سام برس
في بيان للفلكي اليمني عدنان الشوافي "الخبير الدولي في الفيزياء الفلكية و الطاقة و المخاطر الصناعية" كشف فيه عن تفاصيل مفاهيم مختلفة للشتاء وحدد توقيت الإنقلاب الشتوى هذا العام الساعة 1:23 مطلع يوم الخميس 22 ديسمبر 2018 بحسب التوقيت المحلي لمدينة صنعاء (UTC+3)، ليبدا فصل الشتاء فلكيا (Astronomical Winter).

ويقول هذا المفهوم الفلكي ارتبط بحدوث أطول ليل على شمال الكرة الارضية و أقصر ليل جنوب الكرة الأرضية حول تاريخ الانقلاب الشتوي وعرف منذ القدم ببلوغ مدار الشمس(للراصد من الأرض) ادني إنخفاض لها نحو جنوب القبة السماوية ويتوافق ذلك عادة مع دخول الشمس برج الجدي ووصف حديثاً بتعامد اشعة الشمس على مدار الجدي ( 23.5 درجة جنوب خط الاستواء).

لذلك يعتبر الانقلاب الشتوي بهذا المفهوم الفلكي بداية فصل الشتاء لشمال الكرة الأرضية و بداية فصل الصيف لجنوب الكرة الأرضية، ويستمر هذا العام لنحو 88 يوم و 23 ساعة و35 دقيقة حتى الاعتدال الربيعي وتعامد أشعة الشمس على الاستواء الساعة 00:58 مطلع الخميس 21 مارس 2019 بتوقيت مدينة صنعاء.

الجدير ذكره قد نجد إختلاف كبير جداً حول بداية الشتاء فنحن لا نعتبره اختلاف وانما خلط بين المفاهيم المختلفة و عدم تمييز مفهوم فصل الشتاء الفلكي و موسم/ فصل الشتاء الأرصادي (Meteorological winter) أو ما يوصف أحيانا بالشتاء المناخي (Climatologist Winter) .

فقد نجد الكتاب المدرسي وكتب أخرى تحدد الشتاء حول الفترة من 22 ديسمبر حتى 21 مارس بينما ممكن نجد فعاليات أو كتب او مقالات أخرى تحدد بداية الشتاء في نوفمبر أو اكتوبر يأتي الإختلاف نتيجة الخلط بين المفهوم الفلكي و الارصادي الذي يرتبط بالطقس وسجلات درجة الحرارة، لذلك الحضارات حديثا ومنذ القدم اختلفت كثيراً في تحديد بداية الفصول/ المواسم بالمفهوم الأرصادي لاختلاف طبيعة الطقس بشكل متباين فالمناطق الاستوائية تمر بفصلين/موسمين هما الموسم الجاف و الموسم الرطب، والبعض قسمها إلى ثلاثة فصول/ مواسم هي الشتاء و الرياح الموسمية والصيف، وهناك مناطق أخرى تقسم السنة الى سته فصول، من اعتمد اربعة فصول اختلاف قليلا في توقيتها مع الفصول فلكيا، كما ارتبط التقسيم الارصادي لدى البعض بطقوس دينية و احتفالات و كرنفلات لذلك تحديد الفصول بالنهج الارصادي متشعب كثيرا و يختلف من منطقة الى أخرى حول العالم.

هناك تقسيم للفصول / المواسم ارصادي إعتبر الانقلاب الشتوي منتصف الشتاء باعتباره نقطة تحول الشمس من الانخفاض جنوبا الى الإرتفاع شمالا، و البعض يعتقد ان بداية ارتفاع الشمس نحو الشمال في 22 ديسمبر يتزامن معها توقف إنخفاض درجات الحرارة عند أدنى مستوى لها ويبدأ تراجع وتحسن فوري في درجات الحرارة خلال الأيام اللاحقة لما يسمى شعبيا بأيام الوقوف للشمس، نوضح أن ذلك غير دقيق تماما لأن هناك تداخل في الفصول ممكن أن تصل إلى 20 يوم او تزيد احيانا وتخلف من فصل الى آخر ومن المناطق الاستوائية عن المدارية، وهذا ما يعرف بظاهرة التأخر الحراري (Thermal Lag).

فالشتاء الأرصادي يحضى بمتابعة وتوثيق لسجلات الطقس ودرجات الحرارة فمثلا شبكة الطقس العالمية (ويذر نيتورك) تهتم بمتابعة ورصد درجة الحرارة و تشكل الجليد وتحضى بمتابعة واسعة في كندا و أمريكا و بريطانيا و دول أخرى كانت قد أعلنت في 30 نوفمبر الماضي الاحتفال ببداية الشتاء الأرصادي من 1 ديسمبر 2018 حتى 28 فبراير 2019 ولكنهم يصفون الشتاء بفهومه الأرصادي ولا يعني ذلك الغاء مفهوم الشتاء بالمفوم الفلكي.
وفقاً لناسا (NASA) "يعد فصل الشتاء في الأرصاد الجوية تحديداً لموسم الشتاء استناداً إلى أنماط الطقس المعقولة لأغراض حفظ السجلات، وهذا يعني أن فصل الشتاء الجوي يحدث عندما تحدث الثلوج والجليد، حتى قبل أن يصل فصل الشتاء الفلكي في 21 ديسمبر، الذي يعتمد على موقع الأرض في مدارها حول الشمس".

وفقاً لمركز (NCEI) التابع للادارة الوطنية (الامريكية) للغلاف الجوي و المحيطات "علماء الأرصاد الجوية وعلماء المناخ يحددون المواسم بشكل مختلف عن الربيع أو الخريف "العادي" أو الفلكي ، يعود السبب في ذلك إلى أن الفصول الفلكية تعتمد على موقع الأرض بالنسبة للشمس، في حين تستند مواسم الأرصاد الجوية إلى دورة درجة الحرارة السنوية".

لذلك بعض الدول تعدل توقيتها في الانقلاب الشتوي بالمفهوم الفلكي حول 22 ديسمبر بينما البعض تعدل التوقيت أو دوام الموظفين وفقا للمفهوم الأرصادي بما يتناسب مع سجلات درجة الحرارة وطول النهار الخاصة بها وهذا لا يعني اختلاف بقدر ما يعني خلط بين المفاهيم

حول الموقع

سام برس