بقلم / توفيق المحطوري
يعيش أبناء الجنوب اليمني حالة من القلق والخوف وتذمر نتيجة الفوضى والانفلات الأمني والمظاهر المسلحة، وحوادث الاغتيالات منذ احتلال مناطقهم من قبل قوى العدوان السعودي ومرتزقتها ولم يتغير الحال عقب الاتفاق الهش الموقع مؤخرا بين مرتزقة العدوان السعودي الاميركي ممثله بحكومة الرئيس منتهي الصلاحية عبد ربه منصور هادي، والمجلس الانتقالي المتمرد المدعوم اماراتيا ,, فلم يكن الاتفاق الهش المسمى "باتفاق الرياض" اكثر من حفظ لماء الوجه للحليفين السعودي والإماراتي و لتنفيذ مآربه لهما في المحافظات الجنوبية واستكمالا للعدوان على اليمن في ظل اخفاقها العسكري والسياسي للحليفين أمام البطولات والملاحم التي يسطرها أبطال الجيش واللجان الشعبية في مختلف جبهات العزة والشرف في مواجهة عدوان عالمي تكالبت فيه كل قوى الشر والإجرام على اليمن.

ومن المؤكد ان اتفاق الرياض العقيم و الهش بات يترنح وسرعان ما سينهار قبل أن يجف الحبر الذي كتب به وما يدلل على ذلك رفض أبناء وأحرار الجنوب اليمني القطعي والمعلن لبنود الاتفاق الذي ولد ميتا برمته ورفض الاحتلال وازلامه اي اتفاق لا ينص صراحة وبوضوح على خروج القوات الاجنبية من كافة انحاء اليمن الموحد ارضاً وانساناً ويحفظ استقلال الوطني قراره السيادي حراً مستقلاً سيما وان مجمل الاتفاق وكثير من تفاصيله تم صياغتها لتعطي شرعية للاحتلال الاجنبي في البقاء بل وتعطيه حق ادارة الامور حتى السيادية والتفصيلية المحلية في البلاد..

ان الحديث عن الاتفاق العقيم يطول ويحتاج الى تحليل اكثر سيما وان الاتفاق يعطي مشروعية للمليشيات المناطقية التابعة للخارج ومما لاشك فيه ان تحالف العدوان والاحتلال الذي يدعي كذباً وزوراً دعمة لشرعية الرئيس الهارب والفار والمنتهي الصلاحية وما يسمى (بحكومة الفنادق) شكلياً تحول عقب الاتفاق إلى مرحلة الوصاية القانونية كنوع من انواع التجديد لاحتلاله وبوثيقة سيشهد عليها المجتمع الدولي المتخاذل والسعي لتحويل الجنوب اليمني إلى مقاطعات وكانتونات صغيرة معزولة بعضها عن بعض لضمن ديمومة الصراع الداخلي بين أطراف الاتفاق المنزوعة القرار والإرادة والسعي لا عادة تقاسم النفوذ بشكل رسمي بين الحليفين السعودي والإماراتي مع إضفاء شرعية للمليشيا المسلحة المدعومة من أبوظبي التي لها هدفٌ قديمٌ ومُعلنُ وهو الانفصال و فك الارتباط عن الشمال عدوانه من اجل إعادة ما يسمى الشرعية او حل القضية الجنوبية او للحفاظ على الوحدة او دعم الانفصال وهذا ما ظهر جليا في تصريحات دول التحالف بل الواقع الذي عليه دول التحالف في تعامله مع ما يسمى شرعية او الانتقالي يثبت ذلك.

وهناك أؤكد مجدداً وكما اكدت سابقاً ومن قبل التوقيع إن اتفاقية الرياض الهشة لن تأتي بجديد ولن تغير من سياسة دول تحالف العدوان السعودية والامارات ومن يدور في فلكهما اطلاقا بل بالعكس فالأحداث والواقع الذي وصل اليه اليمن ونتائج الحرب عليهما ستعزز الاهداف والاطماع السابقة بالحقد والكراهية والشعور بالنقص والضعف والخوف مع مساعي تعويض الخسائر التي لحقت بتلك الدول نتيجة العدوان اذن لن يكون الوضع احسن حالا من السابق بل سيكون اسوء علينا كشعب يمني موحد واشد سوء على ما يسمى شرعية وانتقالي على حد سوى وسابقا تحملت دول تحالف العدوان على عاتقها عبئ الحراب كما تقول من اجل ما يسمى الشرعية والانتقالي ولكنها الان وبعد الاتفاق الاخير سيكون على الانتقالي وما يسمى الشرعية رد الجميل وتحمل المسئولية وحماية المملكة ومصالحها ومصالح الامارات بل وعليهما تحمل خسائر الحرب ونتائجه على كل المستويات وتعويضهما عن الخسائر من حقوق واموال وثروات الشعب كذلك عليهما اعفاء التحالف من كل جرائم العدوان وتقديم التنازلات والضمانات من اي مسائله مستقبلا.

وقبل الختام اخاطب ابناء الجنوب اليمني كافة ماذا تنتظرون من وكلاء الاستعمار القديم غير الدمار والخراب والتدهور الشامل وعلى جميع المستويات السياسية والاقتصادية وغيرها من الممارسات التي لا تهدد وحدة واستقرار اليمن فحسب بل تهدد وحدة الجنوب وتعيد تقسيمه لإمارات وسلطنات تابعة لأطراف تحالف العدوان كما كان أيام الاستعمار البريطاني .

وفي الختام أرسل تحية بحجم الأرض والبحار والجبال للأحرار والشرفاء من أبناء الجنوب اليمني الرافضين لقوى الاحتلال والعدوان وهذا ليس غريباً على الاحرار والشرفاء الذين سطروا أروع المواقف التاريخية اثناء مقارعتهم الاستعمار البريطاني مدافعين بشموخ وعزة على الارض والانسان واكد باننا الى جانب شرفاء واحرار الوطن لن نساوم ولن نحيد على المبدأ سنضل للأبد صامدون مخلصين لأدماء الشهداء الزكية..

حول الموقع

سام برس