بقلم / عبدالله الرويشان
كنت أظن أن الزعيم هو وحده الذي وضع تواضعه بين ايادي محبيه وشعبه العاشق لحُكمه وحِكمته وزعامته وأعوام عدالته ..

في إحدى تعليقاتي على جدار صفحة الدكتورة / حنان .. التي هنئتها لإحتفائها وإحتفالها بذكرى عيد ميلادها ، هناك وعلى هامش التعليق كنت قد وجدت تعليقي يتسلسل بعد تعليق العميد / يحيى محمد عبدالله صالح.. وهناك  همست بتعليقاً آخر مختصراً خاص به يحتوي على امنيتي بصداقته ..
 
وما إن إنتهيت من ذلك حتى تدخل بشكل شيّز الاخ / معين الصيادي ..محذراً لي بالابتعاد عن معشر العفافيش وقال وبالحرف الواحد ..   ( هههههههه رح لك من العفافيش يا رويشان ما تحتاجهم.. )
 
ينصحني الصيادي ويتناسى أن الشعب صار تحت صراخ الويل وعلى سطور التعذيب وتحت منصة حلبات الحروب ، وكل ذلك في ذمة صرخات المطالبون بترحيل النظام قبل عدة أعوام إولائك الغير مظبوطين من مصنع وكالتهم الوطنية .

ينصحني الصيادي في عُجالة دون صبر او تأني وذلك قبل أن يصرعه العميد بصوت إستجابته وسرعة رده على طلبي والذي جاء وكأنه طبيباً في لطافته وملائكياً في تواضعه ونورانياً في تلبيته لرسائل وتعليقات محبيه .

إعتمد العميد لطلب صداقتي حيث تجلت مصداقيته التي جعلتني انا والصياد والصماد إن علم بذلك محرجين من قهر العميد لعناد عدوى خلفتها قافلة عمالة العدوان المتمثلة في زقاعة العزيز الصيادي.

ينصحني الصيادي قبل أن يعرف بأن الشعب قد صار كله عفاش ، وأن نعش معانات الشعب قد إعتلت على رأس كل مواطن يمني وذلك بعد مغادرة والد اليمن الكبير من رأس هرم الدولة المتمثلة في ذلك المسكين عفاش . 
غادر عفاش من رأس هرم الدولة فغدر بي وباليمنيين حزن الحروب وحمى الضنك وضيق الكآبة ومعارك غير منتهية .

بعد أن غادر عفاش .. هرمنا من امتداد المعارك ،، هرمنا من شتات التشرد ،، هرمنا من أحزان النزوح ،، هرمنا من غربة التهجير ،،  هرمنا من دموع الجوع وجور الزمان .
بعد أن غادر عفاش من كرسي السلطة متجهاً الى منزله ودون أن يرحل الى خارج وطنه خرجت المناطقية وظهرت الطائفية وصعقت العنصرية وإندعلت الصراعات وتكاثرة الارامل وترامت الفقرى على أرصفة شوارع مدينتنا المظلمة الحزينة الاسيرة المسلوبة المغلوبة على أمرها .

غادر عفاش لكنبات ومكاتب وبساط دار الرئاسة تاركياً كرسيها فبسط الفُسّاد على دور الدولة بأكملها ، وتأسف الناس على أمناً وسلاماً كان بين آياديها ، وذلك قبل أن يصبح حلم لحظتنا الراهنة .. بل وحلم حالنا الذي بات يتلوه الكل مرددين دون إرادة بقولهم  سلام الله على عفاش .

غادر عفاش فغابت الرواتب ، وتكورت الكهرباء ، وهزت أرجائنا جرعاً لا تتراجع في رحمتها ، وجيئ بالذين إذا قالوا زاملاً تزلزلت الارض بأثقالها وإرتعدت فرائص الصارخون بعكس صرختها ، وصامت الناس في شهراً بل أشهراً ليست مكتوبة عليها .

غاب عفاش فغابت رفاهية المعارضة ، وسقطت أسقفهم المتزايدة ، ونامت هواميرهم الفاسدة ، وخضعت تحركاتهم المزوبعة ، وإزلفت اليهم جنة الاتراك كارهين غير راغبين ،، والان هل عرفتم معنى المغادره !

غادر عفاش عن السلطة فحضرة أياديكم المتكالبة ،  وأستلمتموها أنتم وعمتكم آمنه ، وعثتم فيها بفسادكم ومناطقيتكم الكريهة ورحلتم كارهين غير راغبين وغير معلنيين للهربه .. ولكن وللاسف كل ذلك كان  بعد أن تسببتم في إسقاط النظام وبسببكم سقط الشعب في هاوية المعركة والان هل وعيتم ما معنى مغادرته ! 

   غاب عفاش فغابت الجمهورية ، وحضرت الامامة ، وغابت الصحافة ، واغتلبت القبيلة ، وغرزت السفينة ،  ورسبت التنمية ، وفاتت القافلة ، وإقتلبت المعادلة ،  وتعادت احزاب لقائاتهم المشتركة ، وتشتت آرائهم الرفة وذلك على حد تعبيرات ابي الذي استاء من سياستهم المخضرييييية .. والان هل عرفتم منعى رحيله !!

  يؤسفني أن تنسج ريشة قلمي لرحيل شخصاً إشتعلت بعده رؤوس الولدان شِيبا ، وشاخت شموخ الطيال وعيبان ، وعابت فينا نيران عدواناً متمادياً وعميلا ، وعاودت غاراتهم علينا نهاراً جهاراً وليلاً ثقيلا ،، والان هل عرفتم معنى ثقافة ثورة إسقاط النظام التي أثمرت دمائاً ودماثتاً ورثائاً وعويلا !

في أقل من ربع ساعة تلك هي دقائق سياغة مقالي هذا المتزامن مع قدوم الناصح الذي جاء من سبيل إولائك الذين لا يتأسفون من سفاسف فلسفتهم الغير سياسية والذين يحذرونا من معشر عفاش وعشيرته دون أن يتذكروا لشعباً شب وشاب على بساط سلام عفاش وحُكمهُ وحِكمَتهَ وحكوماته المتقدمة شيئاً فشيئا .

بعد كل هذا أجد نفسي غير متأسفاً حين أختتم كلماتي هذه موجهاً لها نحو إبن عفاش بعبارة يا عهد عفاش شكراً جزيلا

حول الموقع

سام برس