سام برس
رأى الباحث هشام أبو حاكمة في كتابه "تبيان الحدود بين تاريخ بني إسرائيل وتاريخ اليهود في العصور القديمة"، أن تاريخ بني إسرائيل بأحداثه ووقائعه المختلفة، التي جرت على أرض فلسطين- كما يرى معظم المؤرخين والكتاب- في الفترة التي سبقت التاريخ الميلادي بحوالي خمسمائة وألف عام، يعد من "أكثر التواريخ في العالم تشابكا وتداخلا وغموضا، نظرا لما يكتنفه من خلاف بين المؤرخين".
وأبو حاكمة هو باحث متخصص في تاريخ فلسطين القديم، وله عدة مؤلفات في هذا الحقل، منها:"أوهام اليهود في الوطن الموعود"، "مملكة إسرائيل.. اسم موضوع وتاريخ مصنوع"، "تاريخ فلسطين قبل الميلاد"، "تاريخ القدس القديم، للتاريخ الإسرائيلي القديم"، "الأساطير المؤسسة للتاريخ الإسرائيلي القديم".
وأوضح أبو حاكمة في كتابه الصادر مؤخرا عن دار الجليل للنشر- الأردن: أن هناك شحا في المعلومات التاريخية عن كثير من الوقائع، وعدم المصداقية التاريخية، والحيادية من قبل بعض العلماء والمؤرخين، في تناول مجريات الأحداث التي حصلت للشعوب التي عاشت على هذه الأرض، تعود لعدم جلاء الرؤية لبعض الأحداث.
وبين المؤلف في كلمة على غلاف الكتاب :"أن كتابه يميز بين تاريخ بني اسرائيل، وبين تاريخ الأجناس اليهودية، ويفند قيام مملكة إسرائيلية متحدة في أورشالم في العصر الحديدي الأولى، ويبين قيام ثلاث ممالك على ارض المرتفعات الفلسطينية الوسطى والشمالية، من ضمنها مملكة عربية كنعانية في العصر الحديدي الثاني، كما يحدد أين وكيف والأفكار الرئيسة التي قامت عليها الديانة اليهودية، كما انه يكشف زيف ادعاء الحق التاريخي بأرض فلسطين عند البعض، ويرجع ذلك الحق إلى أهله، وأصوله التاريخية الحقيقية".
وقال أبو حاكمة: إن هناك من يزور في التاريخ من اجل مصلحة قوم، أو شعب على حساب شعب آخر، وقد ينكر وجود الشعوب الأخرى لمصلحة تاريخ ذلك الشعب، ومن ناحية أخرى فإن تداخل "الأديان" في أمور الشعوب التي عاشت على هذه الأرض، أكثر من غيرها، وما حدث من تزوير في حقيقة هذه الأديان، أعطى الموضوع بعدا آخر، ابعد ما يكون عن الحقيقة.
ويتحدث أبو حاكمة في كتابه عن الدعاية التي يتولاها البعض، مبينا أن هذه الدعاية لها أثر كبير في التزوير والاختلاق في التاريخ، ورغم التقدم الحضاري الكبير، والاكتشافات والتنقيبات الآثارية التي شملت كل بقعة من بقاع هذه الأرض، ما نزال نشهد مزيدا من الافتراءات والادعاءات، التي تنتشر بسرعة حتى أصبحت هي الحقيقة، بدون سند يدعمها، غير ذلك البوق الإعلامي الواسع.
الكتاب الذي جاء في "340" صفحة، يتحدث من خلال ثمانية فصول، ويحمل الفصل الأول عنوان: أرض فلسطين قبل هجرة بني إسرائيل إليها من مصر"، بينما يتناول الثاني "وبنو إسرائيل"، ويتحدث الثالث عن "مملكة بيت داود "عليه السلام"، ويتناول الرابع ممالك الشمال ومملكة الجنوب، وتناول الخامس اليهود وأهل الكتاب، ويتحدث السادس عن بني إسرائيل في العصر الفارسي "539-333ق.م"، ويتضمن السابع "اليهود في العصر الهيلينستي 333-63 ق.م"، اما الثامن فيتحدث عن "أحداث الاسرة الحشمونية".
ويضع المؤلف في خاتمة الكتاب بعض النقاط التي تؤكد الاختلاف بين تاريخ كل من بني إسرائيل، وبين اليهود، مبينا أن بني إسرائيل هم في الأصل قبيلة عربية كغيرهم من قبائل العرب، وينتمون جميعهم إلى جنس واحد مثلهم كغيرهم من الأجناس، أو القبائل، أما اليهود فهم عدة أجناس، ومن عدة قبائل منهم العربي، والفارسي، والرومي، وغير ذلك، وسموا بهذا الأسماء لأنهم كانوا يسكنون في منطقة واحدة اسمها "يهودا".

حول الموقع

سام برس