بقلم/ احمد الشاوش
يقول العلماء ان الفنون جنون ، وان الفلاسفة والمفكرين والحكماء والمبدعين أقرب الناس الى الانزوا والبحث عن المجهول ، بينما السياسيون أقرب الى العاهرات ، والفنانين اميل الناس الى الاريحية واسعاد الاخرين ، وان كلمات الحب والغزل والبطولة والنخوة تثير أكثر من علامة تعجب واستفهام ، وتجعل من المستمع العربي أكثر انتعاشاً وصبابة بالتناغم مع الصوت الرائع واللحن الاروع ، وان السخرية والنكت السياسية هي انعكاس للواقع المعاش .

ولذلك مازلنا وسنظل نتذكر فنان الطرب السوري فهد بلان ، الذي صدحت حنجرته بإغنية ، "واشرح لها ..عن حالتي" ، شارحاً معاناة الكثير في ذلك الزمن الجميل ومختزلاً فراق الحبيب التي لاتسر عدو ولاصديق بعد سنه من الغربة في سبيل لقمة العيش ، واذا بالتاريخ يعيد نفسه ويقاسي سبعة مليون يمني الامرين في العاصمة صنعاء وغيرهم في عدن والحديدة وتعز ،،، من الجوع والعطش والفقر والمرض والايجارات وقصف الجيوب والارزاق والوظائف واغتيال المرتبات لمدة سنتين ، فلا حكومة هادي وبن دغر استشعرت المسؤولية الوطنية والأخلاقية وأوفت بالتزاماتها تجاه موظفيها ، ولا حكومة الامر الوقع أوفت بالتزاماتها وجسدت مفهوم الدولة قولاً وعملاً ، في حين نثرت الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي الأمور ولم تلملم فعلتها وتمارس ضغوطها ، وكأن لسان الحال يقول حجر وسيري سايره.

بينما صدح العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ ، اني اتنفس تحت الماء اني اغرق اغرق " وزودها شوية بإغنية "موعوووووووووود".. واذابه يغرق في "الترعة" ويصاب بالبلهارسيا بينما غرق اليمنيون في مستنقع الفوضى وبلهارسيا الأحزاب وعلوج السياسة وديدان المثقفين وبكتريا الإعلاميين وسرطان رجال الدين ، وكم من مواعيد عرقوبية .

ومازلنا نتذكر ، شعار لادراسة ولاتدريس حتى يسقط الرئيس ، وايقاعات اسقاط النظام ، وصدى الزامل الباليستي " شرق.. شرق. شرق .. شرق ..ثورة على كل السرق ، وتسقط حكومة باسندوة وإلغاء جرعة الالف الريال الزيادة في دبة البترول ، واذا بالمجاهدين المرابطين الصادقين والمدافعين عن الوطن في الشمال والجنوب والشرق والغرب في وادي ، ولصوص السلطة والثروة من عشاق القصور والفلل والطيرمانات والأراضي والتجارة في وادي آخر ، وكلما حاول الشرفاء انتقاد الفساد والفوضى بعيداً عن هوى النفس قالوا داعشي ، عفاشي، طابور خامس ، قاعدة ، رافضي، مجوسي، محرض ووضعوه في غيابات الجب.

وغنى الفنان المصري "أين الفلوس ياحبيبي أين الفلوس.. انا بحبك واسألي عني " ، واذا بالشعب اليمني يستبدل القيم ويذهب وراء الفلوس مستشهداً بمقولة المصريين اللي معه قرش يسوى قرش وتبيع مراكز القوى الفاسدة والأحزاب الماكرة الوهم والثقافة المدمرة.

ومازلنا نتذكر اغاني الفنان احمد السنيدار ،" العمر فرصة وفي كل الفرص مغنم " "ويسير ويجي ويحانكني ويزيد يعصر، و" ياريح ياريح يالي تدخلي للبيوت " ، واذا بالانتهازيين يجدون فرصت العمر في لفلفت المصاري والرياح تصرع الأبواب والنوافذ وتدخل للكثير من البيوت دون احم او دستور محققة قول فنان الشعب ويزيد يعصر ، حتى تمنى الكثير من اليمنيين أن تقوم الساعة في ظل غياب دولة الحقوق والواجبات .

وغنى الفنان حمود السمة "شلولكم محسن مع الأراضي اما الزعيم ماناش به راضي" ، واذا بالجنرال محسن يهرب في ثوب مودرن وتتبخر الأموال والاراضي بقدرة قادر ، ويُلدغ مروض الثعابين صالح ، صاعداً الى الرفيق الأعلى تاركاً المال والسلاح والبطانيات الى غُبر الوجيه الذين شلوا الجمل بما حمل بتعاون طوق صنعاء وفي رواية المكش " طيط " صنعاء.

وغنت الفنانة نانسي عجرم .. "شخبط شخبيط ورسم في الحيط" واذا بمدرسي ومعلمي اليمن " المؤدلجين" يدخلوا باب الشخبطة واللخبطة من أوسع ابوابه بعد ان تجردوا عن المهنة ومسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية والإنسانية وتحولوا الى نافخي كير للأحزاب منذ ازمة الربيع العربي والامتناع عن التدريس والدعوة الى الاضراب في المدارس والمعاهد والجامعات رغم الوفاء بمستحقاتهم سابقاً، وتنزل عقوبة السماء وتقطع المرتبات وتختفي الصدور العارية!!؟.

ويواصل الفنان العراقي كاظم الساهر تألقه باغنية " لاتتنهد .. لاتتتنهد "، واذا بـ 27 مليون يمني يتنهد قبل الاكل مائة نهدة وبعد كل صرخة جوع وعطش ومرض وفقر ألف نهدة ، ويتحول الكثير الى مشردين ونازحين وشحاتين في لمح البصر بعد ان باعوا كل ما يملكون وتدمع عيناك وانت ترى بعض العفيفات جوار القمامة و المطاعم للبقاء على قيد الحياة!!؟ .

ومنذ ان غنى الفنان العراقي علاء سعد " البرتقالة" ، أقتلبت الدنيا وتاه الكثير منا في دهاليز اللحن والكلمات الهابطة والجمال المزيف واللبس بلاهدوم ، فسقط العراق وسقطت الامة العربية ولم نذق البرتقال والتفاح ، باستثناء إخواننا الخليجيين الذي لاندري مايخفي لهم القدر .

في حين غنى أيوب طارش بالله عليك وازخم لملم لي اشواقي بانغرس أم شجر، واذا باليمنيون يستبدلون الفواكة والخضروات والورد البلدي ب" القات" التي يستنزف 80% من الثروة المائية ما ادى الى نقص كبير في مخزون المياه وتهديد الأجيال القادمة!!!؟؟؟.

واما فنان العرب محمد عبده فابدع واوجز في اغنية " لنا الله " بعد ان تحول الساسة وامراء الحروب الإقليمية والدولية الى ذئاب مفترسة تنهش لحوم واعراض واموال وسيادة اليمنيين.

واخيراً .. قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) صدق الله العظيم .

حول الموقع

سام برس