بقلم/ د. فضل الصباحي
تقرير الخبراء الدوليين المكلفين من لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة حول اليمن عبارة عن نتاج طبيعي للنفوذ الأمريكي في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ولا يخدم إلا ما يتوافق مع المصالح الأمريكية التي سوف يحين موعدها في الوقت “المناسب” لذلك على الدول والجهات والأشخاص المشمولين في التقرير سرعة إغلاق الملف اليمني من خلال مبادرة عربية خليجية جديدة توقف الحرب وتدعوا جميع الأطراف للحوار ، والتقارب بالحلول المعقولة بعيداً عن الحوارات الماراثونية التي تديرها الأمم المتحة.

التقرير أغلب نقاطه يَصْب في مصلحة “أمريكا” التي تعد شباكها بحرفية عالية وليس كما يدعي البعض بأن التقرير يخدم “الحوثيون” الذين يديرون حكومة صنعاء “الحوثيون” في مرحلة حرب مفتوحة، ومطالبات مجتمعية، وحقوقية؛ بسبب الأخطاء التي ارتكبوها في حق المدنيين، وأكبرها جريمة قتل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأمين عام حزب المؤتمر الشعبي العام الرجل الثاني في الحزب عارف الزوكا، ومن معهم لذلك فلن يتمكنوا حتى من الإستقرار في المناطق التي يسيطرون عليها فكيف يكون لهم نفوذ في الأمم المتحدة ودهاليزها المعقدة مقارنة بالدول الغنية والكبيرة في المنطقة “الحوثيون” فقط أستطاعوا استثمار “أخطاء” التحالف وقاموا بتوثيقها بشكل جيد، والمجتمع الدولي ومجلس الأمن يعتمدون كثيراً على ما تقدمه المنظمات الدولية بالوثائق، والدلائل الثابتة، والواضحة، وهناك أجهزة إستخباراتية، ومنظمات عاملة تساعدها في ذلك ليس من أجل اليمن ولا الشعب اليمني ولكن خدمة للدول المستفيدة من أخطاء الدول الصغيرة وكذلك الضعيفة، وتلك التي تملك المال، والثروة.

دول الشرق الأوسط ليست مستقرة بالمعنى الكامل إنها معرضة للإنهيار والتدخل وقلب الموازين فيها في أي وقت سواء من دول “الغرب” التي قسمتها وتحرص على توزيع الأدوار فِيهَا أو من الدول الإقليمية التي لها أطماع ومشاريع خارج حدودها مثل “تركيا، وإيران” ربما أكثر الدول عرضة لتلك الأطماع هي دول الخليج، ولبنان، والأردن لذلك على دول الخليج أن تُعيد النظر في سياساتها وتغير من إستراتيجيتها وتنفتح مع الصين وروسيا كما تفعل مع أمريكا، وتسعى لبناء تحالفات إقليمية جديدة، والبداية ضم اليمن إلى دول مجلس التعاون الخليجي ومساعدته على النهوض من جديد من خلال دعم إستقراره الأمني والأقتصادي وتبادل المصالح معه على أساس أن اليمن هي العمق الإستراتيجي والقوة البشرية والعسكرية لدول الخليج حينها لن تستطيع أي قوة خارجية العبث مع الخليج المسنود بأصدقائه، وإخوانه في اليمن.

الخلاصة:

المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله المعلمي قال: “على الأمم المتحدة الضغط لتنفيذ المرجعيات الثلاث لحل الأزمة اليمنية وعدم الإنجرار للمماطلة الحوثيين لإطالة آمد الحرب” في المقابل ذكر الناطق الرسمي بإسم الحوثيين محمد عبد السلام “بأنهم على إستعداد كامل للسلام والحوار من أجل إخراج اليمن من أزمته الحالية، والمحافظة على مصالح دول الجوار في اليمن” لم يبقى أمام الجميع سوا تنفيذ الكلام على أرض الواقع وإنهاء فصول هذه الحرب قبل أن تتطور الأحداث وتتوسع المطامع الدولية في المنطقة.

يقول الصحفي الأمريكي (غولد بيرغ) “تقوم أمريكا كل عشر سنوات او نحوها تحتاج إلى الإمساك ببلد صغير ومتداع؛ وتقذفه إزاء الحائط فقط لكي تظهر للعالم انها تعني وتفعل ما تقول والمستفيد من ذلك الدول الصناعية الكُبرى، ومصانع السلاح وملايين البشر العاملين في تلك المصانع” من حق أمريكا وغيرها المحافظة على مصالحها بالطريقة التي تراها مُناسبة، ومن حق الدول الصغيرة والغنية كذلك أن تحافظ على أمنها القومي ومصالحها الإقتصادية، والوطنية بالطريقة التي تخدم شعوبها الزمن تغير وتغيرت معه مراكز القوى في العالم!!

نقلاً عن رأي اليوم

حول الموقع

سام برس