سام برس
حشد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معسكره المكون من أنصاره في الحزب الجمهوري إلى جانب وسائل إعلام مؤيدة له، دون نسيان حسابه في موقع تويتر الذي يتابعه 65 مليون شخص، للدفاع عن موقفه أمام الرأي العام الأمريكي بسبب انتقادات الحزب الديمقراطي له وخطر عزله، على خلفية مكالمته الهاتفية المثيرة للجدل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقال ترامب صراحة في جلسة خاصة تختزل وضع الرئيس البالغ من العمر 73 عاما والذي يستعد لخوض أشرس معاركه حتى الآن "إننا في حرب".

وبسبب آلية لم يسبق للكونغرس أن استخدمها في تاريخ الولايات المتحدة سوى ضد اثنين من أسلافه، يواجه ترامب وسط حملته للفوز بولاية رئاسية ثانية، خطر عزله. وحتى وإن كانت احتمالات عزله ضئيلة في ظل الغالبية الجمهورية بمجلس الشيوخ، لكن الخطر يبقى جسيما إلى حد يتطلب منه تعبئة مؤيديه.

وحض ترامب الجمهوريين في تغريدة محاها لاحقا إلى "البقاء موحدين" وإلى "القتال" لأن "مستقبل بلادنا على المحك".

وبسبب المكالمة الهاتفية المثيرة للجدل التي أجراها ترامب مع رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي خلال الصيف، يواجه الملياردير النيويوركي أزمة حقيقية. ودعا ترامب نظيره الأوكراني خلال المحادثة للتحقيق حول جون بايدن، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن نائب الرئيس السابق هو المرشح الديمقراطي الأوفر حظا لهزم الرئيس في انتخابات 2020.

ويعتبر الديمقراطيون أن هذا الاتصال يمثل "سوء استخدام للسلطة" على قدر من الخطورة يبرر اللجوء إلى آلية العزل التي لا تستخدم إلا في حالات نادرة جدا. في المقابل، رد ترامب ببناء دفاع يقوم على ثلاثة محاور، تأكيد براءته، وطرح نفسه في موقع الضحية، وتوجيه التهمة إلى جو بايدن.

شبح التدخل الروسي في 2016!

ويردد ترامب منذ أسبوع أن اتصاله بزيلينسكي كان "خاليا من أي شوائب" و"قانونيا تماما" و"عاديا". وأرسل البيت الأبيض بالخطأ إلى ديمقراطيين الأربعاء "عناصر تواصل" تم تحضيرها لمساعدة الجمهوريين في الكونغرس في حملة الدفاع عن الرئيس. وتشدد الوثيقة على أن ترامب "لم يقدم أي مقابل" لنظيره الأوكراني.

ويردد العديد من حلفاء ترامب منذ ذلك الحين هذه الحجج نفسها، ومن بينهم السيناتور النافذ ليندسي غراهام.

وصرح النائب الجمهوري مارك ميدوز متحدثا لشبكة "فوكس بيزنيس" التي تلقى متابعة واسعة في الأوساط المحافظة إن "الرئيس لم يرتكب أي خطأ".

لكن بالرغم من هذه الجهود، لم يجد الرئيس عبارة مجدية بمستوى الشعار الذي ردده بلا توقف خلال التحقيق في التدخل الروسي في انتخابات 2016، إذ أعلن على جميع المنابر "لا تواطؤ، لا عرقلة".

واعتبر ترامب حسبما قاله في تغريدة على حسابه الذي يتابعه 65 مليون شخص أن هذه "حملة مضايقة للرئيس" مضيفا "إنها أسوأ حملة مطاردة سياسية في تاريخ الولايات المتحدة" منددا بالديمقراطيين "الهستيريين" ووسائل الإعلام "الفارغة" العاملة لحسابهم.

واتهم الديمقراطيين في مؤتمر صحافي عقده في نيويورك وبدا فيه متعبا، بـ"تعذيب" أشخاص محترمين. كما ندد النائب أندي بيغز بمعاملة الديمقراطيين "المعيبة" للرئيس، وقال في تصريح لشبكة فوكس إن "دوافعهم الحقيقية هي التأثير على نتيجة الانتخابات".

فرص عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضئيلة.. لماذا؟
الهجوم خير وسيلة للدفاع!

ويبدو أن ترامب ومعسكره يعتبران أن وسيلة الدفاع المثلى في هذه الأوضاع هي شن الهجوم. إذ يركز ترامب وأنصاره هجومهم على جو بايدن، فقد نشر الرئيس الجمعة إعلانا انتخابيا يؤكد أن "جو بايدن وعد أوكرانيا بمليار دولار إن أقالت المدعي العام الذي كان يحقق في شركة ابنه".

وعمل هانتر بايدن لحساب مجموعة غاز أوكرانية اعتبارا من 2014 في وقت كان والده نائبا للرئيس باراك أوباما، وحتى 2019، وجرى لفترة تحقيق قضائي بشأن عمله في الشركة، غير أنه أغلق من غير توجيه أي اتهامات.

ودعا جو بايدن في 2015 السلطات الأوكرانية إلى إقالة المدعي العام للاشتباه بأنه كان يعرقل مكافحة الفساد في هذا البلد، وهو ما كان يطالب به إيضا الاتحاد الأوروبي وعدة منظمات دولية كبرى.

وعلى الرغم من أن الأوكرانيين لم يتهموا بايدن بأي نوايا مبيتة، إلا أن ترامب وأنصاره يركزون هجماتهم على المرشح الديمقراطي. وفعلا، تحظى حججهم بصدى جيد لدى العديد من مقدمي البرامج في شبكة فوكس. لكن البعض في الشبكة نفسها يشككون في هذه الرواية. وصرح كريس والاس أحد أبرز صحافيي "فوكس نيوز" أن "رسالة المدافعين عن الرئيس ليست مفاجئة، لكن أعتقد أنها مضللة".

فرانس24/ أ ف ب

حول الموقع

سام برس