سام برس
حظي الجناح الممثل لمعظم دور النشر الإسلامية بالدورة الـ65 لمعرض فرانكفورت الدولي للكتاب بإقبال ملحوظ من الزائرين فاق أعدادهم في السنوات الماضية، بينما واصلت هذا العام دور النشر العربية ظهورها بشكل باهت وتراجع مستوى مشاركتها منذ 2004 الذي حقق مشاركة قياسية بسبب استضافة العالم العربي بوصفه "ضيف شرف" في معرض الكتاب الأكبر عالميا.
وعرضت 12 دار نشر متخصصة في الإصدارات الإسلامية بالألمانية والإنجليزية -من ألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وسنغافورة وماليزيا والهند- أكثر من مائتي عنوان جديد، وذلك في جناحها الموحد بمعرض فرانكفورت الذي اختتم أعماله مساء أمس الأحد مسجلا زيارة ثلاثمائة ألف شخص.
وقال مدير جناح دور النشر الإسلامية ياسر الزيات إن أبرز ما ميز مشاركة الجناح هذا العام هو أنه تدفق عليه آلاف الزائرين معظمهم من غير المسلمين، ودخولهم مع القائمين عليه في مناقشات عميقة ومطولة حول الدين الإسلامي والشبهات المثارة حوله.
وأضاف الزيات -في تصريح للجزيرة نت- أن هؤلاء الزائرين تتزايد أعدادهم بشكل مطرد كل عام أكثر من السنة السابقة، وضموا هذا العام إضافة إلى المواطنين العاديين شخصيات من مشاهير المجتمع الألماني، مثل رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي زاغمار جابرييل ومديري مدارس ورياض أطفال وممثلين ولاعبي كرة قدم.
وأشار إلى أن معروضات الجناح شملت إصدارات بمجالات مختلفة غير متاحة في دور النشر التقليدية، مثل كتب التعريف بالإسلام وكتب الأطفال والفقه والكتب العلمية، لافتا إلى أن ألفيْ نسخة من ترجمات معاني القرآن الكريم وزعت بالمجان على الزائرين ونفدت في يومها الأول.

غياب الكبار

ولم تتغير مشاركة دور النشر العربية بمعرض الكتاب الأكبر في العالم عن سابقتها بالسنوات الماضية، حيث غابت دور النشر المعروفة من مصر ولبنان وسوريا عن الحضور، وتقلصت مساحات أجنحة مؤسسات ثقافية معروفة كمؤسسة "كلمة" من إمارة دبي وجناح هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، واقتصرت الكتب المعروضة في أجنحة الناشرين العرب على نفس العناوين التي عرضت السنوات السابقة، وأكثرها بالعربية لجمهور ليست لديه معرفة بلغة الضاد.
وركزت الإصدارات المعروضة بالأجنحة الرسمية العربية المشاركة -كالسعودية وعُمان وإمارة أبو ظبي- على التعريف بمجتمعاتها والترويج لها، وفي مجال الندوات تميز جناح السعودية بإقامة خمس ندوات كان أهمها حول الصور النمطية للعرب بالإعلام الغربي وأثرها على السلام العالمي.
وانفرد من بين العارضين العرب قسم وزارة الشؤون الإسلامية بالجناح السعودي بإهداء ترجمات لمعاني القرآن الكريم بالألمانية، وتوزيع بعض الكتب الإسلامية على زائريه، وقابل الحضور الباهت لدور النشر العربية انصراف الجمهور عنها بشكل ملحوظ هذا العام، فلم يزر هذه الأجنحة سوى عدد من العرب المقيمين بألمانيا وبعض المتخصصين الألمان.
ومن جهة أخرى، قال رئيس قسم المعارض باتحاد الناشرين العرب محمد صالح المعالج للجزيرة نت إن اتحاد الناشرين الدوليين قبل -خلال اجتماعه السنوي على هامش معرض فرانكفورت- طلب تونس الانضمام لعضويته، موضحا أنها بذلك تكون رابع دولة عربية تنضم للاتحاد.

نقاشات عربية

وحضر العالم العربي -إضافة إلى مشاركة دور النشر العربية بالمعرض- في عدد من الندوات النقاشية وعروض الكتب التي نظمها المعرض، وفي أولى هذه الندوات تطرق السياسي والإعلامي الألماني يورغن تودنهوفر خلال مناقشة كتابه "لا ينبغي أن تقتل" للغزو الأميركي البريطاني للعراق، والحملة العسكرية الأطلسية في أفغانستان، والأزمة السورية الراهنة.
وذكر تودنهوفر أن هناك تطلعا بالعالمين العربي والإسلامي لدور ألماني قوي يتوسط في قضاياهما الشائكة، وأشار إلى أن الحكومة الألمانية ضيعت فرصة بعدم تجاوبها مع ما نقله لها قبل ثلاث سنوات من رغبة القيادة الإيرانية في توسط وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله بينها وبين واشنطن بشأن ملف برنامجها النووي.
وفي إحدى الندوات المتعلقة بالعالم العربي في معرض فرانكفورت، ناقش كريم الجوهري، المراسل لعدد من وسائل الإعلام الألمانية بالقاهرة، كتابا له عن ناشطات عربيات برزن بالمشهد السياسي بالعالم العربي بعد ثورات ربيعه الأخيرة.

حول الموقع

سام برس