سام برس
تحليل / احمد الشاوش

اعلنت الولايات المتحدة الامريكية حربها ضد جمهورية ايران الاسلامية بدءاً بفرض العقوبات الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية و احكام الحصار ، ومروراً ، بإبحار البارجة الامريكية لنكولن عبر قناة السويس في اتجاهها الى منطقة الخليج ومن ثم وصول طائرات B52 الى قاعدة العديد في دولة قطر.

ما يؤكد أن واشنطن تدق طبول الحرب والمواجهة مع إيران او على الارجح شن ضربات خاطفة في مراكز القيادة الايرانية التابعة للحرس الثوري وعدد من المنشأت العسكرية والنووية المهمة ، تحت ذريعة الحصول على معلومات استخباراتية تشير إلى وضع إيران خطة للهجوم على القوات الأمريكية بالعراق وسوريا ، وتهديد ايران لدول الخليج التي تقع تحت حمايةواشنطن وتهديدات الحرس الثوري بإغلاق مضيق هرمز وحماية مصالح العم سام بالمنطقة ، لاسيما بعد ان هدد رئيس هيئة الأركان الإيراني الجنرال محمد باقري بإغلاق مضيق هرمز، الممر المائي الحيوي لشحنات النفط العالمية.

كما ان الوقائع على الارض تشير الى ان دول الخليج بقيادة السعودية والامارات باتت أكثر قلقاً واضطراباً وتشعر بالخوف المبرر وغير المبرر من تحركات طهران وأدواتها بالمنطقة التي ترى فيها تهديداً للانظمة وامنها واستقرارها، ماجعلها ضحية لتجار الحروب من الامريكيين والاوروبيين ، ودفعها الى تسخير كافة الامكانيات المادية السياسية والدبلوماسية والبشرية والجغرافية والاعلامية لثني إيران عن تحقيق طموحاتها واطماعها وارباكها وكسر شوكتها بعد ان أصبحت لاعب أساسي في منطقة الشرق الاوسط يشار له بالبنان ، بتواجدها الملفت في العراق وسوريا ولبنان واليمن وعلاقاتها مع عدوها اللدود " قطر" وشيطنة سلطنة عمان البراغماتية التي ماتزال سراً غامضاً أمام هذه التطورات الرهيبة ، بينما تتهم ايران السعودية والامارات وتركيا وقطر بالتورط في دعم وتمويل التطرف والارهاب في سوريا والعراق ولبنان وافغانستان لاضعافها.

ويرى خبراء عسكريون ومتخصصون ان وصول طائرات B52 الى العاصمة القطرية الدوحة التي تربطها علاقات استراتيجية وأمنية واتفاقية حماية مع ايران ، تضع الدوحة في الموقف الحرج لاسيما بعد أن أصبحت قطر بؤرة انطلاق لتهديد الامن القومي الايراني ،
"دون ارادتها" ،رُغم العلاقة الاستراتيجية بين طهران والدوحة لخوض الحرب المفتوحة ضد السعودية والامارات ، والعكس صحيح.

بينما الواقع يؤكد ان قاعدة العديد تحولت الى شبح كبير يهدد المصالح الايرانية والعربية في مقابل حماية النظام القطري ، وانه ربما تنطلق من هذه القاعدة او تقصف من داخل الاجواء القطرية أهدافاً ايرانية على غرار أستخدام الجيش الامريكي لقاعدة انجرليك التركية أثناء غزو العراق ، وكذلك البوارج الحربية من الاراضي السعودية.

وفي سياق ارتفاع ترمومتر التصريحات والحرب الباردة أكد نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج تيموثي ليندركينغ أن الولايات المتحدة وشركاءها في المنطقة مستعدون لمواجهة إيران ، في اشارة الى عملية الردع.

وقال في مقابلة تلفزيونية: "نحن نتدرب مع الحلفاء ونعمل معهم ونجهزهم منذ سنوات والكثير من هذه الدول شاركت معنا في الحرب في أفغانستان والعراق وفي أماكن أخرى وبالتأكيد من دون شك هم على استعداد لو وصلنا إلى ذلك".

هذه المؤشرات الخطيرة والتهديدات المتبادلة أدت الى حالة من الرعب في دول الخليج ودفعتها الى سرعة استنفار السلطات في الكويت وبقية الدول الى تامين المخزون الغذائي والمياه المعدنية والنفط لما يترتب على تلك الازمة الحادة من مخاطر قد تلقي بضلالها على منطقة الخليج ، لاسيما بعد ان أكد القادة الامريكيون أن الهدف من إرسال قوة هجومية أمريكية هو إرسال "رسالة إلى إيران وإلى الشركاء في الخليج أن الولايات المتحدة لن تتراجع".

بينما نراه في صحيفة " سام برس" الى ان التلويح الامريكي بالضربة القادمة ضد إيران هو نوع من استعراض العظلات ذات الدفع المسبق ، الهدف منه ترهيب إيران والضغط عليها للتوصل الى تسوية جديدة بخصوص المشروع النووي السلمي لايران الذي لم تتمرد طهران على بنوده حتى اللحظة ، ورسالة بعدم تجاوزها الخطوط الحمراء تحقيقاً لرغبات اسرائيل الذي تعهد رئيس حكومتها نتنياهو بعدم امتلاك ايران أي سلاح نووي أو سلمي ، حتى لو تم تدميره بنفس طريقة تدمير المفاعل النووي العراقي سابقاً.

ونعتقد من جهة اخرى ان تلويح الرئيس الامريكي بالضربة ماهو إلا إرضاء لتهدئة خواطر السعودية والامارات والاستمرار في مسلسل حلب وابتزاز تلك الدول والزامها بدفع الفاتورة الجديدة الباهظة التكاليف لانعاش الاقتصاد الامريكي وتشغيل البطالة وتفعيل مصانع السلاح مقابل تحريك البوارج والطائرات والجنود وغيره من الزوابع الامريكية.

لان مغامرة وتورط وحماقة وعنجهية ترامب بالحرب تعني "حرب الخليج الثالثة " التي ستحصد آلاف الجنود والخبراء الامريكيين والخليجيين وتزيل أنظمة وتدمر دول وتُحرق أبار النفط التي تُزود العالم بالطاقة وتحدث كارثة اقتصادية وانسانية وبيئية لامثيل لها في التاريخ الحديث كون الحرب في منطقة تقبع على برميل من النفط والباروت ، وأي احتكاك قد يولد الانفجار الذي لايُبقي ولاتذر.

حول الموقع

سام برس