سام برس/ يونس الحكيم

في واقعة فريدة وغريبة من نوعها في الأوساط العربية أقدمت إمرأة يمنية لم يتجاوز عمرها ال28 عام على مشاركة وتجهيز حفل زفاف زوجها البالغ من العمر 32 عام وسط دهشة وذهول الجميع .

حيث قامت هذه المرأة وتدعى (ر ،أ ،ح) إحدى نساء قرية ذي حريم / السدة محافظة إب اليمنية بالتنسيق مع إحدى صديقاتها من قرية التويتي مديرية الشعر والتي تعرفت عليها قبل عام تقريبا في إحدى المستشفيات عندما جمعهما القدر كمرافقات كلا منهما لمريضها .

فبعد أسابيع من التعارف والتواصل طلبت منها ان توافق علي الزواج بزوجها (ع ،د ،ح )لكن العروسة التي كانت ترفض معللة ذلك بأنه لايمكن لفتاة أن تتزوج زوجة صديقتها ولايمكن لأهلها أيضا قبول ذلك إلا إن الزوجة ( ر أ ح)تمكنت من إقناع العروسة وأهلها بالموافقة بعد الحاح شديد

وبعد الموافقة والتنسيق قامت الزوجة بإخبار زوجها وأهله بأن عروسته جاهزة ولم يتبقى سوى الذهاب إلى أهل العروسة لغرض التعرف عليها وعلى أهلها بموجب أحكام الشرع والقواعد العرفية وبالفعل تحركوا وإعجب بها وتمت الخطوبة وإتفقوا على كل شئ وغادرا الزوجان المنطقة دون معرفة أحد ليعودا بعد إسبوعين لدفع المهر وكتابة العقد، وعند الإنتهاء من العقد أعلن والد العروسة بأنه سيخفض مبلغ مائتين ألف ريال من اجمالي المبلغ الذي تم الاتفاق عليه وهو ثمانمائة الف ريال وذلك تقديرا وعرفانا لزوجة العريس الأولى (ر)

وأتفقوا على أن يكون الخميس 27 مارس موعد الزفاف وقبل أن ينصرف أهل العريس كانت المفاجأة بأن طلبت زوجة العريس الأولي من أهل العريسين أن يتركوا العريسين مع بعض كونها صارت زوجته وحلاله،ووافق أهل العروسة بشرط ان تكون هي معهم ،وتم ذلك وإختلوا الثلاثة بإحدى الغرف وقامت الزوجة الأولى بمصافحة عريسة زوجها وإحتضانها مباركة لها وكذا صافحت زوجها وإحتضنته وباركت له،وطلبت منهما الوقوف جنب البعض وأن يمسك كل منهما بيد الاخر وان يحضنوا بعض وأخرجت تلفونها وإلتقطت لهما مجموعة صور تذكارية،وعاد أهل العريس إلى القرية لتجهيز مراسيم الزفاف بعد إسبوعين تقريبا من كتابة العقد،وبعد ذلك إشيع الخبر في القرية والمناطق المجاورة وسط ذهول ودهشة الجميع من تصرف هذه المرأة ,،(الزوجة الأولى) وسط إنقسام حاد في المجتمع حيث رحب وأعجب معظم الشباب والرجال بتلك الخطوة وإعتبروها خطوة جريئة تسمح لهم بالتعدد باريحية تامة بينما لاقت هذه الخطوة إنزعاجا وإستنكارا وسخطا لدى معظم النساء ولا سيما المتزوجات كون هذا الموقف سيجعل معظم النساء عرضة للخطر الداهم ومهددا لإستقرار علاقتهن الزوجية،وتعرضت لانتقادات حادة وطالبنها أن تتراجع عن قرارها وأن تغير موقفها وحاولن البعض تخويفها وترهيبها غير إنها كانت تواجه ذلك بإبتسامة عريضة وبرحابة صدر بقولها بأن من حقي أن اسعد زوجي واريحه وأدخل عليه السرور والشرع حلل للرجل أربع وبإذن الله سأكون سعيدة من سعادته وهكذا كان موقفها الدائم غير إن معظم النساء كان يراهن على إنكسارها وعدم تحملها للموقف ليلة الزفاف

