سام برس/ تونس / شمس الدين العوني
فنون الآداء للسفر بالبصر و البصيرة لفهم الذات في المجتمع و الاصغاء بالعيون و الاحساس ..

هي لعبة باذخة وفق النظر بعين القلب من قبل فنانة تسعى للسفر في دروب المغامرة للقول بالفن كمجال لتحريك السواكن و قتل الرتابة و الارباك الموحي بالديناميكية في مجتمع يعيش تحولات2..

نعم هي فكرة الفن في احتفائه المخصوص بالمكان و الزمان و ما بينهما جامعا و راويا و ساردا للتفاصيل بين الحلم و النوستالجيا و المعرفة و الجدل ..نعم..هكذا..للأمكنة عطورها الباذخة و ذاكرتها المثلى و لذلك فالمكان مكانة ..و للكائن أن يفتح كلمات و طقوس الوصل مع المكان باعتباره حاضن حياة و ألوان و ينابيع..و الفنان هذا المسافر في الخيال و التخييل بوسعه المثول أمام هكذا حلم نحتا للذات و تثمينا للعلو و من هنا كانت الفكرة..بني خلاد مجال شاسع للقول بالتذكر و الحلم و الخيال و هو كمكان يمنح الناس شيئا من حالات الوجد و النشيد المبثوث في التواريخ و الذاكرة من ألق و تجليات في المظهر و السلوك و القيم و العلاقات و بالنهاية في موروث ثري و حاضر حالم فمن يقتحم عوالمه..

فعلا كانت المبادرة و كان الاقتحام الجريء من قبل فنانة تشكيلية حالمة هي يسر محمود شاشية التي قضت السنوات و هي تحلم بعناق ثقافي فني ابداعي تجاه المكان ..بني خلاد مسقط الرأس و حاضن الطفولة و حكايات الجدة.. و قد حققت قدرا مهما من هذا الحلم في الأهمال التي تنفذها منذ سنوات..و في المكان حكايات جمة..لذلك كان لا بد من زيارة الفعالية...في هذه الأيام من مارس الذي له في ذاكرتنا الشعبية و موروثنا الثقافي الكثير..و عشية يوم الثلاثاء 19 مارس و بساحة الثورة بمدينة بني خلاد الجميلة..و بحضور جمهور من أبناء المكان كانت المتابعة الاستثنائية للحدث من حيث السؤال الذي تردد من قبل الجميع تقريبا و هو ( ماذا ستفعل هذه المرأة..

و ماذا ستقدم بكل هذه الأشياء التي جلبتها معها من قوارص و رمال و اوان و عصارت...)...أسئلة أفضت الى انتظارات مشوقة كانت العنصر المهم في هذا العما الفني القياسي ضمن فنون الأداء و البرفورمانس باعتبارها فنانة تشكيلية و باحثة و جامعية تدرس الطلبة و أكثر من ذالك مكتوية بأسئلة الفن الحارقة و لها المسيرة المحترمة من المعارض الفردية و الجماعية فضلا عن مشاركاتها الأكاديمية و الفكرية في المنتديات المعنية بالفنون البصرية و الجماليات..سيرة زاخرة بالعطاء و الى جانب بعثها لجمعية ترأسها و هي جمعية نيارة التي قدمت بها و من خلالها أعمالا في هذا المبحث الجمالي الفني الذي يشتغل ضمن الاهتمامات المذكورة و في مجال ثراء المدينة..بني خلاد مدينتها ..العمل بعنوان " ترى -ب-العين القارص فى. مارس " ..و من ذلك ما تقوله الفنانة عن العنل "..مارس هذا ماكتبه القارص حتى نرى بالعين التى قد تحرقها حموضته ..... عرض قياسى قدم بساحة الثورة والفنون ببنى خلاد قبل يوم من عيد الاستقلال..بما أن بلادى ومسقط رأسى بنى خلاد معروفة بانتاج القوارص ، وبما أن للقوارص مزايا صحية وجمالية ..نشير أيضا الى مواكبة الأطفال لهذا العمل و منهم الطفل أحمد الذي رسم الحدث بطريقته الفنية و هو الموهوب..

"الفنان حمادى لوحيشى مواكب هذه التجربة كتب نصا عن العمل منه ".... تحاول الفنانة السفر بأبصارنا و بصيرتنا الى فهم الذات في المجتمع و الدعوة الى الاصغاء الى ذواتنا بفتح العيون و الاحساس و الادراك و رؤية الجميل بالذات عوض الأشياء الجميلة و الأشياء العادية....

المرايا ..القوارص ..الرمل ..القشور..العيون ..الأجساد..مواد اجتمعت أو أدت من خلالها الفنانة دعوتنا الى تقاسم التجربة بفتح ابصارنا و عيش لحظات القلق و المعاناة بيسرها و عسرها و خصوبتها التي تحملها الفنانة...نعيش تجربة الكشف و الاكتشاف التي تبرز أهمية الفنان بما هو فاعل اجتماعي و ثقافي و لعل مثل هذه المبادرات المكتملة و غير المكتملة تخرج المدينة من صمتها ..."..

عمل فني مفتوح على القراءات و التأويل تنجزه فنانة تسعى للسفر في دروب المغامرة للقول بالفن كمجال لتحريك السواكن و قتل الرتابة و الارباك الموحي بالديناميكية في مجتمع يعيش تحولات و يحلم كغيره من الشعوب ..و الفن هو بالنهاية هذا السؤال و ما يحف به من تلوينات فادحة في جمالياتها و آفاق تلقيها و انتظاراتها..

حول الموقع

سام برس