بقلم/ أ. عبدالعزيز أحمد البكير
تصريح محمد بن سلمان ولي عهد النظام السعودي بعدم السماح "كما قال" بوجود حزب الله في جنوب المملكة بدون حياء أو خجل يصرح بذلك علناً في تحدي صارخ لمشاعر الشعب اليمني وحقه في السيادة والاستقلال على أرضه ليكشف بذلك عن صلف النظام السعودي والكشف عن حقيقة وجهه القبيح ومن معه ممن يدعون الشرعية التي فضحها ابن سلمان في تصريحه ليقول الحقيقة "أنا من أمتلك قرار الحرب وإيقافها وليس من شريعة تمتلك هذا القرار" حتى الأمم المتحدة وأمينها العام ومبعوثه إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ ومجلس الأمن والمجتمع الدولي وثلاثة أعوام من الحرب والعدوان والقتل والحصار للشعب اليمني كشف عنها بن سلمان أنها مأجورة للتشريع له في قتل أبناء شعبنا اليمني والاعتداء عليه دون أي مبرر أو تشريع وطني أو دولي يعطي الحق لدول العدوان الذي يقوده النظام السعودي الذي يعربد في المنطقة ويقتل شعبنا دون مانع أو رادع يقف تلك الممارسات من قبل ما يُسمَّى بالمجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الذي ما عمل مرة واحدة في تاريخه لمصلحة الشعب العربي والاسلامي وما أدل على ذلك قضية الشعب الفلسطيني وما جرى من عدوان أمريكي – بريطاني على العراق وما يجري في سوريا وليبيا ، الأمم المتحدة وهيئاتها ومنها منظمة حقوق الانسان خاضعة للمنظمة الصهيونية التي تقودها أمريكا وربيبتها إسرائيل والسعودية في المنطقة ..

إن تصريح ولي العهد السعودي وكأنه اكتشف أرض جديدة هي اليمن يتقاسمها في حضرموت وسقطرى وهو بذلك مع دول العدوان ينكر حق شعبنا اليمني وحقه في الوجود والحياة على أرضه وسيادته عليها التي لم تكن من الأمس القريب الذي اكتشف به العالم المدينة الجديدة أمريكا ومملكة نجد التوسعية والإمارات العربية المتحدة التي يتجاوز عمر وجودها "عمر جدتي معجبة بنت أحمد "رحمها الله"

إننا شعب يمني عربي تاريخنا منذُ الألفية الثانية قبل الميلاد في الدولة المعينية والدولة السبأية الأولى والدولة السبأية الثانية والدولة الحميرية قبل الإسلام وبعد الإسلام والشواهد والأدلة كثيرة في التاريخ والأحاديث النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم وهو ما يجعلني هنا أقول: إن أي اعتداء أو احتلال لأي جزء من اليمن ووحدة أراضيها الطبيعية يُعتبر احتلال بالإكراه والقوة وعملاً مرفوض وغير مشروع وأذكر هنا بعض الأدلة كما أشرت في حدود اليمن من خلال النص النبوي الذي جاء عن الإمام أحمد في المسند [1-316] رقم الحديث [289] عن ابن عباس يقول: (أن رجُلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن سبأ ما هو أرجلٌ أم امرأة أم أرضاً ؟ ، قال: بل هو رجُل ولد عشرة ، فسكن اليمن منهم ستة ، وبالشام منهم أربعة ، فأما اليمانيون فـ مذحج وكندا والأسد والأشعريون وأنمار وحِميَر عرباً كلها ، وأما الشامية فـ لخم وجذام وعاملة وغسان) ورواه الحاكم في المستدرك[30-3] رقم الحديث [3638].

