بقلم/ عبدالرحمن الشيباني
الحقيقة ان احزاب اليسار عموماًتعيش فى وضعية حرجة ، وهي نتيجة طبيعية لعدم وجود قيادات شابة تجدد دورة الحياة فيه ، وبضخ دماءا جديدة فى اوردته ، وتعيد له دوره وفقا للمتغيرات الراهنة حيث تكيفت بعض الاحزاب في دول العالم مع المتغيرات ، وتجاوزت التمحور حول فكرة سيادة الطبقة العاملة ، والإشتراكية سعيا للوصول إلى الشيوعية وملكية الطبقة العاملة لوسائل الإنتاج ، ،تلك الانسدادات التي نراها اليوم حالت دون ديناميكية في بنية الاحزاب اليسارية والقومية ذات التوجه اليساري ، المتشظية اصلاً ، عوضا عن الانقطاع البّيني بينها وبين قواعدها ،التى تخوض معها معارك قوية غالباً ما يظهر على السطح، من خلال معارك كلامية .

كل ذلك باعتقادي يساعد على إستمرار الوهن الحاصل ، مع وجود قيادات صنمية ،استمرأت واعتادت علي استجرار مصطلحات وافكار لا تمت للواقع بصلة ، وهي بهذا لم تستوعب ابعاد المُتغيرات الدولية والنظريات السياسية والاجتماعية التي فرضت نفسها على الراهن.

من المهم أن نلاحظ أن النقاش حول اليسار وإخفاقاته يعتمد على السياق الزمني والجغرافي المحدد. يمكننا القول إن اليسار كتيار سياسي يشمل تيارات مختلفة وتنظيمات مختلفة في جميع أنحاء العالم، وبالتالي فإن النتائج والتحديات التي يواجهها اليسار ستختلف من بلد لآخر.

وصحيح انه من الصعب الحكم بشكل عام على اليسار واعتباره فاشلاً، فهناك نجاحات وإخفاقات تاريخية لليسار في مختلف البلدان والفترات الزمنية. فعلى سبيل المثال، في بعض الأحيان حققت القوى اليسارية تقدمًا في قضايا العدالة الاجتماعية والمساواة، بينما في أحيان أخرى واجهت تحديات وفشلت في تحقيق أهدافها المطلوبة.

من بين العوامل التي يمكن أن تسهم في إخفاق اليسار هي ضعف التنظيم والقيادة، وفقدان الرؤية والتجديد، وعدم مواكبة التطورات العالمية والتحولات في الفكر السياسي والاجتماعي. قد تؤدي هذه العوامل إلى ضياع قاعدة الدعم وتباعد اليسار عن الجماهير.

من الضروري أن نقوم احزاب اليسار بمراجعة ادبياتها ، لتستوعب التنافس البرامجي بين الاحزاب السياسية ، وان تقف جنبا إلى جنب مع بقية الاحزاب الوطنية للنضال من اجل بناء دولة مدنية تعددية تواكب تطلعات شعبنا، وهذا يستوجب منها ان تقوم بنقد الذات من جديد ومراجعة اسباب الاخفاقات وإجراء التغييرات اللازمة لتجديد نفسها.
كما يستوجب عليها أن تركز على تجديد القيادة وتعزيز الحوار مع بقية الاحزاب الوطنية ومع كوادرها في المقام الاول واعادة التواصل مع الجماهير والتواصل مع الشباب والعمل على اعداد برامج سياسية واقتصادية واجتماعية وخدمية وفي مجال تطوير التعليم ...إلخ. وبنا يلبي تطلعات واحتياجات المجتمع في الوقت الحاضر.

في النهاية، يمكننا القول إن اليسار يواجه تحديات وإخفاقات، ولكنها ليست نهاية الطريق. من الممكن تجاوز الصعاب وتحقيق التقدم إذا تم التعامل مع الأخطاء والتحديات بشكل فعال وتم إجراء التغييرات اللازمة لتجديد اليسار وتعزيز دوره في المجتمع.

