سام برس / متابعات
اعتبر وزير الخارجية التركي "أحمد داود أوغلو"، أن رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان"، قدم فرصة للمصالحة بتقديمه التعازي لأحفاد الأرمن الذين قضوا في الأناضول عام 1915، ودعا داود أوغلو الجميع لاغتنام الفرصة، والاسهام في إعادة بناء مستقبل أفضل للعلاقات التركية الأرمينية.

جاء ذلك في مقال لوزير الخارجية التركي، نشره الموقع الإلكتروني لصحيفة الغارديان البريطانية أمس، تحت عنوان "الأتراك والأرمن – علينا أن نحذو حذو أردوغان وندفن آلامنا المشتركة".

وعبر داود أوغلو عن قناعته بأن "الآن هو الوقت المناسب للاستثمار في العلاقات التركية الأرمينية"، مؤكدا في الوقت ذاته أن "هذا المسعى يمكنه أن ينجح فقط، إذا تم احتضانه من قبل دائرة أوسع عازمة على المصالحة"، ومشيرا إلى استعداد تركيا الكامل في هذا الإطار.

ولفت داود أوغلو في مقاله إلى تاريخ العلاقات بين الأتراك والأرمن الذي يعود إلى مئات السنين، وإلى إسهامات الأرمن خلال عهد الإمبراطورية العثمانية، خاصة في المجالين الثقافي والفني.

وفيما يتعلق بالأحداث التي صاحبت تفكك الإمبراطورية العثمانية، قال داود أوغلو إن فقدان الامبراطورية للبلقان تسبب في حدوث فظائع جماعية وطرد العثمانيين المسلمين من المنطقة، وشهدت تلك الفترة اضطرار حوالي 5 ملايين عثماني لترك منازلهم في البلقان والقوقاز والأناضول، وهو ما أدى إلى زعزعة الاستقرار وتدهور العلاقات المجتمعية.

ولفت وزير الخارجية التركي إلى أن التاريخ الغربي يهتم بما تعرض له العثمانيون المسيحيون، في حين لا يكاد أحد خارج تركيا يعرف عن المعاناة الهائلة للعثمانيين المسلمين. وأضاف": "لا يمكن إنكار حقيقة أن الأرمن عانوا بشدة خلال تلك الفترة، وأن النتائج المترتبة على إعادة توطين القسم الأكبر من الأرمن، كانت غير مقبولة وغير إنسانية".

وأكد داود أوغلو أن الخلاف حول لماذا وكيف حدثت المأساة الأرمنية لا يزال مصدر ضيق للأتراك والأرمن حتى وقتنا الحالي، حيث تمنع الروايات المتناقضة لما حدث عام 1915 "الشفاء من تلك الصدمة".

وتساءل داود أوغلو عن إمكانية تقريب الروايتين التركية والأرمنية للأحداث، وأشار في هذا الإطار إلى دعوة تركيا لإنشاء لجنة مشتركة من مؤرخين أتراك وأرمن لدراسة أحداث 1915، على أمل أن تسفر النتائج الصادرة عن مثل تلك اللجنة، عن فهم أفضل لتلك "الفترة المأساوية"، وتطبيع للعلاقات بين الجانبين.

وأفاد داودأوغلو بأن "ما يقرب من قرن من المواجهة أثبت أننا لا يمكن أن نحل المشكلة قبل أن نبدأ في الإنصات لبعضنا البعض وفهم بعضنا البعض. كماعلينا أن نتعلم إبداء الاحترام دون مقارنة المعاناة أو تصنيفها".

حول الموقع

سام برس