بقلم / حمدي دوبلة
اعلنت الهيئة العامة للترفيه في مملكة بن سلمان قبل ايام عن الغاء حفل غنائي خيري كان مقررا ان تحييه الفنانة المصرية شيرين عبدالعزيز وذلك لعدم حصول المنظمين للحفلة على ترخيص من الهيئة ولم يشفع لاصحاب الفعالية الترفيهية الهدف الانساني للحفل والمتمثل في تخصيص ريعه لدعم الاطفال المرضى بالسرطان ليضاف الى سلسلة طويلة من الانشطة والحفلات الفرائحية التي تسابق اليها المجتمع السعودي المكبوت تفاعلا مع العهد الانفتاحي الجديد الذي تبناه الملك الشاب وتضمنته رؤيته"الواعدة" للمملكة المتهالكة 2030قبل ان تحيلها "هيئة الفرح" التابعة للقصر الملكي غمًا واستجوابات في مخافر الشرطة لاولئك الواهمين.

العهد الجديد لمملكة سعود رفع شعار الرفاه للشعب السعودي ولكنه اعتقد بان منتهى الرخاء والترف المنشود يكمن في السماح للناس بالذهاب الى دور السينما التي ولًى عصرها منذ زمن بعيد في كل بلدان العالم وكذلك بمنحهم الحق في اقامة وحضور الحفلات الغنائية والموسيقية وفي تمكين النساء من قيادة السيارات وربما السماح لهن بالخروج من منازلهن بدون "محرم" عند ذهابهن الى المستشفيات والاسواق الى غير ذلك من الاشياء البديهية والطبيعية في الحياة الانسانية ولايمكن ان ترقى الى مستويات الحقوق التي تستحق كل هذا الثناء والاطراء من قبل ابواق الاعلام السعودي .

ومع ان الحقوق التي يكثر النظام السعودي بالمًن بها على مواطنيه لا تسمى حقوقا عند الامم والشعوب الاخرى الا انه اقام لها هيئات وضوابط وقيودا عديدة ولكي تشعر وتعيش الفرح والابتهاج عليك ان تحصل على اذن مسبق واذا بهيئة الترفيه"السلمانية" تمضي على درب شقيقتها ذائعة الصيت"هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي اقترنت بالنظام الوهابي الحاكم منذ نشاته وظلت لعقود بمثابة السيف المصلت على رقاب الناس والتنكيل بهم وبكل من لايروق للحاكم وحاشيته من ارباب اللحى والافكار الشاذة والمتطرفة.
قد يقول قائل بان مايدور في السعودية اليوم من احداث غريبة وعجيبة يبقى شانا داخليا وان اهل مكة ادرى بشعابها وبما ان معظم الناس هناك لايجيدون غير "التصفيق والتطبيل" لحكامهم فليفعل الحاكم مايحلو له بشعبه المستكين وبالفعل فقد يكون مثل هذا القول محقاً لكن مايحز في النفوس ان هذاالترفيه"الوهم" جاء بعدان نشر النظام السعودي الاحزان والهموم في كل شبر من اراضي جيرانه العرب والمسلمين وكان ومن خلال ثرواته الطائلة السبب الرئيسي في اراقة دماء عشرات الالاف واسالة دموع الملايين من اليمنيين والسوريين والعراقيين وتهجيرهم من بيوتهم ظلما وعدوانا فهل ياترى بعد كل هذه الجرائم والفظائع التي اقترفها نظام سعود بحق كل هؤلاء الابرياء من ابناء الامة المحمدية سيطيب له العيش وسيهنأ هو وشعبه بنعيم العيش وان يقيم الافراح والليالي الملاح وكأنً شيئا لم يحدث؟!!

نقلاً عن صحيفةالثورة

حول الموقع

سام برس