمالي على اعتبار انه اقتصاد أزمة بيد ان الجديد في اعتراف وزير الخارجية الاميركي بتنامي الأزمة المالية وانعكاساتها في اضعاف دور بلاده في العالم يعني بدرجة اساسية الدور السياسي.
اي ان هناك ما يمكن وصفه بالبعد الغائب حيال ذلك القول والمتمثل في البحث عن رساميل جديدة لإنعاش ليس الوضع الاقتصادي المنهار إلا كذريعة تبدو لدعم الدور السياسي المنهار اصلاً خاصة في الشرق الاوسط وفي كلتا الحالتين فإن ما قال به كيري يظهر احدى اهم وقائع اميركا من الداخل خلافاً لما هي عليه في وسائل الاعلام الدولي خاصة والأزمة المالية قد تستمر وتتواصل وماهي إلا نتيجة حتمية لأزمة الدور السياسي وأزمة الاقتصاد الرأسمالي.

حول الموقع

سام برس