سام برس
شن الكاتب الصحفي يونس الحكيم ، هجوماً عنيفاً على الاحتفال بالذكرى الـ 30 من نوفمبر للعام 1967م ، والذي أعتبرها مؤامرة على اليمن وسيادته وطعنة غادرة في خاصرة الشعب اليمني , بعد ان رحل الاستعمار البريطاني البغيض من ارض الوطن وسلم السلطة لمرتزقة الجبهة القومية الذين أمعنوا في قتل الثوار وقسموا اليمن تحت لافتة "الجنوب العربي".

وكشف الحكيم ، عن حصول الجبهة القومية على ميزانية لمدة عام من المستعمر البريطاني الذي وجد ضالته في الادوات الرخيصة من اشباه اليمنيين ومحاربة الوطنيين.

وأنتقد الكاتب الحكيم ، الاحتفال بذكرى الثلاثين من نوفمبر ، والمغالطة التاريخية للنكبة التي خدعت الشعب اليمني في شماله وجنوبه ، حيناً من الدهر بينما الحقائق التاريخية تؤكد الطعن في ذلك الاستقلال الذي يثير أكثر من علامة تعجب واستفهام.

وقال الكاتب الحكيم في مقاله المنشور في صحيفة سام برس وعدد من وسائل الاعلام..في حقيقة الأمر ليست 30 نوفمبر ذكرى لجلاء اخر جندي بريطاني من جنوب اليمن ولا ذكرى لاستقلاله عن بريطانيا وكلا الإدعائيين ليسا إلا مغالطة للذات وتزييف للحقائق التي رافقتا إدعاء ذلك،وقد آن الأوان لكشف الحقائق بوضوح وإنقشاع غبار التضليل عنها لكي يعرف اليمنيون جميعهم بأن ال 30/نوفمبر 67م ليس إلا خدعة ومؤامرة تاريخية كبيرة إستهدفت اليمن أرضا وإنسانا وكانت بمثابة طعنة غادرة في خاصرة الوطن،أفضت إلى فصله وشرعنت في تقسيمه بمباركة دولية وليست إمتدادا لثورتي سبتمبر وإكتوبر بقدر ماكانت إلتفاف عليهما وخروجا صريحا على أهدافهم.

وأكد انه لاأحد يشكك بثورة الـ 14 من إكتوبر على الإطلاق أو يمني نفسه أن ينال منها بسوء، فالكل يترحم على شهداءها الأبرار، الذين ضحوا بدماءهم، من أجل أن ينال الوطن اليمني الكبير حريته وإستقلاله، لكن للأسف تضحياتهم الجسيمة وأهدافهم النبيلة ذهبت هدرا وتم ؤآدها والإلتفاف عليها،في ذلك اليوم المشؤوم (30 نوفمبر ) الذي للاسف نحتفي به كيوم وطني كل عام.

وقال الحكيم ، لم يكن أمام المؤتآمرين علي الوطن آنذاك وبمباركة المستعمر وحلفاؤه في المنطقة، سوى اللجوء لإذكاء الصراعات، بين أبناء الوطن، سواء فيما بين أبناء الجنوب كما حصل بين الجبهة القومية وجبهة التحرير ، أو فيما بين أبناء الشمال كما حصل ايضا من حروب بين الملكيين والجمهوريين ، وذلك من أجل خلق بيئة ملائمة، لإستقلال جنوب اليمن عن شماله،وقد تحقق لهم ما أرادوا في اليوم المشؤوم ال30من نوفمبر في العام 67.

ولفت الى ان الجميع يعلم بالصراع الدائر في نهاية ستينيات القرن الماضي بين المكونات الجنوبية وبالتحديد، بين جبهة التحرير، والجبهة القومية، والأخيرة كانت تحضى بدعم من المستعمر، وفور سيطرتها على غالبية المحافظات الجنوبية،وبالتحديد عدن، سارع المحتل الى تقديم موعد خروجه وإنسحابه من اليمن بعد أن أوجد حليف آمن ودعمه بالمال والسلاح بل والمعسكرات وهو مايحصل الان في الجنوب من دعم إمارتي للانتقالي الانفصالي بغية السيطرة علي الجنوب وفرض واقعا بقوة السلاح وإعتبارة ممثلا وحيدا للجنوب وقضيته وماأشبه الليله بالبارحة.

وأشار الى ان الصراع اليمني جعل المستعمر البريطاني يستغل الحدث في اجراء مفاوضات بزعامة شاكلتون المندوب السامي مع الجبهة القومية بزعامة /قحطان الشعبي في جنيف بسويسرا وخرج هذا الإتفاق المخزي والفاضح والذي تم التوقيع عليه في عصر يوم الثلاثاء الموافق 29/نوفمبر 67م والمكون من 17 بندا بإعلان:

دولة (الجنوب العربي) كما ورد في مسودة الاتفاق إستقلاله عن اليمن في خروج وإنحراف واضحيين عن مساري وأهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر وخيانة لتضحيات الشهداء،فالتخوف الذي راود المستعمر وجعله ينفذ مخططاته وكان البندين الاول والثاني من بنود الاتفاق ال(17) كالتالي :

البند الأول الذي ينص علي :يستلم الجنوب العربي حقه في الإستقلال في 30 نوفمبر 1967 ،علي أن تضمن بريطانيا لها إعتراف في الامم المتحدة والهيئات الدولية كدولة مستقلة،اما البند الثاني فنص على: إلتزام المحتل، بكل نفقات وموازنة الدولة الوليدة دولة (الجنوب العربي) للعام 68م ودعيت في عصر اليوم ال29/من نوفمبر67 جميع وسائل الاعلام لنقل وقائع هذا الحدث،وغادر وفد الجبهة القومية "سويسرا" ،بعد ان حصلوا علي إعتراف بالجنوب كدولة!!

وهذا هو الاستقلال بنظرهم وأي إستقلال هذا !! والمستعمر نفسه تكفل بموازنة الدولة لعام قادم !!! لكن للأسف مازال معظم الشعب اليمني ينظر الي هذا اليوم المشؤوم كمناسبة وطنية وعيد وطني،وهو اليوم الذي تم فيه الاعتراف بالجنوب كدولة مستقلة عن شمال الوطن وليس مستقله عن بريطانيا ولا ندري بأي العدسات كانوا ومازالوا ينظرون!

وقال ان خلاصة الخلاصة هي انه يمكننا القول ، إن الجميع بات عليه أن يدرك، أن ال 30 من نوفمبر لم يكن إلا إغتيال سياسي لوحدة التراب اليمني ولم يكن كما يسميه البعض بيوم الجلاء وخروج أخر جندي بريطاني من جنوب اليمن هو خروج رمزي بينما نصب الاستعمار ودعم أدواته بالمال والسلاح والخطط ضد الوطنيين الشرفاء من أجل أن يمحى غلطة ذكرى مايسمى بالإستقلال المشؤم.

حول الموقع

سام برس