سام برس
في الطب الذي تحول في بلادنا على وجه الخصوص إلى مذبحة للإنسانية..أستطيع أن أتحدث عن الجانب الآخر الغير مظلم..

وأقول أن الدنيا مازالت بخير..وهناك كثير من الأطباء يتمتعون بصحة كاملة في المشاعر والأحاسيس الإنسانية..

وليس لديهم أعراضاً واضحة سابقة أو لاحقة في الحالات المستعصية المرتبطة بموت الضمير..وانعدام الأمانة..وفقدان حاسة الشعور بالآخرين..وعدم المبالاة بمعاناة الناس..

لكنهم ليسوا أكثر من الأطباء المحسوبين على مهنة الطب بالغلط..!!

# ولأني لست في حسبة (عد) ولا (فرز) سأكتفي بأن أذكر نموذجاً مشرفاً لمهنة الطب..وللإنسانية في معانيها النبيلة وأخلاقها السامية..وهو الطبيب الإنسان والجراح الماهر الدكتور فضل المهتدي رئيس قسم الجراحة بمستشفى العلوم والتكنولوجيا..فغير أنه متفوق وبارع ومميز في تخصصه (الجراحه)..

هو في الجانب الأهم (إنسان) يتعامل مع المرضى بنبل وأخلاق..وأكثر ما يميزه أنه فاضل الأخلاق ونبيل الإحساس..وقريب جداً من ذوي الظروف الصعبة ولا يتأخر في أي شيء مرتبط بإنسانية التجاوب والتواصل والتعامل التي هي أساس مهنة الطب..!



الدكتور فضل المهتدي..عرفته في مواقف عديدة سابقة..وكم كنت أتمنى في كل مرة اتعامل معه واعايش تعاملاته مع الآخرين لو أن (الأطباء) الانتهازيون يتعلمون منه فن التجاوب والتعامل..وما تعنيه الإنسانية..!



هذه المرة..تعاملت معه في وقت صعب ومزعج وفي أمر يخصني عندما كان أبني في حالة ألم صعبة ومتكررة قبل يوم من العيد في الوقت الذي كانت المهدئات هي الحل عند أطباء لا يفقهون في (الدودة الزائدة) ولا في الطب أي شيء..وبعد أن ذهبت به لمستشفى "قريب " عند صلاة العيد وشخص الحالة طبيب فاهم ومتفهم ومتجاوب كان نقله أمر لابد منه..فلم نجد التجاوب "رغم الانتظار" من أطباء أخرين في نفس المستشفى يغطون في النوم..عكس ما كان التجاوب سريعاً من جهاز الايرادات بأرقام أخرى غير المدفوعة..

ووجدت التجاوب "وإن بعدت المسافة" من الدكتور فضل المهتدي الذي غادر غرفة العمليات بعد صلاة العيد وبدأ للتو يغط في النوم بمنزله بعد يوم مرهق ومتعب ..وبعد أن نقلته إلى مستشفى العلوم الذي لا أرتاح لتعاملاته..وأجريت له الفحوصات اللازمة تم تهيئته لدخول غرفة العمليات وحضر الدكتور وقام بالعملية واستمر حتى اطمئن ثم غادر وأنا المنهك سهراً وقلقاً..ودهشة..من الإنسانية المصلوبة عند بوابات كثير من المستشفيات وعيادات الأطباء..ومازالت موجودة وحية في قلوب آخرين وفي تعاملاتهم وأحاسيسهم وأخلاقهم ونبلهم..كما هو حال الطبيب الإنسان فضل المهتدي..!

حول الموقع

سام برس