بقلم / حمدي دوبلة
لايزال الكثيرون من ابناء الشعب اليمني يعتقدون ان الرئيس على عبدالله صالح حيُ يُرزق وانهم ماقتلوه وماصلبوه ولكن شُبًه لهم ولايزالون يمنًون انفسهم المكلومة بان المقاطع التي بُثًت لحادثة مقتله ليست الا خطة جديدة ومكيدة اخرى لفارس السياسة وبطل الدهاء من اجل تحقيق هدف سياسي او ايصال رسالة ما الى الخصوم والاحلاف على حد سواء وماالى ذلك من اماني واحلام البسطاء.

لقد رحل رجل الملايين ومحبوب الجماهير وحيدا ..رحل صالح صامدا وعائدا الى جادة الرشد والصواب من وجهة نظر طرف وخائنا وزعيما لمليشيات التخريب من وجهة نظر اخرين ..لكنه رحل عظيما وشجاعا ووفيا لمواقفه ومبادئه للوطن والشعب في وجهة نظر اغلب اليمنيين.

رحل صالح تاركا وراءه تاريخا حافلا سيتحدث عنه الزمن طويلا ولاشك سيتكلم بعدالة وانصاف ذات يوم.

رحل صالح بعد ان ملأ الدنيا وشغل الناس
لقد حقق الرجل الكثير من النجاحات وسجل الكثير من الاخفاقات انه كغيره من البشر يخطئ ويصيب حالفه ..التوفيق كثيرا في انجاز معظم ماخطط له بدهائه من اهداف سياسية على الصعيد الداخلي والخارجي ولم تخذله الايام الا قليلا ولكنه حين اخطا وخانته المواقف كانت اخطاؤه قاتلة ولامجال فيها للتراجع والاستدراك.

رحل صالح تاركا الحزن والحسرة في قلوب معظم اليمنيين حتى وان حتفل البعض فقد كان الرجل واحدا من دهاة العصر ان لم يكن من دهاة التاريخ عبر العصور وذلك بشهادة خصومه قبل اصدقائه وكان ساحرا لقلوب الناس الفقراء ومبدعا في مخاطبة عواطفهم ومشاعرهم لذلك فقد خلف رحيله حزنا عميقا في نفوس الجميع العدو قبل الصديق ..

لم يسبق لي شخصيا ان التقيت بالرئيس على عبدالله صالح ولم اتطلع الى لقائه او الحصول على هباته وعطايه السخية كما فعل الكثير من الاعلاميين لكنه كان رفيقا دائما لدربي طيلة نحو عقدين كاملين من عملي في ادارة الاخبار المحلية بصحيفة الثورة الرسمية الاكبر في البلاد وهي الصحيفة المحببة والقريبة الى قلب الرئيس الراحل لقد كان رحمه الله مهتما بكل صغيرة وكبيرة في هذا الصرح الاعلامي ولطالما اتصل في اوقات متاخرة من الليل بقيادة الصحيفة موجها بعمل مقال او لقطة صحفية في الصفحة الاخيرة ..لم يكد يمضي يوم منذ العام 1999وحتى العام 2012م الا وانا اعيش مع الرئيس صالح في تحرير اخبار انشطته وفعالياته التي لم تتوقف يوما لذلك فقد شعرت بارتباط وجداني وثيق بيني وبين فخامة الرئيس الصالح ولطالما كان رفيقا لي في احلامي الليلية ومنها ذلك المنام الذي قصصته على الزميل عبدالله بجاش نائب مدير الاخبار للشئون العربية والدولية ولقد استحسن ذلك الحلم واستاذن مني ليسطره في مقال نشرته صحيفة الثورة قبل سنوات من احداث الربيع العربي ونشر ذلك الحلم فعلا في المقال وفحواه ان صحفيا راى في منامه بانه تائه في صحراء وبينما كان يوشك على الهلاك عطشا جاءت سيارة شاص صحراوية واذا بالرئيس صالح هو من يقودها ليسال ذلك الصحفي الضائع ماذا يقول الناس عني ليجيبه الصحفي ان الناس يسكرون في حبًك يافخامة الرئيس ولكن بمجرد ان يتذكروا الفساد من حولك يصحون من سكرتهم على الفور ويستفيقون على الواقع المرير.

لقد اتسم الرئيس صالح بذكاء خارق وقدرات عقلية استثنائية وهنا استشهد بقصة حدثني بها شرف الوادعي وهو والد الزميل ابراهيم الوادعي الاعلامي البارز في قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم جماعة انصار الله يقول الوالد شرف الوادعي كنت مديرا لمكتب محافظ محافظة المحويت وكنت ضمن المئات من وجهاء وقيادات محافظات المحويت وحجة والحديدة مدعوين لحضور امسية رمضانية دعا اليها الرئيس يقول الوداعي كانت لدي مشكلة تتعلق بخلاف حول اراضي وفكرت ان اقوم بتهريب ورقة شكوى لاعطائها الرئيس الذي لم التقيه من قبل وتمكنت من ادخالها رغم التفتيش الدقيق من افراد الحماية الرئاسية وماان صافحت الرئيس اخرجت الورقة وهممت ان اسلمه اياها يدا بيد حتى جذبني احد الجنود ولم يستمر اللقاء الا بضع ثواني فشعرت بالندم والحسرة على اخفاقي في بلوغ هدفي وفي العام التالي والحديث للوادعي تلقينا نفس الدعوة لحضور الامسية الرمضانية السنوية آليت على نفسي ان لا اُعيد المحاولة ودخلت بدون الشكوي لمصافحة الرئيس واذا به يفاجأني بالقول كيف حالك ياشرف لماذا لم تاتي لاخذ موضوع شكواك من مكتب الرئاسة حينها شعرت بقشعريرة في جسدي ولم اصدق انه بهذه الذاكرة وبهذا الذكاء وبالفعل توجهت الى مكتب دار الرئاسة فاذا بالرئيس قد وجه بمعالجة القضية منذ 8اشهر.

كان فخامة الرئيس علي عبدالله صالح قائدا استثنائيا بكل المواصفات والمقاييس ولاشك سيتحدث التاريخ عنه وستنصفه الايام وارى في مقتله بهذه الطريقة خطأً فادحا ارتكبه انصار الله اذ انهم بفعلتهم استخفًوا بمشاعر الملايين من اليمنيين ودفعوهم الى التعاطف مع التحالف والشرعية.

رحم الله الرئيس على عبدالله صالح وتقبله في الشهداء والصالحين من عباده وحفظ الله اليمن من كل سوء ومكروه انه ولي ذلك والقادر عليه وحسبنا الله ونعم الوكيل.

من صفحة الكاتب بالفيسبوك

حول الموقع

سام برس