بقلم/ عبد الحي زلوم ‎

هل اصبحت دولة الكيان الصهيوني دولة سنية؟

اعترف بأن تسمية التحالف السني الامريكي الصهيوني بالتحالف السني يثير اشمئزازي منه وممن اطلق الاسم عليه. قبل انتصار الثورة الاسلامية الايرانية لم نكن نسمع لمثل هذه الاحلاف المذهبية ولكن كانت التسميات مناطقية كحلف بغداد او مشروع حلف الشرق الاوسط أو الحلف الاسلامي مثلاً . هناك 1500 مليون مسلم فمن الذي خول الولايات المتحدة أو وكلائها الصهاينة ليتكلموا باسم السنة وهم يرتكبون اكبر الكبائر باعترافهم بل وتحالفهم مع من يغتصبوا ارضاً عربيةً اسلامية هي وقف اسلامي يتوجب على السنة والشيعة الجهاد لتحريرها . هذه البدعة بالتسميات هي ضلالة .
حيث أن هذه التسمية قد جاءت من اسرائيل الكبرى (الولايات المتحدة) فالتسمية الاصح هي امبراطورية اسرائيل الكبرى .

ما هي اهداف هذا التحالف ، ومن هو عدوه ؟
قرر الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً ان النفط جاء تحت اراضي الدول النفطية العربية كصدفة جيولوجية وهم لايستحقونها حيث انهم هم من اكتشف النفط وهم اكبر مستخدميه وهو محرك حضارتهم فرؤا ادخال السرور على قلوب حكام تلك البلدان بمنحهم كل ما يشتهون من ملذات ما حلل الله منها وما حرم . وأن يخلقوا لهم مجتمعات استهلاكية غير منتجة وان يأخذوا رصيد ما تبقى والذي هو اصلاً في بنوكهم الى حسابات شركات الاسلحة وما تبقى منها الى سندات خزينة امريكية لسداد الدين الامريكي .

ولكي يتم ذلك كان عليهم ان يخلقوا عدواً افتراضياً يتغير بين الفينة والاخرى فمرة هو صدام حسين ومرة هو الجمهورية الاسلامية الايرانية.دعني اسمي هؤلاء الاعداء بالاعداء الاشباح أو حيث اننا نعيش في عالم افتراضي فلنسميهم بالاعداء الافتراضيين . اذن دعنا نقول أن ايران هي عدوٌ افتراضي لدول التحالف العتيد.
نحن نعيش في عالم افتراضي :

الامبراطورية العالمية الامريكية هي اليوم امبراطورية افتراضية بحيث أن لها حدود دولية ثابتة معترف بها الا أنها عبر ادوات العولمة الاقتصادية و بواسطة شركاتها العابرة للقارات وكذلك بواسطة قواعدها العسكرية في اكثر من 120 دولة واساطيلها في المحيطات والبحار واستحواذها على عملة الاحتياط العالمي اي الدولار والذي بواسطته تستطيع ان تتحكم في النظام المالي العالمي بفرض العقوبات هنا وهناك ، وبذلك اصبحت امبراطورية كاملة الاركان والاوصاف لكنها امبراطورية عالمية افتراضية .

حتى ان الدولار في حقيقته قد اصبح عملة افتراضيةً بعد فك ارتباطه بالذهب في سنة 1971. منذ ذلك التاريخ اصبحت الدولارات الامريكية يتم اصدارها دونما غطاء حقيقي وإنما بناء على قرارات امريكية افتراضية تجعل من الورقة المطبوعة التي لا تكلف 5 سنتات لها قيمة افتراضية 100 دولار مثلاً. ومنذ ذلك الحين نشأ نظام إقتصادي مالي موازي للاقتصاد المنتج يتحكم به وول ستريت ولكنه اصبح طفيلياً عليه وامتصاصياً له . اصبحت النقود نبضات الكترونية في الكمبيوترات تنتقل بسرعة الضوء من بنك الى بنك وبلد الى بلد يتحكم بها عدد قليل من البنوك في نيويورك بالتنسيق أو التواطئ مع وزارة الخزانة الامريكية . كما تمّ اصدارات ادوات مالية كالمشتقات اصبحت اموالاً افتراضية بحيث كانت قيمتها سنة 2008 ما يعادل حوالي 10 سنوات للناتج القومي الاجمالي للولايات المتحدة (GNP) وهو رقم خيالي كاد ان يطيح بالاقتصاد القومي الافتراضي بل وبالنظام الامريكي برمته .

إن تعريف العملة الالكترونية الجديدة bitcoin انها نقود الكترونية يتم اصدارها والسيطرة على اصداراتها من مُطوريها ويتم استعمالها في اقتصاد افتراضي. اليس ذلك ينطبق تماماً على الدولار باعتباره عملة افتراضية ؟
امبراطورية اسرائيل الكبرى الافتراضية :

كان التعاون بين انظمة التحالف المقترح والكيان الصيهوني عبر الولايات المتحدة فانتقل الان مباشرةً وعلانية بين دول وقعت اتفاقيات سلام واخرى في طريقها لذلك مع انها اليوم انتقلت من السرية الى العلنية . هناك شركات اسرائيلية تعمل لحماية المنشآت النفطية لبعض الدول الخليجية وهناك تعاون امني اصبح على المكشوف وعند اعلان الحلف سيصبح هناك قيادات عسكرية مشتركة بل وحدات عسكرية من الكيان الاسرائيلي من برية الى جوية أو بحرية في دول التحالف . ولقد بدأ وزير الاتصالات في الكيان الصهيوني يطبل ويزمر لانشاء شبكة سكك حديد لربط ميناء حيفا بدول الخليج . في عصر القطارات السريعة ستصبح المسافة بين الكيان الصهيوني والخليج لنقل البضائع والجيوش في اقل من 3 ساعات !

