سام برس / متابعات
يعتزم المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي لقاء وفدي الحكومة السورية والمعارضة في منتجع مونترو المطل على بحيرة جنيف الخميس في مسعى لإنقاذ محادثات السلام بعد بداية متأزمة والتركيز على وقف إطلاق النار في بعض المناطق وتبادل السجناء بدلا من التوصل لاتفاق سياسي. وهيمنت الحرب الكلامية بين حكومة الرئيس السوري بشار الأسد وخصومها على اليوم الأول من المحادثات أمس الأربعاء. واجتمع الطرفان للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات وتبادلا الاتهامات بارتكاب أعمال وحشية ولم يبديا أي مؤشر على استعدادهما للتوصل إلى تسوية. ورغم هذا الاحتدام لا يزال المسؤولون يأملون في إنقاذ العملية بالبدء بإجراءات أكثر بساطة وعملية لتخفيف معاناة الملايين في سوريا خاصة من يعيشون في المناطق التي لم تصلها المساعدات الدولية.
وقال الإبراهيمي “لدينا بعض المؤشرات الواضحة إلى حد ما تبين أن الطرفين مستعدان لبحث قضايا الوصول إلى المحتاجين وتحرير السجناء ووقف إطلاق النار في مناطق بعينها”. ويعتقد أن ما يربو على 130 ألف شخص قتلوا ونزح نحو ثلث سكان سوريا البالغ عددهم 22.4 مليون نسمة من منازلهم ويحتاج نصفهم إلى المساعدات الدولية ومن بينهم مئات الآلاف في مناطق معزولة بسبب القتال. وشهدت جلسة الافتتاح الأربعاء دفاع كل من القوى العالمية بقوة عن الطرف الذي تؤيده في الصراع السوري حيث ضمت دول غربية وعربية وتركيا صوتها إلى صوت المعارضة في المطالبة بتشكيل حكومة انتقالية لا يشارك فيها الأسد.بينما قالت روسيا الداعم الرئيسي للرئيس السوري إن المحادثات يجب أن تركز على محاربة “الإرهاب” وهو وصف تطلقه الحكومة السورية على جميع معارضيها المسلحين.واتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم مقاتلي المعارضة باغتصاب النساء القتلى وقتل الأجنة وأكل الأعضاء البشرية مما أثار انتقاد الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون لاستخدامه نبرة تأجيجية. وقال “في سوريا أيها السادة تبقر بطون الحوامل وتقتل أجناتها وتغتصب النساء أثناء حياتها وبعد مماتها… في سوريا أيها السادة يذبح الرجال أمام أطفالهم تحت مسمى الثورة”.
ورفض المعلم أيضا أي اقتراح ينطوي على رحيل الأسد عن السلطة قائلا إنه “لا أحد فى العالم له الحق فى إضفاء الشرعية أو عزلها أو منحها لرئيس أو حكومة أو دستور أو قانون أو أى شيء فى سوريا إلا السوريون أنفسهم وهذا حقهم وواجبهم الدستورى”. وشددت دول غربية وعربية على ضرورة رحيل الأسد. ولن تبدأ المفاوضات الرئيسية المتوقع أن تستمر أسبوعا قبل غد الجمعة مما يعطي الوسطاء يوما لتهدئة الوضع والتركيز على خطوات عملية. ومن المقرر أن يلتقي الإبراهيمي مع الوفدين السوريين كل على حدة اليوم الخميس في منتجع مونترو المطل على بحيرة جنيف. وبدءا من يوم الجمعة ستنتقل المحادثات إلى مدينة جنيف حيث سيتنقل الإبراهيمي بين الوفدين.
وقال هيثم المالح أحد مفاوضي المعارضة إن الحالة المزاجية إيجابية رغم صعوبة اليوم الأول. وتحدث المالح عن عملية مقسمة على مرحلتين يتم فيها أولا الاتفاق على خطوات عملية مثل تبادل المحتجزين ووقف إطلاق النار في بعض المناطق وسحب الأسلحة الثقيلة وإقامة معابر إنسانية ثم النظر بعد ذلك إلى المستقبل السياسي.
ورغم ذلك تظل المحادثات هشة في ظل تهديد الجانبين بالانسحاب حيث تقول الحكومة إنها لن تناقش رحيل الأسد بينما تقول المعارضة إنها لن تستمر ما لم يكن رحيل الأسد هو أساس المحادثات.
وقال المالح إن هناك استعدادا دوليا لإنجاح المؤتمر لكن المعارضة لا تعلم ماذا سيحدث مضيفا أنه من المحتمل أن تنسحب الحكومة وأن المعارضة ستنسحب إذا أخذت محادثات جنيف منحى آخر وانحرفت عن مسار الانتقال السياسي تجاه رواية الحكومة التي تقول إنها تحارب “الإرهاب”.
وهون وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف من شأن تبادل الاتهامات الذي بدأت به المحادثات مؤكدا على الجانب الإيجابي.
وقال لافروف للصحفيين “كما كان متوقعا خرج الطرفان ببيانات انفعالية إلى حد ما.. ألقى كل منهما باللوم على الآخر”.
لكنه أضاف “للمرة الأولى في الصراع الدموي المستمر منذ ثلاث سنوات … وافق الطرفان على الجلوس إلى مائدة التفاوض برغم كل الاتهامات بينهما”.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أحد أشد مؤيدي المعارضة “الأمل موجود ولكن ضعيف. يجب أن نواصل لأن حل هذا الصراع السوري المروع سياسي ويحتاج منا أن نواصل المناقشات”.
ومن بين المشكلات الكثيرة التي تواجه العملية أن وفد المعارضة لا يضم الجماعات الإسلامية المسلحة المرتبطة بالقاعدة التي تسيطر على معظم الأراضي الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة ووصفت المشاركين في المحادثات بالخونة.
وانقسمت صفوف المعارضة المسلحة حيث قتل المئات خلال الأسابيع الماضية في معارك بين فصائل متناحرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبط بالقاعدة. ودعا ايمن الظواهري زعيم القاعدة المقاتلين الاسلاميين الى الاتحاد.

رويترز

حول الموقع

سام برس