سام برس/ خاص

كتب/ احمد الشاوش

أكد مصدر دبلوماسي رفيع المستوى ، بإن الامم المتحدة تجري ترتيبات كبيرة من أجل ايقاف الحرب في اليمن والتوصل الى تسويه سياسية بين الحكومة الشرعية وحكومة الانقاذ بصنعاء وكافة فرقاء العمل السياسي في اليمن بمشاركة سعودية.

وقال المصدر لـ " سام برس" ، ان مجلس الامن الدولي لديه مشروع مسودة جاهز يمثل خارطة طريق لحل الازمة اليمنية ووقف الاحتراب بين اليمنيين بالتزامن مع وقف عدوان التحالف بقيادة السعودية ورفع الحصار ، في مقابل وقف الجيش واللجان الشعبية اليمنية الضربات الصاروخية والزحف نحو مناطق نجران وعسير وجيزان ومدن سعودية واماراتيةاخرى.

وقال الدبلوماسي ، ان الامم المتحدة ستسأنف المفاوضات اليمنية - اليمنية في الكويت  في القريب العاجل وفقاً لما تم انجازه من تقدم في العملية السياسية في مفاوضات سابقة ومحاولة التوصل الى ايجاد صيغة ملزمة لكل الاطراف اليمنية ، وبما يحفظ ماء وجه السعودية وأمنها واستقرارها واليمن.

وأكد المصدر ان المبعوث الاممي ولد الشيخ احمد  سيتم تغييره في الاشهر القادمة "" بعد انأخفق في مهمته الانسانية، لاسيما بعد ان تحول ولد الشيخ الى وسيط غير نزيه ومجرد تيس  مستعار ، وقناع لتغطية جرائم حكام الرياض ، ما جعله غير مرغوب فيه او مرحب به على المستوى الرسمي و الشعبي في اليمن ومحل استغراب الراي العام الدولي بإحاطاته التي غالباً ما يغفل فيها عدد من الجرائم والانتهاكات الانسانية لدول التحالف بقيادة السعودية والامارات وامريكا .

ولفت المصدر الدبلوماسي الى ان الكويت وسلطنة عمان عامل رئيس في انجاح التسوية اليمنية ، لمواقفهما العربية المشرفه والحياد والمصداقية والتوازن والثقة الكبيرة التي يحضيان بها لدى جميع الاطراف ، كما ان هناك رغبة سعودية للخروج من المستنقع اليمني  وميل امريكي ، وزخم روسي ، لاسيما بعد زيارة الملك سلمان لروسيا الاتحادية ومواجهة التطرف وتعبيد الطريق امام الملك الجديد محمد بن سلمان .

وأكد سياسيون ، ان المآساة الانسانية التي تمر بها اليمن وحالة التوحش بدات تهز مشاعر وضمائر الرأي العام والمجتمع الدولي من حجم مجازر الابادة التي ترتكبها السعودية والامارات وامريكا ضد الاطفال والنساءوالشيوخ والشباب التي ادت الى استشهاد أكثر من 13000 مدني وإصابة 22000مدني ، من بينهم 2768 طفل شهيد ، 1958 أمرأة شهيدة ، 8159 شهيداً من الرجال ، بإجمالي 12907 رجلاً شهيداً ، 12165 جريحاً، بحسب احصائية المركز القانوني للحقوق والتنمية لمدة 900 يوم من العدوان ، بالاضافة الى الدمار المريع للمستشفيات واطباء بلاحدود والاسواق الشعبية والمدارس وصالات العزاء والافراح ومنازل المدنيين والطرقات والمصانع بصورة أذهلت العالم رغم تستر الاعلام الدولي على السواد الاعظم من الجرائم المروعة.

وأشارة منظمات حقوقية وانسانية محلية واقليمية ودولية الى عينة من انتهاكات حقوق الانسان في اليمن ، منها مذبحة عرس في منزل بمنطقة سنبان ، واستهداف سوق الهنود الشعبي بمحافظة الحديدة ، وجريمة سوق مستبا في حجة وأستهداف سكن عائلات محطة الكهرباء في المخاء ، وقصف صيادي الحديدة واغراق واشعال قواربهم وتدمير قاعة عزاء آلـ الرويشان ، وقصف لوكندة للنوم في أرحب وقصف منازل مدنيين في محافظة تعز  ومجزرة حي سكني في منطقة فج عطان بصنعاء التي نجت منها الطفلة الوحيدة " بثينة " الريمي ومن ثم تم اختطافها وتهريبها الى السعودية عبر عصابة منظمة .

ورغم ان المشروع الذي تقدمت به هولنداء للمرة الثالثة بضرورة تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الانتهاكات الانسانية في اليمن قد رضخ للضغوط السعودية والامريكية والبريطانية إلا انه مثل صدمة للرياض وأحدث عاصفة في المجتمع الدولي وكشف جزء من الحقيقة من الحرب المنسية في اليمن ، وسلط الضؤ على حجم المأساة للراي العام الدولي الذي أسشتاط غضباً من تلك الجرائم ، ولاتزال الامم المتحدة تلوح بادراج دول التحالف والسعودية والحكومة الشرعية وقوات الحوثين وصالح  حتى اللحظة في مسودة القائمة السوداء.

