سام برس/ تونس/ شمس الدين العوني
*فنانون من تونس والعالم لتثمين الموارد الطبيعية للجهة وانفتاحها على المحيط الاجتماعي والثقافي ..

النحت هذا الضرب الجمالي ضمن مساحات الفنون التشكيلية يشهد استعادة لحركيته و حضوره في سياق الحراك الفني التشكيلي بتونس و الذي عرف بعدد من رموزه و رواده و خاصة منذ ما بعد الاستقلال لتبرز الأعمال في مناطق و مواقع و جهات بالبلاد التونسية حيث العمل المنحوت مجال قول بحيز من تعدد التجارب..
من أصحاب هذه التجارب البارزة نذكر الفنان التشكيلي محسن الجليطي هذا الذي قطع مسيرة عقود مع النحت حيث تنوعت أعماله و منجزاته الفنية و مشاركاته الوطنية و العربية و الدولية و قد كرم في مناسبات فنية متعددة و نال العديد من الجوائز..و هنا نذكر جائزته الوطنية عن عمله النحتي " دونكيشوت " و معرضه الهام بدار الفنون بالبلفيدير لتتواصل التجربة و حرقتها و أسئلتها..

الجليطي ابن القصرين يعد لتظاهرة كبرى تنتظم بربوع السباسب قريبا سعى لها بدعم مخصوص و يعمل عى انجاحها منذ فترة باعتباره المدير المؤسس للدورة الأولى لسمبوزيوم السيليوم بالقصرين حيث "...تعرف جهة القصرين منذ العصور القديمة بثرواتها في مادتي الرخام والحجارة والخشب والطين وهي مواد تتميز بالجودة العالية مما جعل منها منطقة إستراتجية لكل الحضارات التي قامت في تونس كالقرطاجنيين والرومان والبيزنطيين ويذكر بعض المؤرخين ازدهار الفنون والحرف كفن النحت الذي تميز به سكان المنطقة التي كان ناحتوها يجوبون البلاد وبقية الإمبراطورية الرومانية لإنجاز منحوتات وشواهد.نذكر منهم حرفيو مدينة حيدرة القديمة الذين أشتهروا بخبرتهم في هذا الفن وما يزال العديدون منهم يمارسونه الى حد الآن.كما أن خزفيات مملكة نوميديا الجديدة قد تجاوزت ومنذ القرن الثالث الحدود وقد عثر الباحثون على آثارها الموقعة من خزافيين من الجهة في تلك الفترة.لكن مع الأسف كل هذه الثروات الطبيعية يتم استغلالها بكثافة كبيرة ولا تعود بالنفع الكبير على سكان الجهة لأنها تمرر على الأغلب على حالتها الخام الى بقية البلاد والعالم دون وجود صناعات تحويلية لهذه المواد يمكنها أن تساهم في تطوير مستوى العيش الاجتماعي لسكان هذه المذطقة .

لذلك فكرت بمبادرة في بعث هذه الدورة الأولى للفنون النحت بفضاءالمعهد العالي للفنون والحرف وتحت اشراف جمعية البعد السابع بالقصرين.التي سيشارك فيها أكثر من عشرين فنانا من تونس من العالم لتثمين الموارد الطبيعية للجهة وانفتاحها على المحيط الأجتماعي والثقافي بالجهة وهذه هي خصوصية هذا الملتقى النحتي الذي تولت وزارة الشؤون الثقافية مشكورة بتمويل الجانب الأكبر منه..."

هكذا يقدم الفنان الجليطي هذا المشروع المهرجاناتي و الذي من أهدافه كما يذكر تثمين الثروات الطبيعية للجهة والحث على الإبداع والبحث في طرق تحويلها والاستفادة منها و تمكين الحرفيين الشبان من الخبرة والتفتح على التجارب الوطنية والعالمية لفنون النحت والاستغلال الأمثل للمواد و انجاز أعمال فنية و تنصيبها بالساحات العمومية بولاية القصرين لما في ذلك من آثار جمالية وثقافية مؤثرة على المجتمع المحلي و يحتوي المشروع على إقامة ورشات منفتحة على جميع المواد والخامات المتوفرة بولاية في اختصاص النحت والفسيفساء وتقنيات النحت والسيراميك المختلفة وذلك بمشاركة فنانيين من الجهة وتونس والعالم و يكون ذلك بالقصرين في الفترة من 28 أكتوبرالى 8 نوفمبر و بمشاركة من الشباب ومن طلبة الفنون والحرفيين من أبناء الجهة بغرض التكوين وفتح الأفاق.( عدد الفنانين المشاركين من ولاية القصرين7 و عدد الفنانين من الجمهورية التونسية 7 و عدد الفنانين الأجانب 7 و عدد الطلبة والشباب المشارك في الورشات النحت :10 و الفسيفساء 10 و مدة الورشات 12 يوما دون أيام السفر والاستقبال والرحلات ..).

القصرين علبة فنون و تلوين و النحت عنوان لافت حيث القول بالابداع و الابتكار كوجهة ابداعية فنية جمالية ثقافية في حيز من ربوع الوطن الفنان..

حول الموقع

سام برس