إن من تتبَّع الأخبار النبوية التي ذكر فيها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعض جهات اليمن وبعض القبائل اليمنية يجد أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم يجد أن جزء كبير من الجزيرة العربية هو من اليمن ، وقد قسَّمها صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى ستة قبائل كما جاء في حديث ابن عباس في حديث فروة ابن مسيك التي في باب معرفة النبي صلى الله عليه وسلم لأنساب اليمن ، وهذه القبائل هي :

1- الأزد

2- الأشعريون وعك

3- أنمار

4- حِميَر

5- كندة

6- مذحج

ومن نظر في كتاب التاريخ يتبيَّن أن "خشعم وبجيلة وأحماس" هم من أنمار السبأية ، ومنازل الأزد ، وبطونها معروفة في جبال السراة وأما من خرج من هذه الأماكن فقد خرج إلى شام الجزيرة فدل أن هذه القبائل ومكانها هي اليمن ولا يتجاوز هذه المناطق حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومن المعلوم أن قبائل الأزد وبجيلة وخشعم ، تسن السراة وما يحاذيها من سهل تهامة وبيشة وما حولها باتجاه جنوب ، وكندة تسكن في حضرموت ، ومذحج لها بطون ، فسعد العشيرة تسكن شمال غرب نجران وتنتهي شرق بيشة وتتجه شرق نجران إلى مأرب وبين همدان وكندة تمتد باتجاه الغرب حتى جيزان وما حولها إلى مكة؛

هذه حدود اليمن من خلال النص النبوي الشريف ..
وقد ذكر المؤرخون ومنهم هيرودوتس وغيره من الإغريقيين في القرن الخامس قبل الميلاد الذين حددوا موقع اليمن في أقصى الجنوب من العالم المأهول وهو وصف قريب من الوصف المذكور في الإنجيل (لوقا11: 31) في سياق قصة ملكة تيمن (اليمن) حيث ورد فيها أنها أتت من أقصى الأرض لتسمع حكمة سليمان وقد ساهمت هذه النصوص في دفع علماء الآثار والمستشرقين للاهتمام بتاريخ وآثار اليمن وحضارته القديمة ، حيث قال المؤرخين : تقع بلاد العرب السعيدة التي تمتد (12000ستاداً) من الجنوب باتجاه البحر الأطلنطي ، ويُقصد بالبحر الأطلنطي ما يُعرف اليوم بالبحر الأبيض المتوسط بمعنى أن الشريط الساحلي لليمن على البحر الأحمر من الجنوب باتجاه البحر المتوسط (2223) كيلو متر ، بينما الطول الحالي لشريط اليمن الساحلي الغربي على البحر الأحمر لا يتجاوز 500 كيلو متر .

ويضيف "سثنيس" واصفاً في كتاب الجغرافيا الجزء السادس عشر ، الحدود الجنوبية الغربية التي تقع في أقصى الجنوب والمحادية لبلاد الحبشة من أقاليم اليمن السياسية في أوساط القرن الثالث قبل الميلاد معبراً عنها بالأمم فقال والطرف الأقصى من البلاد (بلاد العرب) تسكنها أربع أمم من أكثف الأمم عدداً وهم : المعينيون في الجانب المقابل للبحر الأحمر وأكبر مدنهم قرنان وإلى جوارهم السبأيين وأكبر مدنهم مريابا "أي مأرب" والأمة الثالثة القتبانيين ويمتدون في سكنهم حتى المضيق والممر الذي هو عبر الخليج العربي (البحر الأحمر) وعاصمتهم الملكية تمنا، وأقصى هذه الأمم شرقاً يسكن الحضارمة وعاصمهم سابتا (شبوة) ؛

وقد دون نقش سبأي يُعرف بنقش النصر لتوحيد الأرض اليمنية في دولة واحدة امتدت من ظفار شرقاً حتى البحر الأحمر وجزيرة كمران وبريم وحنيش وزقر وغيرها من الجُزر الصغيرة غرباً ومن البحر العربي وما جاوره من أرخبيل سقطرى وخليج عدن وحتى أعلى الحجاز والتهائم الشمالية والجنوبية من عسير وأُقيمت في الحجاز محطات تجارية يمنية؛ فاليمن تشمل معظم جزيرة العرب أما ما تبقى من الجزيرة فهي العربية الصخرية والعربية الصحراوية وكلاهما تقع في شمال العربية السعيدة.

