بقلم / محمود كامل الكومى
التربية والعلوم والثقافة ..  غدت فى مخيال النظام الرسمى العربى كالعبِ فى الحارة .

مابين السطور قراءة –بمفهوم التربية والثقافة – من جانبنا تحليل للواقع والمنطق وطبائع الأشياء- وتلك سمات قانونية- والقانون فى أجازة لدى النظام الرسمى العربى , لكن للشعب العربى تمنيات بالنهضة والتعالى من أجل الوحدة التى يجب أن تسود لاِجهاض تآمر الصهيونية والأمبريالية .

وللتحدى أصول ..ومن هنا كان لابد من تحليل نتائج أنتخابات المدير العام لليونيسكو التى جرت مؤخرا فى باريس وأجريت على خمس مراحل.

قانون الحياه وبما يُلَبى الواقع والمنطق وطبائع الأشياء , يفرض ميكانيزمه على الأنسان بالعيش فى بيئته فى تآلف ووحدة وأنسجام , وأن صار من شذوذ فتلك طبيعة الأمور وعلى المعوج أن يعود ,وتتعاظم الوحدة وتشتد أواصر الأرتباط حينما يحاول الغرباء أو الأعداء أن تخترق الصفوف , فَتُنَحى الضغائن والأختلاف وترص الصفوف ,لتسود وحدة الرأى على ماعداها , وتلك طبيعة الشعوب المتحضرة .

لكن النظام الرسمى العربى جُبِلَ على افتقاد الأبجديات وأنتهاك حرمة القانون بما يخالف الواقع والمنطق وطبائع الأشياء ليتماهى مع الأعداء – فى مصر علاقات رسمية مع العدو الصهيونى وفى دولة قطر العلاقات أكثر من رسمية مع العصابات الصهيونية .

فى شهر يوليو من هذا العام أعلنت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، أن الحرم الإبراهيمي موقعًا تراثيًا فلسطينيًا، بعد أن حاولت إسرائيل تعطيل هذا القرار ونسب الحرم الإبراهيمي لها, صدر القرار فى ظل أدارة البلغارية لليونسكو ,وهذا ماأثار أسرائيل وجن جنونها , لذلك هددت حاضن أسرائيل (أمريكا) والتى حاولت أجهاض القرار بالأنسحاب من "اليونيسكو" وعلى خطوها هدد الصهاينة – ولتطيب خواطر العم سام وتهدِأة سُعَار بنى صهيون , رشحت فرنسا لمنصب المدير العام , فرنسية صهيونية بأمتياز – وتماهت الحكومتان المصرية والقطرية فى مخالفة الواقع والمنظق وطبائع الأشياء الذى يقر أنه فى مواجهة الأعداء فلابد من توحيد القرار والأتفاق على مرشح عربى واحد لمنصب المدير العام يواجه الصهيونية المدعاه فرنسيه ويهزمها , وتجلت مخالفة الحكومتان للواقع ايضا فى ترشيحهما لشخصيتين رسميتين ليسا من أصحاب المَلَكَات الفنية ولامن المبدعين فى الثقافة والفنون والآداب وليس لهم فى أعماق التراث ابحاث , و ذلك أجهاضاً لتطلع المبدعين فى البلدين  وقتل روح الأبداع فيهم ,خاصة فى مصر الحضارة والتاريخ منذ 7 الاف عام والتى فى حافظتها الأبداع والمبدعين يملأون السمع والأبصار, لكن كان المعيار عند النظام الرسمى فى الدولتين أن شخصا المرشحين دبلوماسيين يدينين للحكومتين بالولاء بعيدا عن الواقع والمنطق وطبائع الأشياء التى تحتم الأبداع والتعبير عن الشعوب لاعن تسلط الحكام .

وبدى التآمر على غاية المنظمة من أجل عيون الصهاينة ,وصار شق الصفوف من أجل عيون الصهيونية الفرنسية يسود – فتوزعت أصوات العرب فى مراحل الأنتخابات الأولى والثانية والثالثة بين مرشحين عربيين – وصارت الأعادة بين المصرية الحكومية والصهيونية الفرنسيه لتحديد الفائز الذى سيواجه المرشح القطرى الرسمى , وصوت مندوب قطر لصالح الفرنسية الصهيونية ضد  العربية المصرية – وفازت الفرنسية لتجابه القطرى فى الأخير, فصوت مندوب مصر لصالح الفرنسية الصهيونية ضد العربى القطرى, ففازت الصهيونية بمنصب المدير العام لليونسكو بأصوات العرب المفككه والخاضعة للنظام الرسمى العربى .

من خلال هذا السيناريو(المتوارى خلف مااثاره من خلاف حكومى قطرى مصرى هو فى حقيقته اتفاق أو غباء "سيان" ) يتضح مدى التآمر مع الصهيونية على غايات المنظمة, واِهدار الفرصة لنشر الثقافة العربية وأنتشار الفنون المختلفة لشعبنا العربى وتسويق الحضارة العربية عالميا من خلال أدارة عربية شعبية متفق عليها مسبقا – لكن الأهم انه , بدى عقابها على قرارها بأعتبار مدينة الخليل تراثا فلسطينيا,لتغرد المنظمة بفوز الصهيونية بأدارتها وتراهن على ماتحيكة لمحو أثار القرار الصادر لصالح  مدينة الخليل , والذى يهدم كل أكاذيب الصهاينة وأدعاءاتهم  الدينية  فى الصميم .

أنه النظام الرسمى العربى الذى يتحرك بأوامر صهيونية وأمريكية وغربية لتسود أسرائيل , وتُفرض صديق لتغزو العقل العربى وتدمر خلاياه,فتتمدد بدون حروب وأرقة  دماء لسامية الدماء الصهيونية فى شرعهم , فتضحى أسرائيل الكبرى من النيل للفرات فى غيبة العقل العربى .

فهل من نهضة شعبوية عربية تدركها الشعوب العربية من خلال مثقفيها وفنانيها وعلمائها ومبدعيها, تبصر تلك الحقيقة وتؤكد على أن صراعنا مع اسرائيل مصيرى وأن تآمر النظام الرسمى العربى على الشعب العربى قد بغ ذروته ليذهب بعيداً عن الواقع والمنطق وطبائع الأشياء فيفقد تاريخة وحضارته وثقافته وبالتالى ثقته بنفسه .

الأمل موجود الى أخر دقيقة فى الحياة طالما لنا عقل يدرك ويفكر,ولا ينساق كالحمار.

*كاتب ومحامى - مصرى

حول الموقع

سام برس