بقلم / أحمد عبدالله الشاوش
بعيداً عن هوى النفس والمزايدة وحمى الانفعالات والتجاذبات السياسية ولغة الدفع المسبق ، يمضي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، بسرعة البرق لترجمة " رؤية" 20/ 30 ، وبإرادة بلاحدود  ، وطموح أكبر يسعى الأمير " اليافع" وبمعيته كبار المستشارين والمتخصصين لأحداث " ثورة" في المملكة العربية السعودية ، بدأت ملامحها تلوح في " الافاق" من خلال تبني عجلة " التغيير"  الجارفة ، وتروس التحولات المتسارعة وسياسة الانفتاح التي تقتضي تقليم اظافر كل من يقف عائقاً أمام طموحات الأمير ، وأحلام الشعب السعودي.

وانطلاقاً من الايمان العميق بالرؤية الثاقبة والمنفعة الكبيرة والتعامل مع بعض الأفكار والعناوين الدولية المتعلقة بالإرهاب والتشدد والاعتدال ، كان لابد  من احداث نقلة نوعية في مملكة  الرمال، بحسب توقعات كبار خبراء الاقتصاد والسياسة ورجال الاعمال ، ولتحقيق ذلك الهدف بادر الملك سلمان بن عبدالعزيز الى ترتيب البيت السعودي من خلال اصدار عشرات القرارات والاوامر الملكية من احداث تغييرات جذرية نالت كبار الامراء والوزراء والقيادات العسكرية والأمنية والسياسية ورموز المؤسسة الدينية " الوهابية" والمنتمين لتنظيم الاخوان المسلمين ومثقفين واعلاميين   بعملية " قيصرية"  ضرورية لتهدئة زوابع الداخل وتهيئة الأرضية المناسبة والمضي في مسالك ودروب التنمية والبناء ورفد الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل وتأهيل الشباب السعودي وامتصاص البطالة  ، باستثمار خمسمائة مليار دولار في عدد من المدن السعودية وسواحل البحر الأحمر وجزيرتي تيران وصنافير وتحويل المملكة السعودية  من بلد  معتمد على النفط بدرجة رئيسة واكبر مستورد للكثير من الصناعات الخفيفة والثقيلة الى بلد صناعي ومنتج ، لاسيما بعد هبوط أسعار النفط وتعرض الموازنة السعودية للعجز لثلاث سنوات على التوالي ، واغراق الرياض في مستنقعات سوريا واليمن والعراق ولبنان ،، واستهلاكه  في حروب عبثية وانتصارات وهمية وصناعة الأعداء وفق السيناريو الأمريكي المحكم ومسلسل واشنطن اليومي لابتزاز الشقيقة الكبرى وتدمير ماحولها خدمة للصهيونية العالمية واستنزاف ثرواتها وسفك دماء شعبها والشعوب العربية والهائها بصراعات الشرق الأوسط بعيداً عن العقل والمنطق والمصلحة والعلم والتنمية والتحليق في سماء عالم التصنيع.


هذه الرؤية الفريدة والتجربة الجريئة والقفزة النوعية والطموح المشروع في رأيي لم تأت من فراغ وانما فرضها الواقع المعاش وظروف الحياة المشتعلة والمتغيرات الدولية والضرورة القصوى والحاجة الماسة ، استشعاراً للمسؤولية الوطنية والأخلاقية والدينية وللاستفادة من تجارب الشعوب والدول الصناعية التي بدأت بالخطوة الأولى وفق استراتيجية واضحة المعالم ووصلت الى العليا ، ولنا في الصين وماليزيا وتايوان وسنغافورة واندونيسيا وتركيا وكوريا الجنوبية والدول الأوروبية وايران اسوة   .


