رحمة حجيرة
زرت منذ أسبوعين مطاعم حميدة في كوكبان، صاحبة الاستثمار الأبرز خارج المدن الأساسية نموذج المنازل المضيفة للأكل الشعبي المتميز، ووجدت صور الرئيس صالح بكل غرفه وبالمدخل.

وبغض النظر عن ما هو صالح غير رئيس بلد 32 سنة، إلا أنها امرأة توازي ألف رجل من بعض ما نعدُّ في اليمن !! لم تخف ولم تطمع كأعوان صالح وشركائه وبعض أنصاره وتتبرأ منه بعد أن تجرد من السلطة وتذهب للمطامع والمخاوف الجديدة، برغم أنها امرأة ورأس المال جبان!! بالفعل تستحق التقدير لمواقف الشجاعة والوفاء تجاه أصحاب السلطة، فلن تنقلب مع الأحداث والمصالح، ويذكر هنا اللواء علي محسن الذي لم يقلب صورة صالح ولم يوقف صالح رواتبه وفرقته المنشقة لدعم المطالبين بالتغيير حتى انقلب الحكم وإن كان هو من قلب الأحداث !!

لكن مجرد التفكير أو دراسة مواقف اللواء محسن خلال الثلاث السنوات الأخيرة ضد صالح أو الـ30 سنة معه تعتقد أنه، أكثر من أوفى للرئيس صالح حتى من ابنه وأبناء إخوته !!

فقد قتل اللواء محسن، الذي دفن تفاصيل وخفايا أسرار جريمة جمعة الكرامة البشعة لاحقا، سلمية الاحتجاجات ومفهوم الثورة بانضمامه المسلح في مارس 2011 كالرجل الثاني في النظام الذي خرج المحتجون ضده، بل إنه كان الرجل الأول بحسب تصريحاته، فأي ثورة تقوم من قبل الرجل الثاني أو الأول ضد الآخر !!! قضى على مشروعيتها الأخلاقية بدعم الكثير من نخبة التغيير !!!

وبرغم ما يطرح حول خيانة محسن لصديق عمره، وهي لعنة اجتماعية لا يستهان بها، إلا أني أرى أن هذا الرجل الذي حافظ على سقف خصومته مع صالح بطريقة تستحق الإعجاب وتعد أكثر رقيا من خصومة الرئيس هادي لرئيسه الذي نابه 18 عاما فلم يبالغ بالإساءة والتجريح له !! ولولا محاولة الاغتيال التي تعرض لها صالح لمصلحة وبتورط بعض شركاء محسن كما يتهمهم صالح، لكانت كل مواقف محسن وفاء مع صالح، ولضُرب فيه المثل بالوفاء في المجتمع اليمني (لا أوفى من محسن لصاحبه )!! أنا هنا أتحدث عن الوفاء بين الأصدقاء والشركاء، بعيدا عن مشروعية مواقفهم !!

وتظل مواقف محسن حتى الآن مواقف ذكية سياسيا ودفاعية عن صالح مهما دفع ثمنها محسن من دنياه وآخرته !! ومهما فهمها البعض استهدافا وصراعا بينهما، إلا إذا كان اللواء يخدم صديقه القديم باللاوعي ومن حيث لا يدري !!

وأشير هنا إلى ما نشرته وثائق ويكليكس من مراسلات السفير الأمريكي توماس كارجسكي حينها في 2006 ، والتي قال فيها: لا يضعف سلطة صالح إلا الشيخ عبدالله الأحمر واللواء علي محسن، وعليها بنيت مواقف قيادات ما يسمى بالحراك الشعبي أو الاحتجاجات، وقتلت مشاريع التغيير.

أخشى أن نكون جميعا ضمن لعبة أمريكية محكمة في تفاصيلها، والفائز فيها هو الذي يتمسك بأكبر قدر من القيم الأخلاقية والاجتماعية !

حول الموقع

سام برس