بقلم/ عبد الرحمن بجاش
صحوت فجرا وفجأة وقبل الخامسة ، تحسست نفسي ، فإذا كل شيىئ سليم لم انقص شيئا !!..
ارسلت نظري في الظلام الذي قطعه خيط من ضوء يتسلل من باب الدرج ، حضر المشهد سريعا الى ذهني ، فاستعدته ببطء شديد …

اتصلت به قبل أن اذهب الى جنازة د. الخليدي : سنلتقي عند مقبرة النجيمات وجامع الاحسان …
واناخارج من الزحام المعتاد حيث نحشر انفسنا حشرا لنعزي اهل المتوفي ، وجدت يدا ممدوده عند الباب للسلام ، اعرفها من كثرة ما سلمنا على بعض ، هذه المرة لم اعرفها !!, مددت يدي ارسلت نظري لارى ما جعلني اتسمر، لن اتهرب هذه المره وابحث له عن اعذارحفاظا على كرامة شخصيه يوجه لها الجوع يوميا عشرات الضربات تحت الحزام ، القميص الطويل الذي عليه لايكاد يرى لونا له ، ذلك واقع الحال الذي وصل اليه زميلنا الاعلامي الرياضي عمركويران ، الرجل الخلوق الذي يستحي ومنعته عزة نفسه حتى عن ملاحقة حقوقه ….

لم استطع النظراليه ، فكيت يدي بعد أن اوصلت رسالتي الى يده ، ذهبت ورأسي يدور ، ولساني لايستطيع أن يتكلم الا بالكاد …
سحقا لهذه الحرب التي قضت علينا …

كان يصحوفجرا، ويبدأ المشوارمن القادسية على رجليه الى وزارة الشباب في الزبيري ، لعل رزقا قد كتب هناك ، يخرجون وجيوبهم منتفخه ، يخرج هووجيبه خال الا من بقايا ريح تحتلها ، فيكررالرحلة على رجليه الى حيث منزله ...ومع كل التعب لم يفقد كويران سماحة روحه وابتسامة طبعته من يوم أن عرفناه، لكنه لم يستطع أن يبتسم امس الاول …

عندما عجزت رجليه على أن تحملانه الى الوزاره وكذا معدته لم تمنحه الوقود اللازم للحركه ، امتهن مهنة جديده حفاظا على كرامته ، بدأ يجمع الكراتين ويبيعها ، الآن جاء من ينافسه عليها فلم يعد يجدا لها اثرا امام ابواب الدكاكين ، تراه فقط يذهب الى تلك الحنفية فيملأ مااستطاع دبته من الماء مرات ذهابا وايابا حتى يفلت على ركبتيه تعبا …ليروي عطش الصغار

المشهد أمامي كالفيلم تتوارد فصوله حكاية طويله من كرامه حافظ عليها بكل ما يستطيع من قدره حيث كانت هناك فسحة من رزق حلال من هذه الصحيفة او تلك ومرتب لايكاد يرى يستلمه من هنا ويطيرمن هناك مجرد ثلاثون الفا ، بينما رجال الله من زملائه واقرانه يحملون على اكتافهم رتبة الوكيل فما فوق !!!

كويران لم يكن له مندوب في الفرزه ، فكان يحمل ركابه خلسه …!!!!

ذهب الراتب واعتكمت كل النوافذ ، وبقي البيت الذي بجهده وتعبه بناه يوم أن كان موظفا مع مشروع مؤقت يتبع الامم المتحده …

في البيت ثمة زوجة طيبة بحاجه الى عمليه ، وولدين متزوجين واحفاده ، محمد كاتب مسرحي كان يستلم 15000 ريال من صندوق التراث ايام طيب الذكر خالد الرويشان ، ذهب الوزيروذهب المبلغ ، محمد وجميل عجزا عن الحصول على وظيفة ما تسد جوع طفل !!!..

اكتب وبالامانة دموعي على قميصي ، لن اخفي هذا ابدا ، فحالة كويران واعرف أن كثيرين مثله في طول البلاد وعرضها تقهرالروح وتدمي العينين ...اللعنة على الحرب …

الآن ولكي اخفف عن نفسي ، ساشرككم لعل وعسى وانا ادري الظروف كيف هي ، هذا هو رقمه 773983447 ورقم البيت 01613471, لأنني في ظرف الوجع هذا لم استطع فعل اكثر مما فعلت وهو لايغني من جوع ...ازعم انني في الظرف العادي كنت ادري كيف اتصرف ، الآن عجزت ، ولا أنشم نفسي معاذ الله …

هذا الرجل الكريم الذي اكتب هنا للمرة الثانية عنه وبدون أن استأذنه لانه لم يعد قادرا على الكلام ، وماذا سيقول غيردمعة تنحدرالى الهاويه واقع الحال القائم ، اقول أنه سيبيع بيته اضطرارا ….بقي في يده ثمة رنه تنبئ عن جهازلم تعد ارقامه واضحه ولا شاشته ...واقع الحال

حول الموقع

سام برس