ولذلك فإن رهان الأمير الشاب والشعب السعودي محفوف بالمخاطر وليس مفروشاً بالحرير أو مجرد أحلام وردية ، وإن وجدت بعض المبالغة كما تسوقه بعض وسائل الاعلام المحلية والإقليمية والدولية إلا انه بحاجة الى فترة زمنية وعدم الالتفات الى المشككين والأصوات النشاز، والمعركة الاقتصادية كبيرة والمعوقات والعيون المتربصة أكبر ولن تتحقق تلك الإرادة إلا في ظل تماسك المجتمع السعودي ووحدته الداخلية وتحقيق العدالة وتحويل الاقوال الى أفعال واجراء المزيد من الحريات وتقديم بعض التنازلات التي لا تضر بهيبة الدولة أو تنال من قوانينها والسعي الجاد الى احداث  تسوية سياسية وإقرار " السلام " باغلاق الملف السوري واليمني بصورة نهائية ومد جسور المحبة والتعاون والعلاقات الندية القائمة على مبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والتطبيع مع شعوب المنطقة بدلاً من خونة اوطانهم الذين  يعملون بخدمة الدفع المسبق ويتصرفون كنار جهنم ، هل من مزيد  وما وزراء وقيادات الشرعية اليمنية إلا مثال على ذلك السقوط والفشل المبرمج الذي تحدث عنها الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح حين قال.." بن دغر وعلي محسن وهادي بضاعتي...!!؟ .


كما ان التوجه الأخير للقيادة السعودية والاتصالات والزيارات والاجتماعات والتفاهمات الشفافة في طرح بعض القضايا محل الاختلاف مع بعض الدول  أزالة الكثير من التحسس والاحتقان والغموض ، ولذلك فإن تلك التصرفات العقلانية تُحسب لصانع القرار السعودي بتوطيد العلاقات مع القلب النابض للامة العربية " مصر" في جميع المجالات التنموية والاقتصادية والاستثمارية وكذلك مع الأردن الشقيق ،  والتواصل مع رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر ،  واستقبال رئيس الوزراء العراقي العبادي وتفعيل مجلس التنسيق السعودي – العراقي بعد27 عاماً من القطيعة ، وتفعيل العلاقات مع لبنان ، وزيارة موسكو وعقد العديد من الاتفاقيات والصفقات ، يصب في إنجاح هذه الرؤية.


 كما ان من دواعي امن واستقرار المملكة وتحقيق رؤية 20 / 30 هو محاولة رأب الصدع بين دول الخليج وفي مقدمة ذلك حل الازمة مع الاشقاء في قطر وتفعيل العلاقات مع ايران ، وعدم التطبيع مع العدو الصهيوني حتى تلتقط السعودية وايران وقطر وكل دول المنطقة أنفاسها وتتفرغ لتحقيق طموحاتها واحلامها وخدمة شعوبها والإنسانية بدلاً من الرهان على أمريكا والاستماع للأصوات المتطرفة والفكر المتشدد هنا وهناك وبدلاً من صفقات الأسلحة  التي أثبتت الأيام والشهور والسنوات أنها لا تحقق  انتصاراً وأمناً وسكينة بل دمار ودماء وكراهية واحقاد وثارات ومعارك أشبه بداحس والغبراء.


 فهل تعي السعودية وقطر  والامارات المأزق الكبير ، وهل تدرك الرياض  وطهران وابوظبي والدوحة أن صناعة الكراهية وادلجت القضايا واستخدام الفكر الوهابي والاخواني والسلفي والشيعي المتطرف يسيء الى الإسلام والعرب والمسلمين ويقود الى مزيد من الدماء والدمار والاطلال وما  القاعدة وداعش والنصرة وبوكو حرام وكتاب الحسم ،، إلاانعكاس لعدم جدية محاربة الارهاب ونتاج لتلك الأفكار المتطرفة والخارجة عن الفطرة والعقل والحكمة والمنطق التي أجهضت كل تنمية ؟.


أخيراً ... المتغطي بالأمريكان "  عرياااااااااااااااان"


Shawish22@gmail.com



حول الموقع

سام برس