اذن ستصبح الهيمنة الاسرائيلية بدعم كامل امريكي هيمنة كاملة من الناحية الاقتصادية والعسكرية وهي اليوم هيمنة سياسية مفروغ منها . حتى ان اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين كاد أن يختفي خبره من وسائل اعلام دول التحالف . كل ذلك لحجة الاعداد لمواجهة عدو افتراضي .

5- ايران العدو الافتراضي

يوجد في الولايات المتحدة مؤسسة دائمة تتكون من اصحاب الرأس مال وهم اصحاب البنوك في وول ستريت والشركات العابرة للقارات وهم من يختارون فريق الادارات الامريكية سواءً في البيت الابيض او في الكونغرس وهم من يمولوا حملاتهم الانتخابية ويرسلوهم الى مراكزهم لتنفيذ اجنداتهم . لذلك فإن اسم الرئاسة الامريكية واجهزتها هو (الادارة الامريكية ) اي ان هؤلاء يديرون فقط اجندات من اوصلهم الى الحكم . و المؤسسة الدائمة بتكوينها الايدولوجي معاديةٌ للاسلام والمسلمين كما يبدو جلياً في أقوالهم وتصريحاتهم خصوصاً اثناء حملاتهم الانتخابية، وكما يبدو جلياً ايضاً في الجماهير اليوبروتستينية الصهيونية والتي هي جماهيرهم. فالصهاينة المسيحيون يزيدون عن 70 مليون نسمة . لا يقتصر ذلك على ترامب وإنما هو أحد ثوابت الادارات الامريكية جميعها حيث انه منذ انشاء الدولة الامريكية كانت تدّعي ان لها دور تنويري (Manifest Destiny ).هذا العداء التقليدي يتشارك به الحزبان الديمقراطي والجمهوري .

في ولايته الثانية وفي مقابلة مع مجلة اتلانتك عدد ابريل 2016 قال الرئيس اوباما أن منطقة الشرق الاوسط ليست بالاهمية الاولى للولايات المتحدة حيث ان لها اولويات اخرى في شرق آسيا وامريكا الجنوبية. وهذا ما تم تسميته (مبـدأ اوباما ). وفي نفس المقابلة قال اوباما ان ايران ليست العدو للسعودية وإنما العدو هو من داخلها من شباب عاطل عن العمل وغالبية فئات المجتمع المهمشة حيث يستأثر القليل من المتنفذين بالموارد المالية والاقتصادية . هذا القول لاوباما وناقل الكفر ليس بكافر.

اما بالنسبة لترامب فهو يتكلم باسم النصف الاكثر تطرفاً وعنصريةً في المجتمع الامريكي ومن الاكيد انه لا يكن احتراماً للاسلام ولا للمسلمين وأن ما قاله في حملته الانتخابية قد حققه الا وهو دفع السعودية اتاوات كما قال للمحافظة على نظامها . وكان لزاماً ان يكون هناك عدو. اذا لم تكن ايران عدواً حقيقياً حسب اقوال ادارات امريكية ولضرورة ان يكون هناك عدو لبيع الاسلحة والابتزاز وهكذا أصبحت ايران العدو الافتراضي وهو العدو الحقيقي للكيان الصهيوني وبذلك اصبح القاسم المشترك بين الكيان الصهيوني وانظمة الناتو (العربي) طريقاً لتحقيق امبراطورية اسرائيل الكبرى الافتراضية .

امريكا تريد والله فعال لما يريد:

هناك دولتان في منطقتنا احداهما سنية والاخرى شيعية {وانا اكره هذا التصنيف } وهما تركيا وايران يقفان بشموخ امام العنجهية الاميركية والصهيونية . ايران تقول لترامب ليس شرفا الاجتماع بك كما دعوتنا فانت غير جدير بالثقة. وتركيا اردوغان ترد على تهديدات ترامب ونائبه على طلبهما باطلاق سراح قص من البروتستانت الصهاينة دون اكمال محاكمته :

“إنّه من غير الممكن قبول لغة التهديد التي تستخدمها العقلية الإنجيلية الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية.” وأضاف اردوغان قائلاً: “سنواصل المضي قدما في السبيل الذي نؤمن به، دون أدنى تنازل عن حريتنا واستقلالنا واستقلالية قضائنا”.”

هناك المنبطحون المنبطحون وما ادراك ما المنبطحون . انهم في واد وشعوبهم في واد، لا يرون مشكلةً في التحالف مع اعداء الله والامة ، وهناك هاتان الدولتان التي تقف عائقاً في تحقيق امبراطورية اسرائيل الكبرى.

ما حكم (السنة)! في من يتحالف مع محتل اراضٍ عربية اسلامية؟
وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ 51)) سورة المائدة

نقلاً عن رأي اليوم
مستشار ومؤلف وباحث

حول الموقع

سام برس