عبدالله النويرة
*هناك في تاريخ الشعوب لحظات تكون مفصلية لها ما بعدها وقد تتغير حياة هذه الشعوب وتنقلب رأسا على عقب في لحظة فارقة من لحظات التاريخ التي تغير حياة الشعب بكل مكوناته وهذا هو ما حصل كنتيجة طبيعية لثورة سبتمبر وأكتوبر والثلاثين من نوفمبر وتبع هذا التغيير عام تسعين حيث تغيرت حياة الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه ولم يعد الشعب اليمني مقسماً ومجزأ وأصبحت اليمن دولة عملاقه بشريا وجغرافيا.
*هذه الأيام نعيش لحظات حاسمة ومفصلية في تاريخ هذا الشعب الذي يشعر كل مواطن فيه بالخوف من قادم الأيام التي يتم الآن صياغتها من قبل من يفترض أنهم خيرة أبناء اليمن فكرا وحرصا على الوحدة الوطنية أرضا وإنسانا ولهذه الأيام ما بعدها فإما أن تكون أيام حاسمة لمصلحة اليمن ووحدته واستقراره وإما أن تكون عكس ذلك وهو ما لا يتمناه أحد ممن له قلب سليم وعقل محب لليمن.
*إن التاريخ لا يرحم على الإطلاق ومن يعتقد أن هناك مجالاً للتحايل على ما سيكتبه التاريخ فهو واهم ذلك أن التاريخ يقف على بعد متساو من جميع الأطراف وسيكون هو الذي سيحكم على الجميع إن سلبا أو إيجابا والويل كل الويل لمن يقف في صف الخونة والمتربصين بالوطن فهؤلاء سيكون حسابهم التاريخي عسيراً ويجب أن لا ننسى أن التاريخ لا زال وسيظل يذكر الخونة الذين مر عليهم التاريخ وأصبحوا عنوانا للخيانة مثل (أبو رغال ) الذي كان دليل أبرهة الحبشي عند محاولته غزو مكة المكرمة وابن العلقمي الوزير الخائن الذي سلم الخليفة العباسي للمغول بكل خسة ونذالة فأدخله التاريخ مزبلة نتنة تتناسب ونفسه الخبيثة الخائنة.
*إننا إذا أردنا أن يذكرنا التاريخ بأحرف من نور فإن علينا ن نغلب مصلحة الوطن فوق كل مصلحة ونعمل جاهدين على أن نحافظ عليه بكل إمكانياتنا المادية والمعنوية وليكن هدفنا النهائي أن يكون الوطن أولا وثانيا وثالثا وليس أي شيء آخر ولنترفع عن الصغائر ونبتعد عن المكايدات الشخصية التي تتحكم في تصرفات البعض منا، وليكن شعارنا أن الوطن فوق الجميع و للجميع . *
إن هناك أناساً كان قدرهم أن يكونوا في واجهة الأحداث وبيدهم وحدهم القدرة على تحديد مصير اليمن إن سلبا أو إيجابا., هؤلاء هم تحت المجهر الآن فإما أن يكونوا على قدر المسئولية الملقاة على عاتقهم ويعملوا بكل ما أعطاهم الله من إمكانيات على المحافظة على الوطن وإخراجه مما هو فيه من أزمة خانقة وإلا فإنهم سيكونون عنوانا للفشل الذي سيتحول إلى لعنة عليهم إلى يوم الدين.
* حفظ الله الوطن من كل مكروه ووفقنا للتقارب فيما بيننا وبما يضمن سلامة الوطن من عاديات الزمن إن الله على كل شيء قدير.
Alnwoirah3@gmail.com

حول الموقع

سام برس