بقلم/ عبدالحليم سيف

يصادف ال 20من تشرين الثاني/نوفمبر..اليوم العالمي للأطفال..كمناسبة سنوية..حددتها الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذا التاريخ من عام 1959م ، وقد تزامن سنتئذ مع إقرار " إعلان حقوق الطفل" ..وهو يترافق ايضا مع موافقة المنظمة الدولية ل "اتفاقية حقوق الطفل" عام 1989م.

الهدف من إحياء هذا اليوم العالمي للطفولة في أرجاء المعمورة ..للفت انتباه الدول وحكوماتها ومجالس نوابها ومنظماتها وإعلامها إلى رفع الوعي المجتمعي بأهمية العناية الفائقة بالأطفال من حيث تربيتهم وتعليمهم وصحتهم وغذائهم ولعبهم وتأمين سبل الحياة الكريمة لهم مع حمايتهم من العنف الجسدي واللفظي من قبل المجتمع.

ومن يلقي نظرة سريعة على حال الطفولة في يومها الاممي سيجد أن تقارير المنظمات الدولية ذات الصلة بشؤون الأطفال مازالت ترسم صورة قاتمة السواد لهذه الشريحة الكبيرة من السكان في غير بلد. ..وتحديدا في آسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية..هنا يقبع الأطفال منذ زمن في نهاية سلم أولويات الحكومات.. فيحرم الملايين من حقوقهم المكفولة لهم في المعاهدات والمواثيق والقوانين الدولية والمحلية..مقابل أرقام تؤكد أن عشرات الملايين محرومة من التعليم.. وان الاطفال خارج اسوار المدارس ..يعيشون في ظروف بالغة القسوة والخطورة...

هناك من يموت جوعا ومرضا وعطشا وتلوثا.. ومنهم يتعرضولسلوكيات عدائية وعنفية تترواح بين الاستغلال الجنسي .والزج بهم في محارق الحروب الأهلية ...واجبارهم على القيام بأعمال ثقيلة وخطيرة في مجالات البناء والزراعة والورش وجمع مخلفات القمامة وسواها من الأشغال الخشنة واللا ادمية التي تفوق قدرتهم الجسمانية وتسبب لهم الاصابات الجسيمة مثل العاقة والعاهات المستديمة...وكل ذلك جراء الحاجة للحصول على مبلغ زهيد لشراء لقمة تسكت مؤقتا" قعقعة واضطرابات " امعائهم الخاوية.. أو بطون أفراد أسرهم الجائعة ...علاوة على ان الملايين من الأطفال تراهم في طريقك أو عبر الفضائيات العالمية بأجسامهم النحيلة والعارية يتحركون ببطء شديد بحثا عن بقايا غذاء..في اكوام او براميل القمامة ..فيلتقطونها بنفس منكسرة ونظرات حزينة لغيرهم.. وحولهم الكلاب الضالة .

اليوم أصوات الملايين من الصغار تصرخ بألم ومرارة : أيها العالم المتحضر أن الطفولة في خطر أشد ..فمن منكم يمد لها يد المساعدة العاجلة كواجب لينقذها من الضياع..وينتشلها من مخالب المتوحشين ..ويطبق بعضا من مواد إعلان واتفاقية حقوق الأطفال..بعيدا عن اصدار البيانات الوردية ..والمناشدات العاطفية والخطب اللافضية..التي لا تسد رمقا..على الأمم المتحدة ومنظماتها ومجلسها المعنية بالأطفال.وما أكثرها...ان تستشعر المسؤولية.. وتفي بالحد الأدنى من التزاماتها وتعهداتها وواجباتها الإنسانية تجاه طفولة السواد الأعظم من سكان العالم.

حول الموقع

سام برس