سام برس
فازت كاتبة القصة القصيرة الكندية أليس مونرو بجائزة نوبل للأدب لعام 2013، وهذه هى المرة الأولى التى يحصل فيها مواطن كندى على الجائزة، والمرة الثالثة عشر التى تنالها امرأة ، وتبلغ القيمة المادية لأكبر جائزة عالمية فى الأدب ثمانية ملايين كرونة سويدية أو ما يعادل نحو 910 ملايين يورو.
و قالت اللجنة المانحة لجوائز نوبل اليوم الخميس ان الكندية اليس مونرو فازت بجائزة نوبل للآداب لعام 2013 لكونها "أفضل من كتب القصة القصيرة في العصر الحديث."
توجت الكاتبة الكندية بالكثير من الجوائز منها جائزة مان بوكر الدولية في 2009،وطالما شبهت بالأديب الروسى الشهير أنطون تشيخوف والكاتب الفرنسى جوستاف فلوبير ، وطالما طرح اسمها من بين الأسماء المرشحة لنيل جائزة نوبل للأدب .
واشتهرت الكاتبة الكندية البالغة من العمر 82 عاما بالأعمال النثرية، "فهى أستاذة القصص القصيرة المعاصرة" حسبما وصفها بيتر أنجلوند كمتحدث عن لجنة التحكيم، مضيفاً "لقد ساعدت هذا الشكل الخاص للكتابة فى طريقه نحو الكمال".
تعمل مونرو في مجموعاتها القصصية، الأقرب إلى الرواية الصغيرة، على رصد دقيق للعلاقات الاجتماعية في بلادها وخاصة في مدينة فانكوفر، ويتميز قلمها بالوضوح والواقعية النفسية ، وتدور قصصها غالباً في مدن صغيرة حيث يكافح الأبطال لأجل الحصول على القبول اجتماعياً وهو ما يولد تناقضات اجتماعية وأخلاقية تحاول مونرو معالجتها عبر قصصها، التي تقدم تفاصيل وأوصافا حول الحياة اليومية.
ولدت أليس مونرو في 10 يوليو 1931 بمدينة ويجهام بأونتاريو بكندا، لأم مدرسة وأب مزارع ، بدأت مونرو حياتها المهنية بالعمل في الصحافة بعد تخرجها من المدرسة العليا، ودرست الأدب الإنجليزي بجامعة أونتاريو وتزوجت عام 1951، و أقامت مع زوجها بمقاطعة كولومبيا البيرطانية حيث فتحا مكتبة صغيرة.
تأثرت كثيرا فى صغرها بقصة " حورية البحر الصغيرة للكاتب الدنماركي هانز كريستيان، و رفضت أليس التضحية العبثية، وكافأت الحورية العاشقة بنهاية سعيدة ، وبدأت مونرو كتابة القصص القصيرة في سن المراهقة .
ظلت 15 عاما تكتب سراً وترسل المخطوطات إلى الناشرين لترفض وتعاد إليها ، إلى أن جلست في عمر الـ 37 في مكتبة زوجها، لتكتب لأول مرة دون هاجس ، وأحسّت بأنها تقوم بمهمة في عالم حقيقي.
و عندما قُبلت مجموعتها الأولى ووصل البريد يحمل لها ست نسخ فذُعرت وخبأتها في الخزانة تحت الدرج ، كان عليها الانتظار أسبوعاً لتجد الجرأة على قراءة كتابها وتنتهي راضية، وتصبح كاتبة رسمياً ، ونشرت أول مجموعة قصصية طويلة عام 1968 تحت عنوان "رقص الظلال السعيدة"، والتي جذبت الانتباه إليها بكندا.
وكانت قد بدأت نشر قصصها في مجلات أدبية عدة منذ بداية الخمسينيات ونشرت مجموعة أخرى عام 1971 تحت عنوان "حياة البنات والنساء" ، و من أهم مجموعاتها "العاشق المسافر" و"الهاربة" و"قريبا" و"المشهد من كاسل روك" و"حلم أمي" و"من تظن نفسك"و"أقمار المشتري" وآخرها "الحياة العزيزة".
تعد مونرو من أفضل كتّاب القصة القصيرة التي يتراجع قراؤها في الوقت الذي تزداد جوائزها. أصدرت أكثر من دزينة مجموعات في نصف قرن، وتراكمت الجوائز عليها.
وكانت مونرو لمحت فى يونيو الماضى بعزمها اعتزال الكتابة، وقالت فى مقابلة صحفية آنذاك: "ربما توقفت عن الكتابة.. ليس ذلك لأنى لم أكن أحبها، بل لأن هناك مرحلة يفكر فيها الإنسان عن حياته بشكل آخر".

حول الموقع

سام برس