بقلم / حمدي دوبلة
الحصول على اسطوانة غاز اصبح حلما كبيرا ويمكن ان تصير محسودا ترمقك العيون من وراء الجدران اذا ماعدت الى منزلك حاملا اومدحرجا احدى هذه الاسطوانات .

هكذا تضاءلت احلام اليمنيين وتهاوت امانيهم وطموحاتهم لتنحصر في اسطوانة غاز او دبة ماء او الحصول على شئ من مشتقات النفط وغير ذلك من اساسيات الحياة وضروراتها في ظل هذه الحرب التي تابى ان تتوقف او تضع اوزارها القذرة وتسدل الستار على واحدة من اسوا الكوارث الانسانية في العالم.

ازمة الغاز المنزلي المتواصلة حتى اللحظة اظهرت للسطح سلوكيات انسانية متعددة بعضها ايجابي والاخر سلبي ومنبوذ راينا هلعا كبيرا من قبل البعض ومنهم من بالغ في تامين احتياجاته بتعبئة كل مايملك من اسطوانات وتخزينها في منزله في الوقت الذي يعلم ان جاره القريب لايملك شيئا من هذه المادة الحيوية لكن في المقابل راينا ايثارا بديعا من قبل اخرين ممن تقاسموا مايملكون وماحصلوا عليه من غاز مع جيرانهم في سلوك انساني اثبت بان المجتمع اليمني لايزال بخير كما ان آلية توزيع اسطوانات الغاز عبر عقلاء الحارات ساهمت الى حد كبير من حدة الازمة وخففت من تداعياتها على الرغم من شكاوى البعض وهنا لابد من الاشارة الى الجهد الايجابي الذي قام به عقال الحارات في هذا الجانب واجد نفسي هنا مجبرا على الاعتراف بالدور الانساني الملموس الذي قام به ولايزال عاقل حارة البحوث في منطقة نقم بمديرية ازال الشاب الخلوق جميل عبيد صالح عبيد الذي اصبح محل ثناء الجميع في ذلك الحي اذ لايلبث هذا العاقل الجميل والذي يقدم نموذجا رائعا عن العقال وعن ادوارهم المنشودة في خدمة المجتمع لايلبث في تلمس احتياجات المواطنين والوصول الى المنازل للسؤال عن حصول اهلها على الغاز وهنا نامل ان يكون العقال جميعهم على هذا النحو الجيد من الاداء .

كما لايمكن الخروج من هذا المازق الصعب الا بتكاتف الجميع واحياء قيم الاخاء والحب والتكافل والتراحم بين المجتمع وبدون ذلك ستطول المحنة وستتضاعف المعاناة الانسانية حتى ياذن الله بالفرج وهو على كل شئ قدير.

حول الموقع

سام برس