سام برس
تنطلق اليوم الخميس السادس من ديسمبر2018م المشاورات اليمنية بين اطراف النزاع المتمثل في الحكومة الشرعية وجماعة انصار الله " الحوثيين" في السويد ، للتوصل الى عملية السلام ، وفقا للجهود الاممية التي يقودها المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة الى اليمن غريفث.

وسيتم مناقشة العديد من النقاط الهامة من بينها اطلاق الحوثيين 2000 معتقل واسير بينهم قادة عسكريين وامنيين كبار ، أمثال ناصر منصور هادي ومحمود الصبيحي ومحمد قحطان وفيصل رجب ، بالاضافة الى مئات الصحفيين والمثقفين والعلماء والجنود المحسوبين على الشرعية ، بالتزامن مع اطلاق الشرعية 1500 معتقلاً واسيراً تابعين لجماعة الحوثي تتويجا للمساعي الاممية وبالتنسيق مع الصليب الاحمر.

ويعتقد البعض ان وفد الحوثيين قد يسلم الحديدة والميناء تحت اشراف دولي بذريعة حسن النوايا واجراءات بناء الثقة والجوانب الانسانية وصرف الرواتب للخروج بماء الوجه ترجمة للاتفاق مع المبعوث الاممي الذي زار العاصمة صنعاء اكثر من مرة والتقى بالسيد عبد الملك الحوثي ورئيس المجلس السياسي مهدي المشاط ورئيس اللجان الشعبية محمد علي الحوثي ، الذين ابدوا استعدادهم للدخول في المفاوضات شرط ايقاف الحرب والقصف الجوي ورفع الحصار وفتح مطار صنعاء ، والالتزام بعدم اطلاق الصواريخ على السعودية والامارات.

ويرى خبراء في الجانب الانساني وسياسيون ان صفقة تبادل المعتقلين بين الطرفين بحسب القوائم المقدمة من الحوثيين والشرعية اغفلت الاف المعتقلين اليمنيين الذين يقبعون في السجون السرية والعلنية لدى الشرعية والحوثيين والحراك المتنوع في صنعاء وتعز ومارب وعدن وحضرموت والمهرة ولحج وغيرها ممن تم الزج بهم الى السجون دون ان يكونوا محسوبين على هذا الطرف او ذاك في اشارة الى قواعد احزاب اخرى ومواطنين مستقلين عبروا عن حرياتهم وسخطهم او طالبوا بمرتباتهم ووقف عمليات الاغتيال والاعتقال التعسفي في عدد من المناطق اليمنية.

واعتبر خبراء عسكريين وسياسيين ، ان اساس المشاورات بين اطراف النزاع في اليمن اليوم تتمثل في تسليم محافظة الحديدة وفي مقدمتها الميناء الذي يُرفد الخزينة بالمليارات الى جانب الموقع الاستراتيجي الهام لمحافظة الحديدة.

كما سيتطرق وفدي الشرعية والحوثيين الى البنك المركزي اليمني وتنظيم الية مالية وتجميع وصب الايرادت في بوتقه واحدة تتجلى في البنك المركزي في عدن ، وفقاً لضغوط الحكومة الشرعية ، ومحاولة الحوثيين اعادة البنك المركزي بصنعاء كما كان ، بالاضافة الى عملية الاشراف على الفروع والبنوك التجارية والعملة وانعاش الاقتصاد اليمني.

وابدى خبراء في الجانب الانساني بالامم المتحدة تفاؤلا كبيرا بالنجاح ، بينما سياسيون يرون ان المشاورات ستنجح في اطلاق بعض المعتقلين والاسرى .

ويرى حوثيون ان تسليم محافظة الحديدة وميناءها سيبؤ بالفشل ، كون القيادات الايدلوجية تعتبر التسليم خيانة لدماء الشهداء وهزيمة سياسية ، بينما يرى سياسيون محسوبين على انصار الله ان السلام المشرف هو صمام أمان للبقاء على الارض وامتصاص للضغوط الدولية .

ويرجح عدد من السياسيين المحسوبين على الحكومة الشرعية في حالة فشل المشاورات السياسية سيتم اللجؤ الى الخيار العسكري للسيطرة على الميناء ومحافظة الحديدة ، ورغم تلك التكهنات يظل ميدان المعارك هو المعيار الحقيقي للنصر او الهزيمة وللسلام والحرب.

الصورة ارشيفية

حول الموقع

سام برس