سام برس
وتَفرِضْ عُقوباتٍ ماليَّةٍ عليها.. ولماذا لم نَرَ مُجْرِمًا إسرائيليًّا واحِدًا على هذهِ القائِمة؟ وكيف سَتتضرَّر مِليارات هنية وشَرِكاتِه الضَّخمة جَرّاء هذهِ العُقوبات؟!


أصدرت وزارة الماليّة الأمريكيّة قائِمةَ عُقوباتٍ ماليّةٍ ثانية في حَقْ 6 أفراد و7 مُؤسّسات في لبنان والعِراق في إطارِ قانون مُكافحة الإرهاب، وتَمويل “حزب الله”، وقالَ وزير الخَزانة ستيفن منوشن أن حُكومَة بِلاده مُصمِّمة على كَشفْ شَبكات “حزب الله” التي تُسْتَخدَم لتَمويل عَمليّاته ومَنعِها على امتداد “الشَّرق الأوسط” وشمال أفريقيا.

قبل أُسبوع وَضعتْ الإدارة الأمريكيّة السيد إسماعيل هنية، رئيس المَكتب السياسي لحَركة المُقاومة الإسلاميّة “حماس″ على لائِحة الإرهاب، ووَصفت الحَركة بأنّها “إرهابيّة” رَغم أنّها لم تَقتُل أمريكيًّا واحِدًا، ولم تُنفِّذ كَوادِرها أيَّ عَمليّةٍ هُجوميّةٍ خارِج الأراضي الفِلسطينيّة المُحتلّة.

وَضْع السيد هنية على لائِحة الإرهاب لن تَكون له أي أضرار ماليّة أو مَعنويّة عليه أو حَركَتِه، فالرَّجل لا يَمْلُك المِليارات المُودعة باسْمِه في المَصارِف الدوليّة، كما أنَّه لا يَمْلُك أي مُؤسّسات وشَرِكات تَعمل ما وَراء البِحار أو قَبلها، ولكنّها قَطعًا سَيكون لها آثار سلبيّة على الأشخاص والشَّركات المُتّهمة بِتَمويل “حزب الله” في أفريقيا والعِراق ولبنان، من حيث حِصارِها، وتَجميد أرصِدَتها، وإحداث حالةٍ من الشَّلل في تَعامُلاتِها التجاريّة.

هذهِ القَرارات أمريكيّة صرفة، ولا تَستند إلى أيِّ شرعيّةٍ دوليّة، ولا تَصدُر في مُعظَم الأحيان إلا ضِد شخصيّات عربيّة أو إسلاميّة تُقاوِم دولة الاحتلال الإسرائيلي، وتتصدّى لعُدوانِها، وتُريد تَحرير الأراضي المُغتَصبة، وهِي كُلها أهداف مُباحة في القانون الدَّولي، ولكن مَتى احْتَرمت أمريكا هذا القانون ونُصوصِه؟

قوّات الاحتلال الإسرائيليّة تَقتُل الشهيد المُقعَد إبراهيم أبو ثريا، ومُستَوطِنوها يَحْرِقون الشَّاب محمد أبو خضير من القُدس حيًّا، وجَيشها يَقتُل المِئات، بَل الآلاف، مِن الأطفال والمَدنيين في قِطاع غزّة وجنوب لبنان، وقائِمة المَجازِر طويلة، ولَم نَسمع يَومًا أن الإدارة الأمريكيّة ووزارة خزانتها وَضعت إسرائيليًّا واحِدًا على قائِمة الإرهاب، ناهِيك عن الحُكومة أو الجيش أو المُستَوطِنين.

لا نَعتقد أن “حزب الله” سيَتأثّر كثيرًا مِن هذهِ الإجراءات، مِثلما لم يَتأثّر السيد هنية الذي يُقيم وأُسرَتِه في بَيتٍ مُتواضِع في مُخيّم الشَّاطِئء، على أطرافِ مدينة غزّة، ولكن مَن يتأثّر حقيقةً هي الولايات المتحدة وسُمعَتِها كدَولةٍ مُنحازَةٍ للمُجرمين والإرهابيين الحَقيقيين، وداعِمَةٍ لمَجازِرهم.

لا يُشّرّف حركة “حماس″، أو “حزب الله”، أو “الجِهاد الإسلامي” أن تكون خارِج قائِمة الإرهاب التي هي إسرائيليّة في الأساس، بَلْ يُشرّفها أن تَتربَّع على قِمّة هذهِ القائِمة، التي تَعتبِر أيَّ مُقاوَمةٍ للاحتلال الإسرائيلي المُدان دَوليًّا، إرهابًا.

السيد هنية عَبَّر عن هذهِ الأطراف الثلاثة وغَيرها عندما قال في أوّل رَدْ فِعل له على القَرار الأمريكي تُجاهه، “فلْتَنقعْ أمريكا هذا القَرار وتَشربْ مِياهه” استنادًا إلى مَثلٍ شَعبيٍّ للتّعبير عن اللامُبالاة.

نأمَل أن تكون كلمات السيد هنية المُعبِّرة هذهِ قد وَصَلتْ إلى الإدارةِ الأمريكيّة ووزير خَزانَتها.

“رأي اليوم”

حول الموقع

سام برس