بقلم/ يونس الحكيم
لاتزال الكوارث تتوالى على اليمنيين جيلا بعد جيل ولازالت الأزمات تتعاقب عليهم عقد بعد عقد.
فمنذ عقود طويلة واليمنيون يجوبون دهاليز العيش بقطار المعاناة من نفق إلى نفق وكلما أوشك قطار العبور أن يصل بهم إلى المحطة الأخيرة سرعان مانجد شبكة أنفاق جديدة تنتظرنا، ولاندري أي الإنفاق سنعبر ولا إلى أين !،ولاندري حتى لماذا عبرنا،ولا إلى أين مستقرنا،نسلم زمام إمورنا لغيرنا دون الإكتراث لأخطاءنا ودون الإمعان في مآلات إمورنا.

فمن المفارقات العجيبة والمؤسفة بهذا الشأن إن إنتهاك سيادتنا ومصادرت قرارنا وتسليم زمام آمورنا لغيرنا عبر محططات عدة ومعظمها إن لم يكن جميعها في شهر نرفمبر والبداية كانت في نوفمبر من العام 62 وبعد شهر من قيام ثورة ال26 من سبتمبر حين وصلت إولى طلائع الجيش المصري إلى حرض في 1/نوفمبر 62م لمساندة الثورة اليمنية ضد نظام البدر الذي فر إلى المناطق الشمالية وحشد قواته ومناصرية لمهاجمة الثوار،وقد أعقبه محطات إخرى وفصل من فصول الوصاية وإنتهاك السيادة اليمنيه،لكن هذه المرة انحرفت البوصلة نحو الشقيقة الكبرى وبدآت تحكم قبضتها على الملف اليمني من كل جوانبه، فلا سياسة ولاإقتصاد ولاتطور ولانهوض في ظل وصايتها على اليمنيين إبتداأ من دعمها ومساندتها للإمامين وكانت تلك الخطوة إولى فصول الموسم (نوفمبر 62)حين أعلنت المملكة رسميا عزمها التدخل في اليمن عبر دعمها ومساندتها للنظام الملكي في اليمن ،وتوالت بعدها الأحداث لتحجز المملكة موطء قدم لها أكبر في اليمن عبر رعايتها العديد من الإتفاقات بين الفرقاء اليمنيين،وإستكمالا لفصول الوصاية في موسم نوفمبر او تشرين الثاني والذي يعرف عند العرب بالشهر الغدار والبداية كانت في حضورها كطرف في مؤتمر حرض الذي انعقد في 23/نوفمبر /65م بين الجانبين السعودي والمصري وهما أبرز اللاعبين والداعمين للفرقاء المتصارعين في اليمن ،فالنظام السعودي يساند ويدعم الملكيين والنظام المصري يدعم ويساند الجمهوريين بعشرات الالاف من الجيش المصري،وفشل المؤتمر في وقف الإقتتال لإختلاف وجهات النظر بين الداعميين وإستمرت الحرب سجال حتى إستطاعت المملكة عبر أذرعها من داخل النظام الجمهوري الذين إستطاعوا قلب نظام الحكم الجمهوري والإطاحة بالرئيس السلال المحسوب على مصر والإتيان بالقاضي الإرياني خلفا له وكان ذلك في 5/نوفمبر 67م ومن ذلك الوقت وعقب خروج القوات المصرية من اليمن بدأت السعودية تتحكم بخيوط اللعبة في اليمن وتفرض وصايتها عن طريق إستمالتها للعديد من الشخصيات الإجتماعية والمشائخ المنتفعين وكانوا بمثابة حجر عثرة أمام أي تقدم او نهوض للبلد.

وعلى النفق الأخر من محطات العبور إستطاعت بريطانيا أن تفرض وصايتها على جنوب اليمن بعد إحتلال دام قرون ثلث من الزمن عبر إبرام إتفاقية مع الجبهة القومية في جنيف في ال 30 من نوفمبر (موسم الوصاية ) عام 67م والذي عرف بيوم الإستقلال وهو إستقلال الجنوب عن الشمال وليس عن بريطانيا كما مازال يتوهمه البعض وبنوده ال 17 توضح ذلك وقد تحدثنا عن هذا في أكثر من مقال.

وبالعودة للشطر الشمالي قبل الوحدة إستمرت المملكة في فرض وصايتها على اليمن عقود طويلة عبر تدخلها في إبرام العديد من الإتفاقيات بين الفرقاء اليمنيين،ففي نوفمبر من العام 70 م وبعد وفاة الزعيم جمال عبدالناصر إستضافت المملكة الفرقاء اليمنين وأبرمت بينهم إتفاق لتقاسم السلطة بين الجمهوريين والملكين،وإعتراف الملكيين بالنظام الجمهوري مقابل إشراكهم بالحكم بالمناصفة وإستقر الحال قليلا وخاصة عهد الرئيس الشهيد الحمدي الذي اغتالته يد الغدر والخيانة عندما حاول انتزاع السيادة اليمنية من براثن المملكة ومنتفعيها وحاول ايضا صالح الخروج من جنح العباءة السعودية رغم إن قرار تعيينه صدر من جدة في العام 78م إلا إن مشروعه لتوريث نجله جعله يرجع لوسط العباءة والتدثر بها وخاصة في العقد الاخير من حكمه وختمها بتجديد الوصاية على المستوى الإقليمي والدولي عبر طلبه تدخلا (سعودي -خليجي) لرعاية إتفاق بينه وبين معارضيه من أحزاب اللقاء المشترك وشباب ثورة فبراير السلمية وهو ما يعرف إعلاميا بالمبادرة الخليجية والتي كانت في موسم الوصاية 23 /نوفمبر/2011م وبعدها ضل الشعب طريقه ودخلنا في أنفاق أشد ظلما وأكثر إيلاما وتهافت الوصاه علينا من كل حدب وصوب،ولا نعرف مالذي يخبيه القدر لنا خاصة بعد إتفاق الرياض في 5/نوفمبر من العام الجاري ووإعلان الوصاية السعودية على اليمن بطريقة رسمية ومعلنة،حتى بتنا نتسائل هل صار شهر نوفمبر موسما للوصاية على اليمن وصار وسما على جبيننا سنورثه الأجيال القادمة ؟فمتى نعي نحن اليمنيون ذلك ؟!!وندرك كمايقول المثل (أن الغريب غريب ولو جاء بزاده)

حول الموقع

سام برس