وهنا كانت المفاجأة في ليلة الزفاف حين أن أشارت لزوجها بأن يخرج لإستقبال عروسته قرب المنزل وهي برفقته وتحمل المبخرة لاستقبال العروسة وأدخالها إحدى غرف البيت التي كانت قد هيأتها وزينتها وفق للعادات والتقاليد في المنطقة وأجلستهما فوق الكوشة المعدة لذلك بجواز عريسها وقامت بإماطة اللثام وكشف مايسمى بالشرشف عن العروسة وسط ذهول أهالي العريسين وهي تحجر وتزغرد بكل رباطة جأش وتصيح وتقول هنوا ورحبوا بعروستنا الغالية وكأن العروسة لأخ لها لا لزوجها وقامت بتقطيع الترتة التي كانت قد أعدتها ونقشت عليها أسماء العريسين وقدمتهاإلى جانب بعض الكيك والعصائر للعروسين وللنساء الحاضرات من أهل العريسين والإبتسامة لاتفارقها،وقامت بالتقاط صورا تذكارية بينهما مما جعل إحدى النساء من أهل العروسة اللاتي حضرن تذرف الدموع وهي تشاهد هذه المرأة العظيمة تشارك زوجها أفراحه

وبعد دقائق طلبت الزوجة من الحاضرات أن يغادرن غرفةالعريسين إلى الغرفة الإخرى وأن يتركوا العريسين مع بعض يأخذوا راحتهم وبالفعل غادر الجميع الغرفة وماهي إلا دقائق حتى خرج العريس وطلب زوجته الاولى أن تدخل تجلس معهما فرفضت الزوجة وقالت خذوا راحتكم لكن العريس والعروسة اصروا فدخلت وأغلقوا الباب وبدأ العريس بتعديد مناقب زوجته الأولى وإن لولاها بعد الله لما أصبح عريس وإن موقفها هذا زادها في قلبه حبا وإحتراما وهو ماأكدته العروسة ايضا وتعهدت بانه لن يصدر منها تجاهها إلا كل خير وإن والدها شدد عليها ضرورة إحترام زوجة العريس الأولى وأن تقابل الود بالعرفان .

وأضافت بأن والدها قال بانه لن يسمح لإبنته أن تسئ او حتى مجرد التفكير في الإساءة لزوجة العريس الأولى مهما كان الأمر وبعدها أخذ الزوج المصحف وتعاهدو الثلاثة فوق كتاب الله الكريم أن يحب كل منهم للأخر مايحبه لنفسه وأن يكره كل منهم مايكره لنفسه وأن يعاملوا بعضهم البعض بكل صدق وإخلاص وتعاهد الزوج واقسم بالمصحف أنه لا ولن يفرق بينهما ولن يميل أو يجافي واحده منهما على حساب الإخرى،وبعدها تناولوا المزيد من العصائر والحلويات في أجواء إحتفائية رائعة ثم تركتهم الزوجة الأولى بعدما قبلتهم بخديهما وقالت خذوا راحتكم وتصبحوا على خير ياأحلى عرسان

وغادرت لغرفتها وماإن أقبل الفجر حتى قامت وجهزت لهما الماء للأستحمام واعدت الفطور ( بنت الصحن مرشوشة بالعسل) وتناولوا الفطور مع بعض وسط تبادل الضحك والإبتسامات وما إن أقبل موعد حضور النساء لبيت العرس للرقص والإحتفال إلا وقد قامت الزوجة الأولى بتزيين العروسة ولبستها أفخر الملابس ولبست معها وجلسن جنب بعضهما وسط ذهول ودهشة جميع النساء حتى ان إحدى الحاضرات قالت لصاحبتها مش أنا مصدق كأني في حلم فأجابتها وأنا مثلك مش مصدق،فسبحان من بيده القلوب وسبحان من نزع الغيرة من قلبها صحيح بإن هناك بعض المواقف المشابهة قد تحصل في مجتمعاتنا العربية كأن تذهب إمرأة لتخطب لزوجها لكن من النادر جدا جدا أن تصنع إمرأة ماصنعت هذه المرأة العظيمة بأن تحضر وتشارك زوجها مراسيم زفافة لأن معظم من تذهب لتخطب لزوجها او توافق على أن يتزوج عليها سرعان ماتعتذر عن حضور مراسيم زفافة ومعظمهن يفضلن أن يتوارين عن الإنظار ويختفين لحين إكتمال مراسيم الزفاف وانتهاء شهر العسل بإستثناء هذه المرأة الفريدة من نوعها.

حول الموقع

سام برس