سام برس
في مشهد صادم ومؤلم وعبودية بلاحدود ، اقدم رجل اماراتي فاقد للقيم الانسانية ومنزوع الرحمة الى احتجاز وتقييد حرية عمال " هنود" من خلال وضعهم في قفص حديدي كالحيوانات ، وارغامهم على تشجيع منتخب الامارات ضد بلدهم " الهند" يوم الخميس في كأس اسيا 2019م ، بصورة استفزت مشاعر العالم الذي يتباهى بالحرية في القرن الـ 21 بينما يمارس بعض الوحوش العبودي واسترقاق الناس.

حيث كشف حساب يحمل اسم تركي الشلهوب في تويتر وعدد من المغردين العرب بطرح فيديو للواقعة المريرة والتسلط الانساني والنزوة الحيوانية لرجل " اماراتي" يرتدي الزي الشعبي وبيده عصا بجوار شبك حديدي بداخلة عدد من العمال الهنود يلقنهم جبراً وعكس حريتهم بعض الكلمات التي تهدف الى تشجيع منتخب الامارات ضد منتخب بلدهم الهند .

وظهر الرجل الاماراتي وهو يستعرض متغطرساً بقوله : " الهند كانت فايزة على تايلاند ، وان شاء الله اليوم " الامارات يفوز"..مخاطباً المحتجزين بالعصاء .

وقال : انتم هنا على شان ماتروحوا تشجعوا احداً ,, ثم يسأل الرجل الاماراتي المريض ، المحتجزين : تشجعون انتم من .. يجيب العمال الهنود " هنديا" ثم يكرر عليهم تشجعوا انتم من يؤكدوا " انديا" .. ثم يقول لهم مايستوي .. انتم عايشين هنا ولازم تشجعوا هنا " الامارات" .. ثم يسال تشجعو من هوه يردو " كويت " ثم الامارات .. ويقول في الاخير ذلحين انا باطلعكم ويفتح الشبك الحديدي ويتم اخراج العمال الهنود من وسطه كالنعاج أو أثوار اسبانيا مع الاسف الشديد .

تقييد حرية الهنود او غيرهم من العمالة الاجنبية يمثل قمة العبودية وليست القصة مقصورة على التعصب الكروي كما يزعم البعض أو الانتقاد للامارات لاهواء شخصية ، وانما الكثير من المظالم والاخطاء الفادحة ترتكب في منازل بعض الخليجيين والشركات والمؤسسات الرسمية والقطاع الخاص.. الذين حولوا الانسان الضعيف والمحتاج الى ضحايا مقابل لقمة العيش.

والغريب ان هذه الجريمة النكراء ، الغريبة على المجتمعات العربية والاسلامية ان الجهات المختصة لم تقوم بإعتقال الشخص المعتوه والرجل المريض الذي صادر حرية اعمال الهنود ، والاغرب من ذلك ان شرطة الشارقة الإماراتية ألقت القبض على الأشخاص الذين قاموا بتصوير وتداول فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي ، بحسب البيان التحذيري الذي أصدرته ، قائلة : "‫تعقيبا على بعض الفيديوهات المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تعكس صورة من صور التعصب الكروي غير المقبول، تؤكد القيادة العامة لشرطة الشارقة أنه قد تم الوصول لمن قام بتصوير ونشر تلك الفيديوهات".

وأضاف البيان إن الفيديوهات "تتعارض مع القوانين المعمول بها في دولة الإمارات العربية المتحدة وأحالتهم للنيابة العامة لمتابعة التحقيق معهم، من منطلق أن تلك التصرفات لا تمثل العادات والتقاليد التي تربى عليها أبناء دولة الإمارات، وإن كانت على سبيل المزاح".

وكان من المفروض ان يبادر ولي عهد الاماراتي ووزير العدال والنائب العام والشرطة الاماراتية الى حجز الاماراتي الذي قيد حرية العمال الهنود واساء لنفسه وللامارات وللانسانية والتحقيق معه تحقيقاً للعدالة ليكون عبره للاخرين ، وليس اصدار بيان لاعتقال الشاهد الذي صور الواقعة الخطيرة والمهينة.

ومن المؤسف ان الدبلوماسية الهندية ورجال السياسة لم يسمع لهم صوت أو ادانه رسمية للدفاع عن ابنائهم ورعاياهم حتى المنظمات الانسانية الدولية لم تحرك ساكناً ، رغم ان العمال الهنود يرفدون خزينة الهند بالمليارات من الضرائب ويسهمون في بناء وتنمية بلدهم؟

حول الموقع

سام برس