سام برس
تولي معظم الدراسات التي تتناول قضية فلسطين و"إسرائيل" عادةً، الأهمية القصوى للخلفيات التاريخية والقدرات العسكرية والحركة السياسية لأطراف الصراع، وقلما نجد دراسة تتناول حالة التقدم العلمي والابتكار لدى "إسرائيل" بالرغم من كونهما عنصرين مهمّين من عناصر قوتها.

لذلك بادر مركز الزيتونة إلى تسليط الضوء في العدد (82) من سلسلة ترجمات الزيتونة على المدى الذي وصلت إليه "إسرائيل" في مجال الابتكار وسلسلة الكتل والذكاء الاصطناعي، ومكانتها بالنسبة للدول الأخرى.

إذ نجد أن "إسرائيل" تتصدر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في تقرير التنافسية العالمي 2018، بحصولها على الترتيب 20 عالمياً.

كما أنها أصبحت تُعدُّ واحدة من أهم مراكز الابتكار في العالم نظراً لوجود نظام بيئي قوي جداً للابتكار (المرتبة 10 عالمياً)، وهي الأعلى إنفاقاً في مؤشر "البحث والتطوير"، بحيث تنفق 4.3% من إجمالي الناتج المحلي.

وقد استطاعت "إسرائيل" أن تكون حاضنة لشركات المرحلة المبكرة، وذلك نظراً لتمتعها، ومنذ فترة طويلة، بخلفية في مجال الأمن السيبراني، والتقدم العسكري، والاستثمار الحكومي في التكنولوجيا.

وبالتالي، كانت سلسلة الكتل موجودة في الأفق الإسرائيلي منذ الأيام الأولى لهذه التكنولوجيا.

فقد أعلنت جمعية سلسلة الكتل الإسرائيلية أن عدد الشركات الناشئة المتخصصة بسلسلة الكتل قد تضاعف ثلاث مرات في 2018، ليصل العدد الكلّي إلى 200 شركة ناشئة، مما يمنح البلاد صفة متقدمة في هذا المجال.

أما بالنسبة للنظام البيئي للشركات الناشئة المتخصصة بالذكاء الاصطناعي في "إسرائيل"، فقد جمع أكثر من 7.5 مليارات دولار بشكل تراكمي، وهو يشهد حالياً نمواً هائلاً يتسم بتدفق كبير للمؤسسات والمواهب (إذ إنها تحوي 3,935 مطوِّر، ومهندس، وعلماء بيانات)، كما يوجد أكثر من 950 شركة ناشئة نشيطة تستعمل أو تطوّر الذكاء الاصطناعي.

وقد نشر مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات على موقعه العربي هذه الترجمة تحت عنوان "الابتكار وسلسلة الكتل والذكاء الاصطناعي في "إسرائيل""، حيث وفرها للتحميل المجاني. وتكمن أهميتها في كونها من الأدبيات القليلة باللغة العربية، التي تنشر بالأرقام المحدثّة، ولغاية أواخر سنة 2018، ما وصلت إليه "إسرائيل" من تطور في مجالات الابتكار وسلسلة الكتل والذكاء الاصطناعي، ومن مصادر عالمية متخصصة كموقع فوربزForbes، والمنتدى الاقتصادي العالمي World Economic Forum، وموقع شركة كونسنسيس ConsenSys، وموقع هاكرنون hackernoon، وغيرها.

ويحاول مركز الزيتونة من خلالها أن يرصد حالة التطور التي وصل إليها المشروع الصهيوني في فلسطين المحتلة في أحد أبرز المجالات العلمية والتكنولوجية. وهي تندرج في إطار ضرورة المعرفة الصحيحة والموضوعية للعدو.

ولا ينبغي أن يُفهم منها ترهيب بإمكاناته، ولا إحباط للقوى التي تواجه هذا المشروع. إذ إن معرفة الحقائق والتعامل المنهجي معها هو من أبرز العناصر لتعبئة طاقات الأمة وتوجيهها وتحديد أولوياتها؛ وهي بالتالي عنصر أساسي في نجاح المواجهة مع المشروع الصهيوني.

حول الموقع

سام برس