لقد اصبحت تلك الافكار والاطروحات، التى مازال رُهبان تلك الاحزاب وكهنتها يلوكونوها، اشبه بعلكه مُرة تخثرت وبدت غير مستحبه منزوعه النهكه، إلا من لسان صاحبها الدي يُصر على ضرورية وجودة ، ووجود تلك العلكة يحركها يمنّه ويسره وكأنها اكسير الحياة له ولحزبه.

ان تجاهل واقع المتغيرات وعدم الاسراع باصلاحات جذرية في البنية القاعدية للاحزاب اليسارية والقومية ،واستمرارها على هذا النحو الذي نراه، يجعل منها خارج الفعل والتاثير ويحجم دورها ،وهذا يباعد المسافة اكثر بينها وبين الجماهير، التى طالما كانت هذة الاحزاب فى وسطها وخرجت منها قيادات نضالية من رحمها، كان لها التاثير البارز فى بُنيتها التنظيمية والسياسية والنظالية شكلت الهاماً للأجيال فى وقت مضي.

علي هذة الاحزاب ان تبدأ ليس غداً بل" الآن" بجرده حساب ، وتتهيأ لجلد الذات فلا الوقت ولا الزمن ولا المرحلة الراهنة تستدعي التباطؤ، فكلما مضت الأيام وكبر الجسد يصعب العلاج، فالامراض تتراكم ويصعب علاجها يكون حينها الموت حتمياً وهذا ما لانريده.

وطالما وقد اوضحنا أنفا اخفاقات احزاب اليسار والاخزاب القومية الاشتراكية اي ذات التوجه اليساري فإننا يمكن ان نجمل التحديات التي تشكل عقبات أمام تحقيق أهدافه ونجاحه. ومن بين هذه التحديات:

١ - تحولات اقتصادية وتغيرات الطبقة العاملة: يواجه اليسار تحديات في التكيف مع التحولات الاقتصادية المتسارعة والتغيرات في طبقة العمال. فقد شهدت العديد من البلدان تحولًا من الاقتصاد الصناعي إلى الاقتصاد المعرفي والخدمي، مما يتطلب استراتيجيات جديدة لليسار لتحقيق العدالة الاجتماعية في هذا السياق الجديد.

٢ - صعوبة جذب الشباب: يواجه اليسار تحديًا في جذب الشباب والناخبين الجدد، خاصةً مع تغير القضايا والأولويات التي يهتم بها الشباب في الوقت الحاضر. يجب أن يتمكن اليسار من تقديم رؤية جديدة وجذابة تتناسب مع تطلعات الشباب وقضاياهم الملحة، مثل التغير المناخي والتكنولوجيا والتوظيف.

٣ - تجاذب القوى السياسية والانقسامات الداخلية: يعاني اليسار من التجاذبات الداخلية والانقسامات، مما يؤثر على قوته وقدرته على تشكيل تحالفات وتحقيق التوافق السياسي. قد يكون هناك خلافات في الرؤى والأجندات والاستراتيجيات بين مكونات اليسار المختلفة، مما يقلل من تأثيره وقدرته على تحقيق التغيير.

٤- تحديات الإعلام والاتصال: يواجه اليسار تحديات في مجال الإعلام والاتصال، حيث أن الرسائل والأفكار اليسارية قد تواجه صعوبة في التأثير على الرأي العام والتنافس مع الأيديولوجيات الأخرى. قد يتطلب من اليسار تحسين استراتيجيات الاتصال واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الحديثة للوصول إلى جمهور أوسع وتوضيح رؤيته وأهدافه.

٥ -النزعة العالمية نحو اليمين: يشهد العالم في بعض الأحيان نزعة عالمية نحو اليمين وظهور تيارات سياسية محافظة. يمكن أن يواجه اليسار تحديًا في التأقلم مع هذا التحول العالمي وفي مواجهة تلك الأيديولوجيات المتنازع عليها.

هذه بعض التحديات التحديات التي يواجهها اليسار في الوقت الحاضر. قد تختلف هذه التحديات من بلد لآخر وتعتمد على السياق السياسي والاجتماعي المحدد.

حول الموقع

سام برس