سام برس
تحليل / احمد الشاوش

تنعقد اليوم الخميس في العاصمة المقدسة " مكة" ثلاث قمم عربية واسلامية وخليجية طارئة ، لمؤازرة السعودية في حربها ضد ايران وجماعة انصار الله الحوثيين ، بيمنا تم تغيب القضية الفلسطينية من هذا المؤتمر العالمي الذي حشدت له السعودية الدعم السياسي والدبلوماسي والمالي والاعلامي الكبير للخروج ببيان ختامي للقمة الثلاثية يصب في مصلحة المملكة ، وقبل هذا وذاك ربما تكون في مصلحة الصهيونية العالمية ، لاسيما بعد ان اثبتت القمم العربية فشلها الذريع طيلة السنوات العشر .

والغريب في الامر ان القضية الفلسطينية لم تكن حاضرة في قمة مكة الثلاثية التي دعى اليها الملك سلمان ، رؤساء وملوك وامراء وقيادات عربية واسلامية وخليجية ، رٌغم ان القضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحل التآمر الامريكي لاقامة اسرائيلي الكبرى ، وان عدد من الدول العربية تسير في سيناريو تصفية القضية الفلسطينية والتسويق لـ " صفقة القرن" المشؤومة.

ويرى خبراء سياسيون ان قمة مكة التي بدأ حجاج السياسة وهواة الولائم وتجار الحروب والشنطة المستفيدون من الرياض يتوافدون الى أطهر بقاع الارض من باب المجاملة وتسجيل المواقف وكسب ود القيادة السعودية التي تعتبر نفسها ومصر جناحي الشرق الاوسط ، بينما في حقيقة الامر ان اسرائيل هي جوكر الشرق الاوسط الجديد الذي سيتصدى لمشاريعها الرخيصة الشعب الفلسطيني.

كما يعتقد الكثير من الخبراءان القمة تأتي في وقت تشتعل فيه الصراع بين طهران والرياض والامارات والمنامة من جهة والخلافات الخليجية مع دولة قطر من جهة اخرى وتوتر العلاقات السعودية العمانية والتركية
والمغربية، ما يؤكد ان الهوة كبيرة وان قمة مكة قد لاتحقق طموحات وآمال المملكة العربية السعودية رغم الحشد الكبير وتبادل التهاني والاحضان والتصريحات .

كما ان مقالة الاستاذ عبدالباري عطوان اليوم التي يعتقد فيها ان مواجهة ايران لا تحتاج الى ثلاث قمم، وفي المدينة المقدسة، لان هذه المسألة خلافية، ولا تحظى بأي اجماع، او حتى شبه اجماع إسلامي، او عربي، او حتى خليجي، ولذلك فإن معظم المشاركين فيها يشدون الرحال الى المدينة المقدسة، مجاملة للدولة الداعية، لا اكثر ولا اقل، ويظهرون ما لا يبطنون من مواقف واراء.

وقال ان فكرة القمم العربية قامت أساسا من اجل فلسطين، او التحرير وحماية مقدساتها تحت الاحتلال من كل اعمال الحرق والتهويد، ولمواجهة الاغتصاب الإسرائيلي لها.

وأكدان التوتر الراهن المتصاعد في منطقة الخليج العربي يعود في الأساس الى رغبة الإدارة الامريكية الحالية في ممارسة كل الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية الممكنة من اجل اجبار ايران للتخلي عن كل طموحاتها النووية، ووقف تجاربها الصاروخية الباليستية للحفاظ على التفوق العسكري الإسرائيلي، وإبقاء إسرائيل دولة نووية
وحيدة، ومتفوقة، تهدد جميع جيرانها في منطقة الشرق الأوسط، وتكرس احتلالها للأراضي العربية ومقدساتها.

وشدد على ان إدارة الرئيس ترامب التي باتت خاضعة بالكامل لسطوة النفوذ الإسرائيلي ومخططاته، تريد تغيير النظام في طهران، سواء دفعة واحدة من خلال هجوم عسكري، او على مراحل من خلال حصار اقتصادي خانق يؤدي الى ثورة شعبية داخلية تطيح به، ولا نعتقد ان هناك مصلحة إسلامية او عربية او خليجية، لتبني مثل هذه المخططات، او المشاركة العملية فيها طالما ان المستفيد الأكبر منها هي دولة الاحتلال الإسرائيلي.

ورغم تلك الخلافات والدعوات والتصريحات المتباينة والشفافة والهلامية إلا اننا نأمل ان تكون القضية الفلسطينية في صلب قمم مكة وان تسود روح التسامح والتفاهم والاخوة بين الاشقاء العرب وان يغلبوا لغة العقل والحكمة والمصالح العليا لاوطانهم في صراعهم مع ايران واذرعها بالمنطقة بعيداً عن لغة القوة والحماقة وبما يجنب بلدانهم شبح الحرب.

حول الموقع

سام برس