سام برس/ تونس / شمس الدين العوني
*توصيات لمزيد العناية بالفنان التشكيلي التونسي عبر حضوره و ايجاد أروقة للعروض بالجهات ..
عدد من التوصيات اتصل جلها بالعناية بالفنان التشكيلي التونسي و حقوقه و حضوره و كسر الطوق عنه بخصوص المعارض و الحضور بالعاصمة فضلا عن ايجاد أروقة للعروض بالجهات تستجيب للمواصفات المطلوبة و اشراك الفنانين في المجالس الجهوية بالجهات و المحليات ليكون الجانب الجمالي حاضرا في المشاريع المعمارية و المتعلقة بالمنشآت و التجهيز...
توصيات تنضاف للمطالبة بمتاحف جهوية تحفظ أعمال المهرجانات التشكيلية بالجهات فضلا عن المتحف الأم الذي هو مطلب من سنوات على النطاق الوطني..هذا ما جاء على اثر المداخلات المتعددة بندوة اليومين بدار الثقافة علي الدوعاجي بحمام سوسة بادارة الأستاذ فتحي قلص..
وضمن أنشطتها الفنية و الثقافية المتصلة بالفنون التشكيلية نظمت هذه الفعالية الرّابطة التّونسيّة للفنون التّشكيليّة FTAP بالتّعاون مع مندوبيّة الشؤون الثقافيّة بسوسة و هي النّدوة السّنويّة التّاسعة التي كانت وفق عنوان لافت و هو " الفنُون في أُطُرٍ لامركزيّة..أيّ حضور للفنّان التّشكيلي التّونسي خارج العاصمة؟..." و ذلك بمدينة حمّام سوسة خلال يومي السبت و الأحد 30 و31 مارس الجاري و فيها تم تقديم عدد من الجلسات النقدية و الحوارية و تم الافتتاح يوم السّبت 30 مارس 2019 بكلمة مدير دارالثقافة علي الدوعاجي الأستاذ فتحي قلص ثم كلمة الأمينة العامّة للرّابطة التّونسيّة للفنون التّشكيليّة الفنانة وصال بن سليمان العربي التي شكرت الضيوف و المحاضرين مشيرة الى أهمية الجانب الدراسي و النقدي في تطوير الحياة الفنية و المشهد التشكيلي الوطني .
و تعددت الجلسات الدراسية و قد تلاها نقاش ثري و متنوع الأسئلة و الهموم التي تشغل بال التشكيليين على اختلاف رؤاهم و تجاربهم و تياراتهم.الجلسة الأولى، برئاسة الأستاذ د.
محمّد البعتي و قدمت فيها مداخلة الأستاذة د. كريمة بن سعد عن الفنّ التشكيلي في الجهات: زئبقية اللّا مركزية..ثم مداخلة الأستاذ د. سليم الخياري عن لامركزيّة الفنون التشكيليّة، الواقع والآفاق و بعدها مداخلة الأستاذة وصال بن سليمان العربي عن تظاهرات الفنون التشكيليّة ومعضلة الإعلام والاتّصال و قدم الفنان فريد العرفاوي مداخلة عن جاذبيّة العاصمة: معضلة الفنون التشكيليّة التّونسيّة و يشفع ذلك بنقاش ومواقف ومقترحات .و بعد استراحة انتظمت الجلسة الثانية، برئاسة الأستاذ د. حافظ الجديدي و فيها مداخلة الأستاذ د. الشاذلي اللّومي عن ستراتيجيّات العروض الفنيّة المعاصرة في عصر الجماهير ببعض المدن الأوروبيّة و مداخلة الأستاذ إبراهيم العزابي عن أيّ دور لملتقيات الفنون التشكيليّة وتنظيماتها الجمعياتيّة بالجهات (المحرس وأخواتها) ؟..و مداخلة الأستاذ د. حسين التّليلي "في اللاّمركزيّة الثقافيّة وتجربتي في قفصة و مدخلة الأستاذ د. عبد الكريم كريّم بعنوان التّشكيلي في حضرة السّياسي: أيّ شرعية لخطاب اللاّمركزية؟ اثر ذلك كان هناك نقاش ومواقف ومقترحات و في الساعة 18.00تم افتتاح معرض "عبق الأرض"III بدار الثقافة حمّام سوسة.ويوم الأحد 31 مارس 2019 انتظمت الجلسة الثالثة برئاسة الأستاذ الهاشمي الخلاّدي و فيها مداخلة الأستاذ د. حافظ الجديدي Enjeux de création, stratégies culturelles et lieux d’exposition :
Quelles chances pour la décentralisation de l’Art و مداخلة الأستاذ د. النّاصر بالشيخ بعنوان"تجربتي في صفاقس" و مداخلة الأستاذ د. خالد عبيدة "تجربة "رقش" بسليانة ومدن أخرى و مداخلة الأستاذ د. محمّد البعتي "تجربة المهرجان الدّولي للفنون التشكيليّة بالشابّة ثم كان المجال لفسحة نقاش ومواقف ومقترحات و بعد ذلك استراحة لتنطلق الجلسة الرّابعة برئاسة الأستاذ د. خالد عبيدة و قدمت خلالها مداخلة الأستاذ عبد الرّزاق حمّودة بعنوان "تجربة الملتقى الدّولي للخط العربي بحوش خريّف بقابس"
و مداخلة الأستاذ د. عبد اللّطيف الرّمضاني عن "تجربة جمعيّة الفنون التشكيليّة بالقيروان " و مداخلة الشاعر و الاعلامي شمس الدّين العوني عن "تجربتي الثقافيّة مع أصدقائي الفنّانين في تظاهرات الجهات" و مداخلة الأستاذ خليل قويعة بعنوان "لعبة الهامش والمركز وأثرها في كتابة تاريخ الفنّ" وتلا كل ذلك نقاش ومواقف ومقترحات واختتام هذه الندوة .
و من خلال هذا الموضوع الهام المتصل بالفنون التشكيلية و تجارب المحاضرين و مقدمي المداخلات كان النقاش ثريا بما يمكن أن يعود على المشهد الفني التشكيلي التونسي بالفائدة من حيث طرح الأسئلة و القضايا ذات الصلة بمحور الندوة والعناية بالفنان التشكيلي التونسي و حقوقه و حضوره و كسر الطوق عنه بخصوص المعارض و الحضور بالعاصمة فضلا عن ايجاد أروقة للعروض بالجهات..ندوة تاسعة و مقترحات و تظل أحلام الفنان بانتظار التحقيق بقصد الارتقاء و التحليق بالفن التشكيلي التونسي في الفضاءين الوطني و الكوني و لكن المحليات و الجهات مهمة فالعالم ينطلق من القرية .
