سام برس
بعد الإعلان عن تشكيل حكومة ظل في إقليم برقة الليبي، من قبل زعماء حركة تسعى إلى حكم ذاتي في الشرق الغني بالنفط، في تحد واضح للحكومة المركزية، برزت تحديات جديدة أمام الدولة تمثلت بانقسام الشعب الليبي حول الفيدرالية بين مؤيد ومعارض.
وقال الإعلامي محمود شمام في تصريح له إن "الدعوة لتشكيل هذه الحكومة في إقليم برقة مدعوم في شرق ليبيا وجنوبها، لكن ليس في الوسط والغرب".
وأضاف شمام الذي كان عضوا في المجلس الوطني الانتقالي إبان الثورة الليبية، "هناك تباين بين من يميلون إلى الإقليمية ممن يطالبون بكونفدرالية (أي تقسيم الأقاليم) أو الفيدرالية في إطار دولة اتحادية".
وأوضح أن "القضية لم تطرح في استطلاع رأي علمي أو مسح.. لكن من متابعة ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكن القول إن دعوات الفيدرالية والكونفدرالية تلقت دعما في الشرق والجنوب".
وأشار شمام إلى أنه توجد فيدراليات "غير معلنة" في الغرب، مثل مصراته والزنتان، اللتين تكثر فيهما الميليشيات المسلحة منذ إطاحة نظام العقيد الراحل معمر القذافي.
وفي موازاة الدعوات إلى إقامة الفيدرالية في البلاد، تبرز أيضا إشكالية أخرى تتمثل في مطالبة بعض الحركات الدينية كأنصار الشريعة بإرساء الشريعة الاسلامية في ليبيا.
وأعلنت أخيرا أنصار الشريعة في بيان أن هدفها "هو الدعوة إلى إرجاع الحكم بالشريعة الإسلامية في واقعنا بعد أن غيبه القذافي وزاد غيبة بعد الثورة".
بيد أن شمام قال إن "أغلب الليبيين مع الدولة المدنية، رغم تدينهم وإسلامهم المعتدل فهم يميلون إلى بناء دولة لها دستور يحكمها القانون وتتمتع بتداول السلطة".
إلا أنه استطرد قائلا "هناك قوى تفرض وجودها بحكم امتلاكها السلاح فتدفع بالبلاد نحو الدولة الدينية".

حول الموقع

سام برس