بقلم / فادى عيد

نجحت الامارات بعد محاولات متكررة فى دق اسفين بين صالح والحوثي، ولولا تلك الخطوة لما أنقلب الوضع باليمن، والفرصة الان باتت مهيأة أمام السعودية للتخلص تماما من صداع الجنوب، بعد أن يبدأ مسار جديد من المفاوضات فى ظل اختلاف وضع القوى على الارض عن ما سبق، وهو ما ستذهب له الايام القادمة فى ظل وجود اتفاق دولي تحددت ملامحه بعد زيارة تيريزا ماي للرياض مؤخرا.

ولكن المدهش وعلامة الاستفهام الاكبر فى حرب اليمن لم يكن انقلاب صالح على الحوثي، ولا تنصيب قناة العربية وأخواتها لعبد الله صالح بفارس العروبة وأسد السنة بعد أن كان يقال عليه فى أخر ليل بنوفمبر بجرو الحوثي وايران، ولا أن تميم تدخل لانقاذ الحوثي ولم الشمل بين الحوثي وصالح، ولا الصمت الايراني الرهيب، ولكن هو أين موقع الرئيس الاخواني الشرعي منصور هادي التى صرفت الرياض لترويجه والاعتراف بشرعيته أكثر مما صرفت على عاصفة الحزم العسكرية نفسها؟! بل السؤال الاكثر دهشة هو أين منصور هادي ذات نفسه؟!

فمنذ شهور لم نسمع عنه أو منه خبر، والناس تتسأل أين هو؟ هل باليمن أم بالسعودية أم خارج الكوكب؟!

عموما أيا ما كان موقعه الان سواء فى الـ ريتزكارلتون بجانب اخوانه الامراء السعوديين أو خارج السعودية فنتمنى له اقامة ممتعة الاعوام أو الايام المقبلة.

على عبد الله صالح أستطاع بدهاء وبراجماتية أن يعيد عقارب ساعته لما قبل 2011م، أما اليمن للاسف لن يعود كما كان حتى لو بعد مرور خمسون عاما، واليوم أبوظبي أو "أسبارطة الشرق" كما سماها جيميس ماتيس وزير الدفاع الامريكي أكدت للرياض أنها كانت على حق بالاحتفاظ ببعض الكروت القديمة التى لم يعفا عليها الزمن كما ظنت الرياض، فأحتفاظ أبو ظبي بكارت نجل على عبد الله صالح أتى بثماره، كما حسب لها التخلص من كارت أخر فى نفس الوقت الا وهو رئيس الوزراء المصري الاسبق احمد شفيق.

الباحث و المحلل السياسى بقضايا الشرق الاوسط
fady.world86@gmail.com

حول الموقع

سام برس