وافاد تقرير ، ان الاعلامي الامريكي ديفيد شوستر خرج عن صمته وصبره وأستحضر ضميره وفجر زلزالاً كبيراً ، خارجاً عن التقاليد الاعلامية في قناة " I24" عندما وجه رسالة اعلامية لزملائه في وسائل الاعلام الامريكية التي دائماً ما تتستر على الكثير من جرائم الابادة والانتهاكات الانسانية ضد اليمنيين التي ترتكبهادول التحالف بقيادة السعودية

حيث كشف شوستر حجم المأساة في اليمن .. قائلاً وبكل الم وحزن وصدق " الناس يموتون في اليمن" أريد ان ارفع تحدياً خاصاً الى زملائنا في الاعلام وبعض الوسائل الاعلامية التي لاتعمل كما يجب .. الى زملائي في إن ان جيك ، سي ان ان ، إن بي سي ، آن كرس ريتشل ، ام براين ، فوكس الاخبارية .. تكلموا عن اليمن .. انه الوقت لتقدموا لمشاهديكم حكاية عن اليمن ..
 انه الوقت لكل اعلامي يقدم حكاية وان يعترف عن كل مايحدث في اليمن .. قدموا القصة الى مشاهديكم واعطوهم على الاقل الفرصة ليفعلوا شيئاً لهذه الكارثة الشنيعة.

هذه الصحوة والشهادة لرجل اعلامي مخظرم مثلت عاصفة لدى الاعلاميين والمشاهدين الامريكيين وحركة ضمائر البعض ولفتت انتباه الرأي العام وسببت احراجاً كبيراً لقادة وسياسيي ودبلوماسيي امريكا والمنظمات الانسانية التي تدور حولها اكثر من علامة تعجب واستفهام.

وأكد خبراء عسكريون ان فشل الحكومة الشرعية اليمنية في حسم المعركة منذ 26 مارس 2015م حتى اللحظة ، رغم الاسناد الجوي والبري والبحري بكافة أسلحة الدمار والدعم اللوجستي والاموال الضخمة ، قد ادى الى سقوط الرهان السعودي ، وأحدث قلقاً لدى صانع القرار في الرياض ورعباً في الشارع السعودي ، لاسيما بعد الضربات الصاروخية الموجعة للجيش واللجان الشعبية اليمنية التي صارة قذائفها تنشطر في عدد من المدن السعودية واحراز تقدم كبير في جبهات ماوراء الحدود المتمثلة في نجران وجيزان وعسير التي صارت على مرمى حجر من النيران اليمنية ، من شأنها ان تسرع بالتسوية السياسية في اليمن.

في حين يرى مراقبون ان تصريحات الرئيس بوتين قبل زيارة الملك سلمان الى موسكو واستعداده لحل الازمة اليمنية تمثل قراءه واقعية وترجمة للنوايا السعودية تصب في نفس الاتجاه الرامي الى تسوية سلمية في اليمن.

كما ان حالة الغليان داخل الاسرة الحاكمة لاسيما بعد الاطاحة بالامير محمد بن نايف من ولاية العهد وتعيين نجل الملك سلمان " محمد الذي يتهيأ حالياً للمُلك " ، وتهميش قائد الحرس الوطني الامير متعب ، نجل الملك عبدالله بن عبدالعزيز ، وعدد كبير من ابناء الاسرة الحاكمة ، واعتقال البعض منهم وخضوع البعض الاخر تحت الاقامة الجبرية ، بالاضافة الى هيجان الشارع السعودي بعد الزج برموز المؤسسة الدينية والمثقفين ورجال الصحافة والاعلام والمدونين وعدد من السياسيين والدبلوماسيين  في السجون والمعتقلات وأحداث العوامية ،،، دفع بولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووالده سلمان الى الى اتخاذ عدد من القرارات والاوامر السامية لاحداث نقلة نوعية وتحسين صورة وسمعة السعودية امام الغرب وتقليم اضافر رجال الدين للنأي بعيداً عن تهمة الارهاب الموجهة للتيار الوهابي ، والمضي عملية التحديث والعصرنة لتحقيق رؤية 20/ 30 من خلال السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة وتعيينها في مجلس الشورى وحضورها في العمل السياسي والدبلوماسي ، وتعيينها عميدة في أحدى الجامعات وقريباً اجازة الفتوى منهابحسب ماتقتضية سياسة  الترفيه .

كما ان توجه السعودية الى الشرق وابرام 14 اتفاقية مع موسكو في الكثير من المجالات العسكرية والاتصالات والطاقة النووية السلمية والثقافة ومحاربة الارهاب ،،؟ يعبر عن حالة " الانفتاح " السعودي المؤكد بعد ان كانت علاقاتها محصورة بين واشنطن والغرب بدرجة رئيسة ، وان  الرغبة في اغلاق الملف السوري وحل الملف اليمني والتهدئة مع ايران أصبحت أولوية للبدء بعلاقات جديدة من شانها تهدئة  الجبهة الداخلية وايجاد حل للازمات الخارجية والتفرغ لعملية البناء والتنمية واحلال الامن والاستقرار.

حول الموقع

سام برس