سام برس
تمكنت دولة قطر من امتصاص الهجمة الشديده والحصار الخانق الذي فرضته دول المقاطعة الاربع المتمثلة في السعودية والامارات ومصر والبحرين ، عبر البر والجواً والبحر والتنسيق مع عدد من الدول ، والذي القى بظلا له على كافة جوانب الحياة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية ، لتعلن الخارجية القطرية زوال الحصار بعد انتصارها ، وان قطر بسياستها الهادئة ولغة الصدق أصبحت بخير ، وان مابقي من الحصار سوى الشعور بتقسيم العائلات ومفاقمة الخلافات وزعزعة منظومة الأمن الإقليمي".

وقال مراقبون سياسيون واقتصاديون يمنيون لـ " سام برس" ، ان دول المقاطعة فشلت فشلاً ذريعاً في التأثير على قطر وتطويعها ومصادرة قرارها السياسي والسيادي وتصديع النسيج الاجتماعي بين القطيين واشقائهم من الخليجيين والدول العربية ، وكذلك المجتمع الدولي.

وأكدوا ان قطر بحكمة وارادة إميرها الشيخ تميم بن حمد ، والمخلصين تمكنوا من ادارة الازمة السياسية والاقتصادية مع دول المقاطعة بروح عالية وعقل ناضج بعيداً عن التهور والحماقة ، وكان للدبلوماسية والسياسة القطرية اثر كبير في تفهم دول العالم لمشكلة " الدوحة" مع دول الحصار، واستطاع القطريون كسر الحصار وتفويت التآمر ومقامرة البعض بالانقلاب الفاشل وزعزعت أمن قطر ، وتفهم الولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبا وايران والكويت وسلطنة عمان وروسيا للموقف القطري.

وأشار اقتصاديون الى ان قطر أستطاعت ان تخترق الحصار من خلال علاقاتها الطيبة والاستراتيجية مع عدد من الدول الاقليمية والدولية التي فككت الحصاروعوضت النقص في كثير من السلع الغذائية والاحتياجات والخدمات الضرورية للبقاء على قيد الحياة ماجعل دولة قطر "تنتصر" في الحرب المفتعلة مع بعض الاشقاء.

كما لفت بعض الاعلاميين اليمنيين، الى أن الاعلام القطري المتمثل في قناتي الجزيرة العربية والانجليزية وعدد من الصحف والمواقع الالكترونية أدار الحرب الاعلامية بمهنية عالية وثقة كبيرة من خلال كشف الاسباب الحقيقية التي تقف وراء عملية المقاطعة والحصار والتغطية الاخبارية لما يدور خلف الكواليس ، وهو مامكن المجتمع الدولي من معرفة الحقائق وتغيير وتصحيح المواقف المتباينة واللغط الذي لف الخلاف ،و سجل أكبر انتصار للدوحة على دول المقاطعة .

كما أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية القطرية، لولوة الخاطر إن بلادها تمكنت من تحويل الحصار الذي فرضته السعودية والإمارات والبحرين ومصر، إلى انتصار.

وقالت الخاطر، في برنامج "نحن بخير" على إذاعة قطر، إنه "بعد عام من الحصار الجائر فإن الحصار لم يعد قائما وما بقي منه هو الشعور بتقسيم العائلات ومفاقمة الخلافات وزعزعة منظومة الأمن الإقليمي".

وأضافت أن "قطر بالدبلوماسية الهادئة والصدق والمصداقية في التعامل قلبت الأمور لصالحها، وكسبت مصداقية الدول كما أصبحت شريكا يعتمد عليه على المستوى الدولي".

وتابعت: "دول الحصار اليوم في حالة تخبط وهم يعلمون أنهم ليسوا على حق وأنهم في الوقت الذي يرمون به دولة قطر بالاتهامات يرتكبونها وهم متورطون في زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن".

وكانت صحيفة "الراي" الكويتية نقلت عن مصادر دبلوماسية قولها إن التحرك الكويتي الأخير لرأب الصدع بين دول الخليج "لم ينجح في فتح كوة في جدار الأزمة التي تقترب من بلوغها العام".

وأشارت المصادر إلى أن الرسالة الكويتية إلى قادة دول الخليج "تضمنت الرؤية المعروفة حول ضرورة رصّ الصفوف في مواجهة التحديات، وضرورة الالتقاء وطرح كل المواضيع الخلافية في إطار من الصراحة والشفافية ووضع إجابات مع ضمانات للتنفيذ"، وفقا للصحيفة.

وأضافت أن التحرك الكويتي يهدف إلى "أن تكون المبادرة بيد الدول الخليجية لا بيد الولايات المتحدة أو غيرها من الدول الغربية الصديقة، لأن الحل عندما يأتي من داخل البيت الواحد تكون كلفته أقل مهما حصل من تنازلات بين الأشقاء".

وذكرت المصادر أن "الحلول الخارجية قد تفرض التزامات بأحلاف أمنية واقتصادية ما قد يعرض دولنا ومجتمعاتنا لاستنزافات مادية، إضافة إلى ارتباطات سياسية قد لا تنسجم بالضرورة مع توجهات دول الخليج".

وشخصت المصادر وضع المنطقة بأنه "غير طبيعي على الإطلاق وتوقع المخاطر منسوبه عال، فهناك تداعيات الزلزال المسمى إلغاء الاتفاق النووي مع إيران، وهناك الأوراق الملتهبة التي يتم تحريكها في إطار المواجهة الإيرانية — الأمريكية، وهناك خطة التمدد الإقليمي سواء في فلسطين أو لبنان أو العراق أو سورية أو اليمن… وهذه المعطيات تفرض حسب رؤية الكويت أن تواجهها دول الخليج بشكل موحد، لأن مخاطر البقاء متفرقين، مهما كانت الأسباب، أكبر بكثير من مخاطر مواجهة التحديات بالحد الأدنى من التوافق".

حول الموقع

سام برس