سام برس/ تونس / شمس الدين العوني
البورتريه.. ليظل الوجه حاملا للأحوال و ممكناتها ..و حاضنا للأحداث و التواريخ..
شمس الدين العوني

ماذا يقول الكائن لدواخله و هي تسافر مع الحلم نشدانا و أغنية و تقصدا للأعالي حيث الكلمات بمثابة ألوان تسيل مثل مياه الزينة ..ها هي الفسحة المفتوحة على الدهشة تأخذ الطفل الى نيران حيرته و هو يسافر ملقيا بنظره تجاه العناصر و التفاصيل و الأشياء ليقول شيئا من عنفوان ذاته المتشظية في المكان ..و المكان هنا أمكنة يلونها الكائن يبثها حنانه و ألفته و بعض نواحه الخافت ..و الفن بالنهاية هو هذا الشجن الكامن في ذات الانسان ..

وجوه و حالات تخيرتها الفنانة الطفلة المفعمة بالحلم ..سافرت منها و بها الى عوالم التلوين في ضرب من القول بالبورتريه كدلالة جمالية حمالة عبارات و حنين و حلم ..
أمينة بالطيب فنانة تشكيلية تعددت معارضها الفنية منها الجماعية و الفردية بعدد من فضاءات تونس المعدة للمعارض و آخرها هذا المعرض الخاص برواق علي القرماسي بنهج شارل ديقول بالعاصمة و التابع لوزارة الثقافة.
ضمن عنوان " جسد و روح " يضم المعرض حوالي 30 لوحة بين البورتريه و المشاهد الأخرى عبر الأكواريل و التقنية المزدوجة تحلت بها جدران الرواق لتشير الى عدد من الأسماء و العناوين في الحياة الفنية و الثقافية و السياسية لتبرز لوحة الشاعر الراحل أبي القاسم الشابي بالملامح التي أتقنت فنونها و دقائقها الرسامة بالطيب حيث الزائر للمعرض يقف مأخوذا باللوحة اللوعة التي اختصرت ملامح حياة و تجربة الشابي الشاعر و الناثر..ألوان متخيرة و خبرة فنية لفنانة سعت بأعمالها و خاصة في معارضها الأخيرة الى التأكيد على حسها الفني ..

أبو القاسم الشابي و لوحات أخرى للحبيب بورقيبة و شكري بلعيد ومحمد البراهمي و نورالدين صمود ومنصف المزغني ..ألوان مختلفة و ملائمة لتخير الفنانة أمينة بالطيب من حيث تفاصيل الملامح و تقاسيم الوجوه ..و لوحات لنساء غاية في العبارة حيث الفنانة في دقتها بما يحيل على الحالة و عنصر الزمن و بذلك تبرز التجاعيد و طبيعة النظرات في ضروب من القول بالمرأة بين مراحل مختلفة من العمر.. الأنثى الطفلة و هي حذو النافذة و المرأة المسنة على الكرسي و في كل ذلك بلاغة تشكيلية تبرز حيزا من شجن و أحوال الكائن..

المعرض قدم للفنانة أمينة حالات و شخصيات و لكن بالنهاية قدمها هي في أحاسيسها و هي ترى الآخرين لتقولهم بذائقتها من ذلك لوحة " في ضوء القميرة و نورها " ....و ما الى ذلك..
وجوه مختلفة لنساء بين الواقع و الخيال في جانب من رحلة الفنانة و هي تحاور الأكواريل و التقنية المزدوجة و تذهب عميقا الى ممكناته الجمالية و هي لا تلوي على غير القول بالفن كملاذ ابداعي في كون معولم و عالم متغير و مربك يظل معه الوجه حاملا للأحوال و ممكناتها ..و حاضنا للأحداث و التواريخ..
معرض " جسد و روح " ...معرض أخر ضمن سياقات التجربة الفنية للرسامة أمينة بالطيب و هو متواصل الى غاية يوم 10 فيفري المقبل.

حول الموقع

سام برس