نعم فاليمن واليمنيين أهل تاريخ وسيادة ووجود على الأرض اليمنية فهل دول النفط لا تعلم بوجودنا واكتشفتنا مؤخراً وتصرح وتعلن الحرب على شعبنا اليمني وعدم القبول به والتعامل معه ، وإننا نقول لهم رداً على سياستهم وتصريحاتهم ومواقفهم المستخفة بشعبنا اليمني وإنكار حقه في العيش والوجود والحياة أنهم معذورين لجهلهم بحقيقة اليمن ووجودها التاريخي وحضارتها العربية العريقة التي كانت قبل التاريخ التجمع البشري ومهد العروبة والشيم والقيم الإنسانية الأصيلة صانع المدنية الأولى والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار جند الله ورسوله ورافعي راية التوحيد وقيادة وجند الفتوحات الإسلامية من أسقطوا تاج كِسرى وقيصر سيوف الحق وقوم الجهاد في سبيل الله من أحبهم الله ورسوله وأحبوا الله ورسوله بنص القرآن بقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة:54]

وهم من نزل فيهم قوله تعالى {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} [سورة النصر] قال في نزولها صلى الله عليه وآله وسلم : (أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوباً الإيمان يمان والفقه يمان والحكمة يمانية) أخرجه الإمام أحمد في المسند.

وأهل اليمن كما جاء في الحديث أهل التوكل واليقين ونزل فيهم قوله تعالى {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ} روى نزول تلك الآية ابن عباس "رضي الله عنه" قال كان أهل اليمن يحجون ولا يتزودون ويقولون: نحن المتوكلون) رواه البخاري في صحيحه.

وقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: تُفتح اليمن فيأتي قومٌ يبسون فيتحملون بأهلهم ومن أطاعهم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) أخرجه مسلم.

وعلو أهل اليمن بالإيمان أخرج البخاري من حديث أبو هريرة رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوب الإيمان يمان والحكمة يمانية، والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم).

إن الآيات والأحاديث كثيرة عن اليمن واليمنيين وفضائلهم وثباتهم على الحق ظاهرين حيث وضعهم الله ورسوله ، لن يضرهم من عاداهم ، وإن من يعلنون الحرب ضدنا ويؤكدون بتكبرهم على الله واستهتارهم بتشريعات الله وأحكامه واستخفافهم بقتل النفس المحرمة التي قتلها كقتل الناس جميعاً نقول لهم : إن قوة الله فوق قوتكم فقد اجتمعتم ومعكم مفسدي الأرض وطغاتها وضاليها في ثلاث سنوات استخدمتم ما استُخدم من القوة المفرطة والأسلحة المحرمة في الحرب العالمية الأولى والثانية ، فجعل الله ناركم علينا برداً وسلاماً وثبتنا بالصبر والإيمان بنصره وتحملنا كل أنواع العذاب والجوع والعوز والمرض والحاجة حتى الماء والهواء لوثتموه ونهبتم ثرواتنا وأحرقتم الشجر والحجر والمستشفى والمدرسة وكل تلك المعاناة بل الموت والرحيل من على هذه الأرض أهون علينا وأشرف لنا من ذكر أسمائكم عرباً تُذكرون ومسلمون تسمَون وبالإنسانية تتحدثون ، إننا كيمنيين نؤمن أنه لن يموت إلا من حان أجله وساعة رحيله ، قال تعالى {فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ} [النحل:61] وأن أرزاقنا ستأتي تكفل بها من قال {وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا ۚ كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ} [هود:6]

فوضنا أمرنا لله طالبين نصره ووعده القائل {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج:39] ..

وفي نهاية الحديث أدعوا كل اليمنيين إلى أن يكونوا يمنيين يمنيين عرب مسلمين فقد كشف العدو عن وجهه وتوجهه وأعلن استمرار قتلنا وقتالنا كاشفاً عن وجهه القبيح ما تستر به بزعمه إعادة الشرعية والأمم المتحدة إنها حرب سعودية خليجية صهيونية فليتوحد اليمنيون ويوحدون صفوفهم لننتصر لبلادنا وحريتنا وديننا ومن شد شد في النار ؛؛؛

*وزير الدولة عضو مجلس الوزراء

الأمين العام للحزب القومي الاجتماعي

حول الموقع

سام برس